سجلت الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي انطلقت منذ يوم 6 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية 15 منه، إقبال أعداد كبيرة من الزوار خلال الأيام الأربع الأولى خاصة أمام تزامن ذلك مع عطلة نهاية الأسبوع المطولة. فاكتظت مداخل قصر المعارض بالكرم منذ وقت مبكر بالزائرين من مختلف الشرائح العمرية بما بدد تخوف بعض العارضين القائمين على المعرض خاصة أن موعد تنظيم دورة هذا العام جاء خارج موعد العطلة المدرسية وقبل أسابيع قليلة من دخول الطلبة والباحثين في امتحانات نهاية السنة الجامعية. وسجلت دورة هذا العام غلق أحد الأجنحة بسبب مخالفته للتراتيب المعمول بها بعرض كتب موجهة للأطفال تحرض على العنف. وأجمع عدد من الناشرين على أن هذا الإقبال الذي فاق نسبة «المتوسط» في تقديراتهم، مؤشر هام وصحي لتحسن نسب القراءة والمطالعة في تونس في السنوات الأخيرة مقارنة بما وصلت إليه الأوضاع منذ مدة خاصة بعد صيحة الفزع التي تم إطلاقها منذ سنوات بعد المقاطعة شبه الكلية للكتاب في ظل سطوة وانتشار واستقطاب الصورة وغيرها من البدائل التي أفرزتها الأدوات والوسائط التكنولوجية الجديدة. إقبال على الكتاب التونسي عدد كبير من العارضين أكدوا أن الكتاب التونسي ما انفك يفتك مكانته لدى القارئ التونسي ويحظى بإقبال العدد الأكبر من الزوار من مختلف الشرائح العمرية. والأمر لا يقتصر على الروايات والمنشورات الجامعية او الكتب الأكاديمية المكملة وإنما أيضا على القصص والكتب الموجهة للأطفال والكتب العلمية. وهو ما أكده ممثلون عن دور «سيراس» و»التنوير» و»الجيل» وبيت الحكمة في أجنحة المعرض. خاصة أن الإقبال كان متفاوتا. ولعل ما لفت الانتباه في دورة هذا العام هو الارتفاع المشط لأسعار أغلب الكتب المعروضة وأرجع العارضون ذلك إلى الهبوط المتواتر للدينار التونسي في السنوات الأخيرة. الأمر الذي حال دون توصل بعض الزوار إلى تحقيق «أغراضهم» من الكتاب والعودة بزادهم من الكتب التي يرغبون في شرائها. الروايات الأكثر طلبا كما أجمع أغلب العارضين على ان الرواية هي الأكثر طلبا في دورة هذا العام من معرض تونس الدولي للكتاب سواء منها التونسية أو العربية أو بلغات أجنبية. تأتي بعدها المادة الموجهة للأطفال. في المقابل اعتبر فيصل الصمعي، باعتباره أحد العارضين في قصر المعارض بالكرم، أن تزامن هذه الفترة مع التحضيرات لامتحانات نهاية السنة الجامعية حرم الطلبة والباحثين والأساتذة والناشرين على حد السواء من فرصة التمتع بمادة علمية وثقافية نوعية وفرتها هذه الدورة وأغلبها من منشورات مراكز بحث وجامعية سواء منها تونسية أو أجنبية باعتبار أن دورة هذا العام تواصل نفس الخط الذ انتهجته في دورة العام الماضي باستضافة إحدى دور النشر العالمية والجامعية على غرار «كولمبيا» واسبانيا في دورة هذا العام. غلق جناح أصدرت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب صباح أمس بلاغا تؤكّد فيه ما راج حول عرض أحد الكتب الموجّهة للأطفال والذي يحرّض على العنف وتشكر من نبّه لهذا الاخلال. وأفاد نفس البلاغ أنّه تمّ غلق الجناح الذي خالف تراتيب النظام الدّاخلي لمعرض تونس الدّولي للكتاب من طرف لجنة شؤون العارضين حتى قبل صدور الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي. وتؤكّد هيئة المعرض حرصها الشديد على أن تكون كل المعروضات موافقة للقيم الانسانية السامية الواردة بالدستور التونسي وللإعلانات والمواثيق الحقوقيّة الدّوليّة. وتعتبر مثل هذه الممارسات التي تحرّض على العنف والكراهيّة والقتل غير لائقة بالنشر العربي لذلك يُغلَق كل جناح يُصدر مثل هذه المنشورات. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مدير هذه الدورة منذ مدة بتشديد كل الجهات الشريكة في تنظيم دورة هذا العام من ناشرين وهياكل أخرى ذات علاقة على مراقبة الكتب المعروضة وإبعاد كل ما له علاقة بالعنف والكراهية والإرهاب أو ما يعرف ب»الكتب الصفراء». أنشطة للأطفال لاقت الأنشطة الموجهة للأطفال إقبالا كبيرا خاصة أن هذه الأيام تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع. ثم أن برنامج هذه الدورة أولى أهمية أكبر بالمادة والبرنامج الموجه لهذه الشريحة وذلك بمشاركة فرق عالمية ومدربين في مجال الألعاب والأنشطة الخاصة بالأطفال من كل من روسيا وكوريا الجنوبية ومصر والمغرب وغيرها من البلدان الأخرى. وقد لاقت عروض الفرق الروسية الراقصة والاستعراضية استحسان من واكبها باعتبار أن روسيا هي ضيف شرف البرنامج الخاص بالأطفال واليافعين في هذه الدورة.