ترامب يتعهد بإنقاذ نتنياهو من محاكمته "كما أنقذ إسرائيل في حرب إيران"    تكاليف فتح عيادة طبيب في تونس: بين 50 و 100 مليون    تلوّث يضرب الشريط الساحلي وتوصيات بتجنّب 28 موقعًا    إعطاء إشارة انطلاق اليوم الإعلامي المفتوح حول السياحة الداخلية    استقبل 60 طالبا: تدشين مقر المعهد العالي للهندسة الرقمية    فتح أجزاء إضافية من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة للجولان    رئيس الجمهورية :اللوبيّات التي تُحاول تأجيج الأوضاع وافتعال الأزمات لا يمكن أن تبقى خارج دائرة المحاسبة    قتيلان جراء عواصف قوية في فرنسا (فيديو)    إيران تعترض على "التفسير التعسفي" للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة    مبعوث ترامب: دول عربية "غير متوقعة" في طريقها للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم    البحر يغلي: حرارة مياه المتوسط تسجّل أرقامًا قياسية منذ 1982! ماذا يحدث؟    ايران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا    كأس العالم للأندية: برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    كأس العالم للأندية: صراع الصدارة بين اليوفي و المان سيتي يتصدر المواجهات الأخيرة للدور الأول    مونديال الأندية 2025 : برنامج مقابلات الدور ال16    طقس اليوم: الحرارة تصل إلى 44 درجة مع ظهور الشهيلي    اليوم: الحرارة تلامس 44 درجة والشهيلي يعود بقوة!    أخصائية نفسية: ''مانجحتش في الباك؟...أنا زاده عاودت العام وكانت من أجمل التجارب''    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    خطر خفي يهدد كبار السن.. اكتشاف علاقة مقلقة بين الاحتباس الحراري وعدوى قاتلة    كأس العالم للأندية 2025: مليار دولار جوائز.. والترجي يجني 34.6 مليون دينار    كيم جونغ أون يفتتح جوهرة السياحة في كوريا الشمالية.. منتجع كالما يخطف الأنظار!    ترامب يستبعد غابارد مجددا من إحاطة سرية بشأن الضربة الأمريكية لإيران    لاعب تونسي ضمن التشكيلة المثالية للجولة الثالثة من دور مجموعات كأس العالم للأندية    يوم دراسي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في القطاع السينمائي والسمعي البصري    فتح أجزاء إضافية من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة للجولان    مشاهد من أميركا.. الحرارة الشديدة تربك مونديال 2026    فتح أجزاء إضافية من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة للجولان    وزير السياحة: تعزيز الربط الجوي مع عدد من الدول العربية    نجوى كرم تعلن «حالة طوارئ» قبل حفلها بقرطاج    الفيلم القصير "فراغ" لفدوى منصوري وبطولة كوثر بالحاج: أنظروا إلى والديكم قبل أن يصبحوا مجرد فراغ    نتائج الباكالوريا تكشف ... تسريع المجلس الأعلى للتربية أولوية قصوى    أولا وأخيرا .. باسم الله يا عبد الله    غادرنا منذ عشرين سنة حتّى لا تنسى الأجيال القادمة شيخ الأدباء    ندور حوارية بالحمامات على هامش فعاليات الدورة 25 لمهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية حول "الإعلام الموجه إلى الطفل: أزمة إنتاج أم غياب استراتيجيات؟"    آخر وفد للحجيج التونسيين يغادر اليوم البقاع المقدسة والبعثة الصحية تؤكد وفاة 5 حجيج    الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون: تتويج التلفزة الوطنية بثلاث جوائز في مسابقتين    عاجل: الخميس أوّل أيّام العام الهجري 1447 في السعودية    خلال النصف الأوّل من العام: عائدات السياحة والعمل توفر 6،8 مليار دينار    صناعة السيّارات: عملاق كوريا الجنوبية "يورا كوربوريشن" يخطط لتعزيز تواجده في تونس    ستكفُل 1000 طفل: إحداث قرية "اس او اس" جديدة بهذه الولاية..    قبلي: توفير نقطة بيع لعدد من المواد الأساسية بفضاء السوق البلدي    وزير التربية يزور مركز الاصلاح بمنوبة الخاص بمناظرة "السيزيام" ويشدد على ضرورة ضمان الشفافية والدقة    لأول مرة في سيدي بوزيد.. إنقاذ مريض بتقنية دقيقة دون جراحة    في ''عز السخانة''.. لماذا يُنصح بشرب الماء الساخن لا البارد؟    للتونسيين : كل ما تريد معرفته عن هلال ''راس العام العربي ''    الكاف: تقدم موسم الحصاد بنسبة 45 بالمائة وتجميع أكثر من 650 ألف قنطار من الحبوب    عاجل - ترند الكركم: دولة عربية تحذر    سانتوس البرازيلي يعلن تجديد عقد نيمار حتى نهاية 2025    هام/ موعد دورة المراقبة لبكالوريا 2025..وهذا تاريخ الاعلان عن النتائج..    تحذير هام لمحبي القطط..    قضية العقد المبرم مع الصغير زويتة: النزول بالعقاب البدني في حق وديع الجريء    تطورات جديدة في قضية منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر    نفوق أسماك وتغيّر لون البحر: باحثة في علوم البحار توضّح وتكشف أسباب هذه الظاهرة..#خبر_عاجل    فتح التوجيه الجامعي لدورة المتفوقين بداية من 3 جويلية    النادي الصفاقسي: التركيبة الجديدة للجهاز الفني    المنستير: هيئة السلامة الغذائية تدعو المواطنين لعدم شراء أسماك من خارج المحلات المراقبة    طقس الأربعاء: شهيلي والحرارة تتراوح بين 36 و42 درجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في تقرير تنمية المرأة العربية 2017: مسؤولية الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة
نشر في الصباح يوم 25 - 03 - 2018

بقدر ما يبدو مصطلح "التنمية المستدامة" متداولا اعلاميا وسياسيا،بقدر ما يلتبس هذا المفهوم عندما يقترن بالممارسة الاعلامية أو بتحقيق أهداف هذه التنمية المستدامة التي باتت اليوم مطلبا أمميا بالنظر لأهميتها في تحقيق احتياجات الحاضر من نمو اقتصادي وقي اجتماعي وعدل ومساواة على أساس المواطنة،دون مساس بحقوق الأجيال القادمة.
وترتبط عملية التنمية المستدامة أساسا بكل عملية تطوير وتحسين لظروف المعيشة لجميع الأفراد في مختلف المجتمعات وذلك في ثلاثة مجالات رئيسية أساسية وهي تحقيق النمو الاقتصادي وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة والتنمية الاجتماعية ومن أهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة هي القضاء على الفقر من خلال التشجيع على أنماط انتاج واستهلاك متوازنة ودون افراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية،وكذلك تحقيق الرخاء الاقتصادي والنماء الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة على أساس قيم المواطنة.
واذا كان مصطلح "التنمية المستدامة" في السياق التونسي،مصطلحا يبدو متداولا منذ ما قبل الثورة،بل لقد أصبح في السنوات الأخيرة لحكم بن علي، شعارا مركزيا،في كل عملية تسويق لنظامه السياسي.. لكن اليوم في تونس لم تعد التنمية المستدامة مجرّد شعار فضفاض بل باتت واقعا تشريعيا نصّ عليه الدستور الجديد عندما أقرّ التمييز الايجابي لصالح المناطق الداخلية عندما نصّ على المساواة وعلى الحق في الصحّة وفي السكن وفي البيئة لكل التونسيين.. والحكومة التونسية كانت من بين الحكومات التي وافقت وتبنت وثيقة الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في شهر سبتمبر 2015 التي حملت عنوان "تحويل عالمنا:خطة التنمية المستدامة لعام 2030" والى جانب هذا التبنّي الحكومي فان –تحويل تونس وفق خطّة تنمية مستدامة تصل الى أفق 2030 –يتطلّب آليات لتكريس وتجذير هذه الخطّة في بعدها التونسي ومن أبرز آليات ذلك نجد الاعلام والمجتمع المدني،وقد استعرض تقرير مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث كوثر في "تنمية المرأة العربية 2017" تفاصيل حول المرأة العربية وخطّة التنمية 2030 من خلال الاعلام المحلّي وكذلك المجتمع المدني.
"الصحافة والمواطنة توأم الديمقراطية"
تتنوّع وسائل الاعلام في تونس بين اعلام عمومي واعلام خاصّ واعلام جمعياتي بالاضافة الى ما يسمّى ب"الميديا الاجتماعية" من خلال مواقع الواب ووسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تنافس الاعلام التقليدي في استقطاب المهتمين والمتابعين ويعد المشهد الإعلامي حاليا أكثر من 35 محطة إذاعية جمعياتية، تحصلت 10 منها على إجازات بث من قبل الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي والبصري بعد أن استجابت لكراسات الشروط، في حين تواصل العديد من المؤسسات الأخرى نشاطها بشكل عشوائي إلى جانب العشرات من الإذاعات على الواب، المتواجدة بدور الشباب والثقافة.
وحسب تقرير "تنمية المرأة العربية 2017" فانه بات للاعلام اليوم مسؤولية اجتماعية في اعطاء المعني من خلال معالجة هدف أو المناصرة لقيمة ما،بما يجعل الاعلامي فاعلا اجتماعيا قادر على التأثير والتوجيه،وقد لعب الإعلام الوطني في عدة قضايا وطنية خاصّة تلك المتعلقّة بالحريات كما حصل مع الفصل السادس من الدستور دورا محوريا في الضغط الايجابي وفي الانحياز لمبدإ الحرّيات واليوم مع انتهاء أشغال لجنة الحريات الفردية والمساواة عاد الاعلام الوطني للعب نفس الدور الايجابي،تأكيدا لما ورد في التقرير من كون "الصحافة والمواطنة هما توأم الديمقراطية".
روح جديدة في الاعلام
بات الاعلام الجمعياتي اليوم عنوانا متفرّدا في المشهد الاعلامي،هذا الاعلام المتخصّص والمحلّي وغير الربحي والذي يسعى لتحقيق الصالح العام من خلال اعلام قرب يستجيب للحاجيات المحلية للأفراد ويبرز الخصوصيات الجهوية والمحلية بات مؤثرا وفاعلا في المشهد الاعلامي ككل.
وقد بين تقرير الإعلام الاجتماعي العربي لسنة 2017 هذا التطوّر الذي شهده هذا الاعلام حيث ذكر التقرير "أنه مع حلول 2017، وصلت نسبة مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة العربية إلى 39% من السكان، مع استمرار سيطرة قطاع الشباب بنسبة 64%. كما بات لمنصات الإعلام الاجتماعي دور هام في حياة المواطن العربي،إذ أعرب 58% من المستخدمين لمنصات الإعلام الاجتماعي للتعبير عن الشعور والآراء حيال السياسات الحكومية أو الخدمات" وهذا الاعلام الذي وجد فيه المتابع في تونس أو في الوطن العربي ضالته فرض على وسائل اعلام تقليدية تجربة "اعلام القرب" وقد تناول التقرير في ما يخصّ تونس تجربة قناة نسمة على مستوى الجهات باعتبارها قناة خاصّة وكذلك تناول تجربة اذاعة تطاوين باعتبارها مؤسسة عمومية لها صبغة جهوية وتتوجّه الى "جمهور الأعماق".
ويرى تقرير المرأة العربية لسنة 2017 أنه تم استعمال "الصحف والإذاعات الجهوية على امتداد سنوات طويلة كأداة دعائية بيد السلطة القائمة.. كما أن المؤسسات الإعلامية بفروعها الجهوية يفتقر التواصل معها إلى الانتظام والعمق إذ تغلب الممارسة المركزية والاهتمامات العامة على الاعتبارات ذات البعد الجهوي " مضيفا أنه وفي شهادات وثقتها الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال أن الصحفيين العاملين في الجهات يتذمرون من "النظرة الدونية التى ترى فيهم "عجلة خامسة" إذ كثيرا ما تستعمل الأخبار المحلية لملء الفراغات في النشرات الإخبارية دون اعتراف مادي أو معنوي حقيقي بمجهودات العاملين في الجهات".
الاّ أن التقرير أشار أيضا الى تغيّر "النظرة إلى مراسلي مؤسسات الإعلام المحلي باعتبارهم "صوت من لا صوت له" إلا أن موقعهم المهني بقي ضعيفا باعتبار أن انتدابهم لا يخضع إلى معايير مهنية..".
ويكرّس اعلام القرب قيم التنمية المستدامة لأنه يكرّس قيم الدستور الجديد الذي أتى بالمساواة وبالتمييز الايجابي ونصّ على الحقوق والحريات وفي هذه الحالة يمارس اعلام القرب نوعا من الرقابة في حماية هذه الحقوق والحرية في تكريس التنمية المستدامة.
منية العرفاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.