أمسية شعرية راقية ومشهدية مسرحية غنائية بدلالات عميقة تونس - الصباح تحت شعار "احتفاء بالشعر احتفاء بالحياة" تم مساء أول أمس الخميس 22 مارس 2018 افتتاح الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعرية التي تتواصل إلى غاية 31 مارس 2018 بمدينة الثقافة. واستقبل وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين والشاعرة جميلة الماجري مديرة أيام قرطاج الشعرية الضيوف العرب والأجانب والمثقفين التونسيين من شعراء وأدباء ومترجمين ومولعين بالشعر وقد هبوا انتصارا للشعر وامتنانا وتشجيعا لتظاهرة طالما تمنوها وطالبوا بها. وكان من بين ضيوف الافتتاح وزيرة المرأة والأسرة والطفولة الأستاذة نزيهة العبيدي والدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) ود.معجب الزهراني مدير المعهد العربي بباريس والدكتور هيثم الحاج علي مدير الهيئة العامة للكتاب في مصر والفنان مارسيل خليفة وعدد من السفراء العرب ومن بينهم سفير لبنانبتونس طوني فرنجية. انطلق الاحتفال بمشهدية شعرية مسرحية موسيقية غنائية أخرجها منير العرقي وشاركته نخبة من الممثلين التونسيين الذين أبدعوا في إلقاء القصائد وفي تجسيد المواقف رقصا وتعابير جسمانية ومن بينهم "مريم العكاري" و"أحمد أمين بن سعد" و"دليلة المفتاحي" و"الطاهر الرضواني" و"ميساء ساسي" وجمال قلة ومروة قريعة.. هؤلاء احتفوا بالشعراء الذين قالوا قصائد في تونس مثل الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد احمد والفلسطيني محمود درويش والسوري نزار قباني وأبو القاسم الشابي والشاعر الكبير منور صمادح صاحب قصيدة "كلمات" هذه القصيدة التي أبدع منير العرقي والممثل والمخرج فتحي العكاري في إعطائها بعدا ملحميا مؤثرا وأضاف لها فتحي من روحه وتجاربه المسرحية ووقوفه المعبر والمتميز على الركح وخبرته في التعامل مع النصوص الملهمة. طوبى للشعراء بأيامهم.. طوبى للمثقفين بمدينتهم وقد عبرت مديرة الأيام، الشاعرة جميلة الماجري في كلمة رحبت خلالها بضيوف تونس -ضيوف المشهد الشعري التونسي ومدينة الثقافة هذا الصرح الجميل والمبهج - عن سعادتها بتحقق حلم الشعراء. وقالت: "تراهن أيام قرطاج الشعرية في دورتها التأسيسية على إعادة الإشعاع للشعر فنا إنسانيا راقيا وخالدا وما أحوج الإنسانية اليوم إلى الشعر والفنون في مواجهة التحولات العالمية وما تشهده الدول من عنف وإرهاب وحروب.. تونس ارض الحب والجمال والسلام و3000 سنة حضارة ليس بغريب عنها ان تحتفل بالشعر أرقى تجليات إنسانية الإنسان معتبرة (مثل الراحل نزار قباني) أن خلاصنا نحن العرب في الرسم بالكلمات... مازال الشعر يجمعنا وما زال خالدا يستهوي النفوس ومازال عنوانا لهوية امتنا". افتتح الشاعر المنصف الوهايبي الأمسية الشعرية وقرأ من "سيرة الهلالي الصغير" وتألق الشاعر اللبناني شوقي بزيغ في قصيدتي "فيروز" و"إلى أين تأخذني أيها الشعر؟" وفاجأت الشاعرة السعودية أشجان هندي وقد قرأت قصيدة "يا جلي الحسن" و"تحليق" الحضور بروعة كلماتها وجرأتها وفتحها لأبواب ومناخات جديدة كانت الى وقت قريب مغلقة في وجه المرأة العربية وهي التي تم اختيار قصيدتها "ايزابيل" وقد كتبتها باللغة الانقليزية من بين أجمل 50 قصيدة قيلت في الحب بتلك اللغة.. شاعرة عكاظ السودانية تتألق في تونس ثم أطلت على جمهور الشعر شاعرة عكاظ السودانية روضة الحاج التي وجهت تحية رقيقة لتونس ولشعبها وأبدت إعجابها الكبير بمدينة الثقافة هذه المنارة وهذا الصرح الأنيق وتمنت أن تنسج على منواله بقية الدول العربية كما باركت للتونسيين احتفالهم بالذكرى 62 لاستقلال تونس وقرأت قصيدة "ضوء لأقبية السؤال" وقصيد ثان كتبته مؤخرا في تونس أثناء مشاركتها في الأسبوع الثقافي السوداني وعنوانه "يا تونس الخضراء جئتك مثله" في إشارة لقصيدة نزار قباني "يا تونس الخضراء جئتك عاشقا وعلى جبيني وردة وكتاب" ثم قرأ الشاعر التونسي يوسف رزوقة قصيدة بعنوان "متلازمة اليد الغريبة" أو "هذه اليد ليست لي". واختتم الأمسية رائد من رواد قصيدة النثر ظل وفيا لعوالمه الشعرية وهو محمد احمد القابسي الذي كان سعيدا بالحضور وبالقراءة أمام من اعتبرهم صفوة من الشعراء والمثقفين التونسيين والعرب وقرأ "الرسولة" و"كنت طفلا طويل القامة" ومجموعة من القصائد القصيرة. ولم ينس أن يهنئ الوزير بافتتاح مدينة الثقافة والشاعرة جميلة الماجري بالنجاح في تنظيم افتتاح أيام قرطاج الشعرية وفي اختيار محاورها وضيوفها الذين نوروا تونس. وفي نهاية الحفل كرّمت إدارة أيام قرطاج الشعرية الدكتور "عبد العزيز التويجري" مدير المنظمة اﻹسلامية للتربية والعلوم والثقافة الذي عبر للحضور عن سعادته بمواكبة افتتاح مدينة الثقافة والدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعرية وأهداهم قصيدة من ديوانه الجديد "نبض الفؤاد". كما تمّ تكريم الدكتور معجب الزهراني مدير معهد العالم العربي والدكتور أيمن حاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب بمصر. وبعد هذا التكريم ارتجل وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين كلمة تمنى فيها أن تكون الأيام فرصة لتآلف القلوب وتجميع الشعراء من اجل خير المشهد الشعري والساحة الثقافية وأثنى على المجهود الكبير الذي بذلته مديرة الدورة الشاعرة جميلة الماجري التي قبلت -حسب تعبيره -إدارة هذه الدورة: "التي تزداد ألقا بحضور الدكتور عبد العزيز التويجري هذا المفرد بصيغة الجمع"، راجيا كل النجاح والتوفيق لهذه الدورة التأسيسية.