ببادرة من جمعية التنمية المستديمة بالجهة وفرع الهيئة الوطنية للمحامين وجمعية أبواب،انتظم اول امس منتدى الميثاق المواطني لبلدية صفاقس بحضور عدد هام من الشخصيات الوطنية والجهوية والخبراء والمترشحين للمجالس البلدية القادمة ،وهي تظاهرة تهدف إلى تقديم مشروع الميثاق البلدي باعتباره عقدا اجتماعيا والتزاما أخلاقيا يتعهد كافة المشاركين فيه إلى تنفيذ ه بناء على أهم انتظارات المواطنين من المجلس البلدي المرتقب،كما شكل اللقاء مناسبة لعرض واقع بلدية صفاقس من حيث الإمكانيات المالية والبشرية والمشاريع وملاءمة التشريعات مع حاجيات الإدارة ومدى تلبيتها لانتظار ات المواطنين من مجلسها. دور فاعل للمجتمع المدني في هذا السياق صرح رئيس جمعية التنمية المستديمة عبد المجيد خماخم أن الميثاق ومن خلال رفع شعار من أجل دور ريادي للمدينة،اراد أن يختزل هواجس وطنية قبل أن تكون جهوية أو محلية على ابواب موعد انتخابي كثر حوله الجدل في ظل المعطيات السياسية والاقتصادية التي تبعث بمؤشرات سلبية لمواطن لم يعد يرى جدوى من مساهمته في الحياة العامة عبر صناديق الاقتراع ومن هذا المنطلق فإن لهذا الوطن حقا علينا وأن الجهة تستحق أن تكون أفضل.علما بان فكرة البحث عن دور فاعل للمجتمع المدني بدأت بعد ما لوحظ تردي الوضع البيئي وتراجع نسبة رضا المواطن عن الخدمات البلدية،وكان لابد للجمعيات الناشطة في مجال التنمية والمنخرطة في الشأن العام أن تدلي بدلوها بتقديم اقتراحات وأفكار تعكس الرغبة المشتركة في أن تصبح صفاقس افضل.وفي هذا الإطار عملت الجمعية انطلاقا من انجاز دراسات علمية وميدانية لعلاقة المواطن بالعمل البلدي على توسيع مساهمة المجتمع المدني في الحياة العامة ونسقت دراسة ميدانية انطلقت من سبر آراء "انتظارات"تلامس فيها تطلعات المواطنين في صفاقس الكبرى من المجلس البلدي المرتقب عبر استمارة أجاب عنها اكثر من ألف شخص في عينة ممثلة للطيف الديمغرافي بالمنطقة البلدية . تطوير العمل البلدي وانجاز المشاريع الكبرى بناء على خصوصيات المنطقة البلدية وواقعها التي تم تشخيصها من قبل العديد من الجمعيات والهيئات المهنية والنقابية واستنادا إلى نتائج سبر الآراء المذكورة،ثبت اجمالا،بخصوص عمل المجلس البلدي المرتقب،ان التوجهات الرئيسيه تتلخص في أولويات كبيرة من أهمها تشريك المواطن في اتخاذ القرارات البلدية وتطوير العمل البلدي وتنمية الموارد المالية والتصدي للبناء الفوضوي باستكمال مثال التهيئة العمرانية في ظل رؤية مستقبلية وتحسين البنية التحتية لجميع المناطق وتكثيف النشاط الثقافي والرياضي والاهتمام بإنجاز المشاريع الكبرى للمدينة،من ذلك تشييد ملعب رياضي متكامل يتلاءم والدور الريادي للمدينة وطنيا ودوليا ومصالحة صفاقس مع واجهتها البحرية وصيانة المدينة العتيقة ونسيجها العمراني وإزاحة الاحياء القصديرية والفوضوية وتسخير الجهود الضرورية وتنفيذ الحلول العاجلة الخاصة بملف "السياب" باعتباره أمرا بالغ الأهمية ويتبوأ المرتبة الأولى في سلم الأولويات وتسريع خطوات التنفيذ الخاصة بتهيئة منطقة تبرورة مع تهيئة الساحل الجنوبي للمدينة. هل يتم الإنصات إلى المواطنين؟ تجدر الإشارة إلى أن منظمي هذا المنتدى عرضوا عينة من نتائج سبر الآراء التي تم إجراؤها في نهاية السنة الماضية وشملت اكثر من ألف متساكن بينت أن 11%فقط يعتبرون أنفسهم معنيين بالعمل البلدي كما أن 4%ببعض المناطق البلدية يرون أنه وقع الإنصات إليهم من قبل المجالس البلدية السابقة.كما يعتقد عدد من المستجوبين أن تحقيق الأهداف يتطلب أن يكون المستشارون البلديون مستقبلا من المستقلين والمثقفين والتكنوقراط فأصحاب الشهادات العليا.وفي خصوص الانتظار ات فهي تتلخص في تحسين البنية التحتية والأرصفة وتيسير حركة المرور والعناية بالشباب والرياضة والطفولة ومساندة العائلات المعوزة ومكافحة الجريمة واعتماد الديمقراطية التشاركية وتحسين الخدمات البلدية وتعصير الإدارة البلدية مع مراقبة عمل الأجهزة البلدية علما بأن ثلاثة أرباع المستجوبين كانوا غير راضين عن أداء العمل البلدي،كما أن 10%فقط عبروا عن رضاهم عن أداء المستشارين التابعين للأحزاب السياسية.