أكد عادل البرينصي نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن أعضاء مجلس الهيئة ليسوا ضد مبدأ اعتماد الحبر الانتخابي في الانتخابات البلدية المقررة ليوم 6 ماي 2018، لكنهم تحفظوا على طريقة تصرف رئيس الهيئة في ملف اعتماد الحبر من عدمه وتنسيقه مع الحكومة دون العودة إلى مجلس الهيئة. وأفاد في تصريح ل»الصباح» أن مجلس الهيئة المنعقد مساء أول أمس تقدم بتوضيحات لرئيس الهيئة محمد علي المنصري بخصوص تصريحاته الإعلامية حول إمكانية اعتماد الحبر الانتخابي في صورة تحمل الدولة لكلفة اقتنائه بعد أن نفى أي امكانية لاعتماد الحبر في مرحلة أولى. وقال إن جدلا حادا رافق مناقشة مسألة الحبر الانتخابي في اجتماع مجلس الهيئة، مشيرا إلى أن أعضاء المجلس وجهوا لوما إلى رئيس الهيئة لعدم تنسيقه مع المجلس قبل التراجع في قرار إلغاء اعتماد الحبر الانتخابي، باعتبار أن ذلك من شأنه أن يسبب حرجا للهيئة ويمس من استقلاليتها.. علما أن ضغوطات كبيرة مارستها بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني رفضا لإلغاء اعتماد الحبر الانتخابي، خصوصا أنه تم فعلا التنسيق مع وزارة الخارجية في هذا الموضوع والحبر الانتخابي قد يصل إلى تونس قريبا حتى قبل يوم 25 أفريل الجاري. وبخصوص القرار النهائي لاعتماد الحبر في الانتخابات البلدية، لم ينف عضو مجلس الهيئة الصعوبات الفنية واللوجيستية التي قد تنجر على اعتماد الحبر الانتخابي التي تستغرق وقتا على غرار إخضاع الحبر للتحاليل الصحية اللازمة ثم تأمين خزنه وتوزيعه على الهيئات الفرعية، مشيرا إلى أن القانون لا يجبر على استعمال الحبر، لكنه أشار إلى أن مسألة اعتماده باتت أمرا واقعا بالنسبة للناخبين بالنسبة ليوم 6 ماي 2018، لكن مبدئيا لن يتم استعماله بالنسبة إلى الأمنيين والعسكريين يوم 29 أفريل 2018. وأفاد البرينصي في سياق متصل أن الحبر الانتخابي يأتي في شكل هبة من دولة الصين، غير أن هيئة الانتخابات ستتحمل تكاليف نقله والمقدرة ب25 ألف دينار. يذكر ان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري صرح مؤخرا بأن الحبر الانتخابي ينتظر أن يصل إلى تونس يوم 25 أفريل 2018، مبينًا أن مجلس الهيئة سيجتمع لاحقًا لاتخاذ قرار بخصوص ما إذا كان سيتمّ استعمال الحبر من عدمه، وإذا سيستخدمه الأمنيون والعسكريون خلال الانتخابات الخاصة، أو المدنيون فحسب إلى جانب إجراءات استعماله. وأشار إلى أن كلفة الحبر الانتخابي لن تتحمله هيئة الانتخابات، لكن إذا قرّر المجلس استعماله ستتحمل الهيئة مصاريف النقل والشحن. ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية، تعمل الهيئة المستقلة للانتخابات في الفترة الحالية على وضع اللمسات الأخيرة لإنجاح الاستحقاق الانتخابي على جميع المستويات كما تستعد لتنفيذ حملة تحسيسية وتوعوية واسعة النطاق لتشجيع الناخبين على ممارسة واجبهم الانتخابي، وذلك بالتزامن مع شروع القائمات الانتخابية الحزبية منها والمستقلة في الحملة الانتخابية التي ستنطلق يوم 14 أفريل لتختتم يوم 4 ماي 2018. وكان موضوع تخلي هيئة الانتخابات عن اعتماد الحبر في الانتخابات البلدية قد أثار جدلا واسعا وانتقادا حادا خاصة من قبل المجتمع المدني والمنظمات الناشطة في مجال مراقبة شفافية الانتخابات وبعض الأحزاب.. لكن تصريحات المنصري بشأن وجود «مساع» لحل قضية الحبر الانتخابي وأنه «لا يرى مانعا» في اعتماد الحبر الانتخابي في صورة ما وفرته الدولة لأنها لم تخصص ميزانية له. وكان المنصري قد أكد أن التّخلي عن الحبر الانتخابي هو قرار مجلس تمّ اتخاذه بصفة جماعية زمن تولي رئيس الهيئة السابق شفيق صرصار، عندما كانت الانتخابات البلدية ستجرى شهر ديسمبر 2017. يذكر أن مداولات مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في جلستها المنعقدة بتاريخ 29 جانفي 2018 أفضت من بين قراراتها إلى عدم اعتماد الحبر الانتخابي خلال الاقتراع في الانتخابات البلدية، وقد أبدى كل من نبيل بفون وفاروق بوعسكر عضوا الهيئة اعتراضهما على هذا القرار وتمسّكا بضرورة عدم الاستغناء عن الحبر الانتخابي يوم الاقتراع.