تفشى خلال السنوات الأخيرة مرض القصور الكلوي بولاية جندوبة بشكل لافت مثيرا للخوف والرعب في صفوف الكثير من العائلات التي بات يهددها هذا الغول. ويبلغ عدد المرضى الذين يلتحقون بمراكز تصفية الدم بالعيادات الخاصة 382 في حين يؤم المراكز العمومية حوالي 294 ليبلغ العدد الجملي لمرض الكلى 676 مريضا حسب ما أفادنا به السيد محمد رويس المدير الجهوي للصحة بجندوبة. ونشير إلى أن من بين أسباب انتشار هذا المرض حسب ما أكده لنا بعض المختصين في هذا المجال المياه الملوثة والتي لا تستجيب لقواعد الصحة ما يؤدي إلى وجود حصى بالكلى إلى جانب ارتفاع ضغط الدم وتورم البروستاتا وانتشار الأورام السرطانية بالمثانة والروماتيزم الذي يؤدي إلى تصلب الجلد والتهاب الأوعية الدموية. وللإشارة فان أغلب معتمديات الولاية تعاني من العطش وشح المياه خلال الصيف (رغم الثروة المائية) إلى جانب انعدام المراقبة الصحية لبعض العيون وما يعانيه السكان من مناخ قاس ساهم بقسط كبير في انتشار مرض الروماتيزم . ويتواجد مركز لتصفية الدم بالمستشفى الجهوي بجندوبة وآخر بطبرقة بالإضافة إلى 5 مصحات خاصة ويتكبد المرضى عناء التنقل إلى هذه المراكز في ظروف صحية صعبة خاصة أثناء التقلبات المناخية ما دفع باللجنة الجهوية لتفادي الكوارث الى إجبار بعض المرضى على الإقامة بالمستشفيات المحلية حتى يسهل نقلهم إلى مراكز تصفية الدم، كما أجبر هذا المرض بعض العائلات على التنقل من الوسط الريفي إلى المدن أملا في إجراء عمليات التصفية في ظروف مريحة ذلك أن التنقل إلى مدينتي جندوبة أو طبرقة أثقل كاهل العائلات وضاعف من معاناة المرضى . هذا المرض انتشر في صفوف الأطفال والشباب والكهول (من الجنسين) وبات يهدد سكان بعض المعتمديات ما يستدعي من الجهات المعنية وضع خطة للتصدي لهذا المرض والقيام بحملات توعويّة بالأرياف والمدن لمحاربة هذه الآفة التي تسببت في وفاة العشرات من المواطنين بعد صراع مع هذا المرض. كما أن سلطة الإشراف مطالبة بإحداث مراكز لتصفية الدم خاصة بغار الدماء وعين دراهم للتخفيف من معاناة المرضى أثناء تنقلهم للمدن المجاورة خاصة وأن نسبة هامة من مرضى القصور الكلوي تستقر بالمعتمدتين المذكورتين.