رام الله – واشنطن (وكالات) وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أول أمس سفير الولاياتالمتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان ب»ابن الكلب»، متهما في الوقت ذاته حماس بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمد الله ورئيس المخابرات العامة، ماجد فرج في قطاع غزة الأسبوع الماضي. وقال عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «اعتبرت أن الاستيطان شرعي وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أمريكي أولهم سفيرهم في تل أبيب هنا ديفيد فريدمان. قال يبنون (الاسرائيليون) في أرضهم، ابن الكلب، يبنون في أرضهم؟ وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أمريكا في تل أبيب ماذا ننتظر منه»، مضيفا «مستوطن يسكن مستوطنة». وشتم عباس السفير وخاطبه قائلا «كيف تقول إن المستوطنين يبنون في أرضهم؟». وجاءت تصريحات عباس ضد فريدمان، تعليقا على تصريحات للأخير قال فيها الشهر الماضي، إن «أي إخلاء جماعي للمستوطنات من الضفة قد يؤدي إلى نشوء حرب أهلية في إسرائيل». وأضاف السفير الأمريكي حينها «هؤلاء (المتدينون اليهود) ملتزمون بهذه الأرض لأنهم يرون أنها أرضهم». وديفيد فريدمان هو يهودي أمريكي معروف بمواقفه الداعمة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وتأييده لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، إضافة إلى تأييده قرار الإدارة الأمريكية إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، وقد سبق له أن هاجم بشدة في عدة مناسبات قيادة السلطة الفلسطينية. وكان قد انتقد بشدة السلطة ل»صمتها وعدم إدانتها لعمليات القتل» التي نفذها فلسطينيون مؤخرا وقُتل فيها 3 إسرائيليين. اتهام يقطع مع اتفاق المصالحة كما شن الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله بشدة حركة «حماس» متهما إياها بتنفيذ محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله. وقال عباس، إن «حماس تقف وراء الاعتداء على موكب رئيس الوزراء الحمد الله في غزة»، معلنا رفضه لأي معلومات أو تحقيق تجريه الحركة حول محاولة الاغتيال التي وقعت شمالي القطاع. وأضاف «حماس هي من اخترعت هذا النمط من الاغتيالات في الوطن العربي»، مضيفا «لو نجحت عملية الاغتيال لفتحت الباب على حرب أهلية فلسطينية». وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنه قرر اتخاذ القرارات القانونية والمالية والشرعية كافة بحق قطاع غزة على خلفية محاولة الاغتيال دون أن يقدم المزيد من التفاصيل حول هذه القرارات. والثلاثاء الماضي، أعلنت الداخلية الفلسطينية في غزة (تديرها «حماس»)، أن انفجارا وقع أثناء مرور الموكب الذي يقلّ رئيس الوزراء والوفد المرافق له، عقب وصولهم للقطاع في منطقة بيت حانون (شمالا) دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات. وحول المصالحة الفلسطينية، اتهم عباس «حماس» بمخالفة كل ما تم الاتفاق عليه مع حركة «فتح» خلال الاجتماعات التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة نهاية العام الماضي. وقال «تمكين الحكومة في غزة هو صفر وسلطة أمر الواقع (في إشارة لسلطة «حماس») هي التي تواصل السيطرة والتحكم». وتابع «الحقائق تؤكد أن هناك طرفا واحدا للانقسام يفرض سلطة أمر واقع غير شرعية»، مطالبا بأن يكون «كل شيء» في غزة بيد «القيادة الشرعية». انتقادات أمريكية وإسرائيلية وفي واشنطن، أعلن البيت الابيض على الفور رفضه لتصريحات الرئيس الفلسطيني وما تضمّنته من «إهانات في غير محلها» – على حد تعبيره - بحق السفير الامريكي في اسرائيل، معتبرا ان الوقت حان لكي يختار بين «خطاب الكراهية» والسلام. وقال جايسن غرينبلات مبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط ان «الوقت حان لكي يختار الرئيس عباس بين خطاب الكراهية وجهود ملموسة لتحسين حياة شعبه وايصاله الى السلام والازدهار». إلا أن المسؤول الامريكي استطرد في بيانه قائلا إنه «على الرغم من ان هذه الاهانات بحق افراد في ادارة ترامب ليست في محلها بالمرة، فإننا ملتزمون تجاه الفلسطينيين وفي سبيل إحداث تغييرات لا بد منها من اجل تعايش سلمي» بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف «نحن بصدد وضع اللمسات الاخيرة على خطتنا للسلام وسنعرضها حين تتهيأ الظروف الملائمة». يأتي ذلك فيما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو خطاب عباس بالقول إن قرارات ترامب بشأن القدس أوصلت الرئيس الفلسطيني على ما يبدو إلى المرحلة التي جعلته يشن فيها هجوما لفظيا على مسؤول أمريكي. وكتب ناتنياهو على تويتر «للمرة الأولى منذ عشرات السنين تتوقف الإدارة الأمريكية عن تدليل الزعماء الفلسطينيين وتقول لهم: كفى». وأضاف «صدمة الحقيقة جعلتهم يفقدون صوابهم على ما يبدو».