تونس (وكالات) أكد مفتاح ميسوري كبير مترجمي الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إن ليبيا قدمت مبلغا ماليا للحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصل إلى 20 مليون يورو. وتأتي تصريحات ميسوري في وقت يواجه فيه ساركوزي ملاحقة قضائية في فرنسا بشأن أموال تلقاها من القذافي. وقال ميسوري أنه وبصفته عضوا في مكتب قائد الثورة «سمعت عن الوفد الفرنسي الذي جاء والمكون من ثلاثة أفراد. هؤلاء الثلاثة هم: رجل الأعمال الفرنسي - اللبناني زياد تقي الدين، والسياسي الفرنسي برايس أورتوفو وشخص آخر لم أعد أتذكر اسمه». ومن الجانب الليبي، كشف ميسوري أنه كان هناك ثلاثة أيضا، هم رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي، وبشير صالح مدير مكتب القذافي، وموسى كوسا وزير الخارجية في ذلك الوقت. وحسب ميسوري، قام الرجال الستة بتوقيع وثيقة ذكرت كمية من المساعدات، مساعدات متفق عليها، سيتم منحها لحملة الرئيس ساركوزي الانتخابية. وأكد أن حجم تلك المساعدات وصلت إلى 50 مليون يورو، وافق عليها القذافي، لكنه خفض المبلغ إلى النصف. ووافق على المساهمة بعشرين مليون دولار للحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي لساركوزي. وأكد المترجم الفوري الخاص للقذافي ومستشاره الديبلوماسي منذ عام 1996، لوكالة «أسوشيتد براس» الأمريكية للأنباء إنه حضر الاجتماع عام 2005 بين ساركوزي الذي كان آنذاك وزيرا لداخلية فرنسا والقذافي. ومفتاح ميسوري الذي يعيش حاليا في المنفى في تونس، قال إن القذافي أبلغ ساركوزي خلال الاجتماع إنه سيكون «أمرا جيدا للغاية أن يكون لي صديق مثلك رئيسا لفرنسا». ولم ترد محامية ساركوزي والناطقة باسمه على الفور على طلبات التعقيب. وقال ميسوري إن اجتماع القذافي- ساركوزي، تم داخل خيمة القذافي الواسعة في العاصمة الليبية طرابلس، واستمر لنحو خمس وأربعين دقيقة. وكان ميسوري رئيس ما يطلق عليه مكتب فرنسا في الخارجية الليبية، قال إنه سمع عن اجتماع لاحق بين مسؤولين فرنسيين وليبيين، عندما تمت مناقشة المبالغ المالية بالتفصيل. ويجري تحقيق منذ عام 2013 في القضية. كما قال إن آخر مراسلات القذافي وساركوزي كانت قبل عدة أشهر من مقتل الزعيم الليبي على يد الثوار الليبيين. وأضاف أن القذافي عرض التنحي لكن مع البقاء في ليبيا. وأوضح ميسوري أن القذافي لم يتلق ردا من ساركوزي. وخلال فترة توليه رئاسة فرنسا 2007- 2012، وضع ساركوزي فرنسا في مقدمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي شنت غارات جوية ضد قوات القذافي والتي ساعدت الثوار في الإطاحة بنظام القذافي عام 2011.