رغم أنهم لم يتجاوزوا سنّ الثامنة عشرة فإن 580 طفلا زلّت بهم القدم السنة الماضية وفق مندوب حماية الطفولة، وتعد جرائم العنف والسرقة الأبرز ووفق هذه الإحصائية فإن ما يزيد عن 48 طفلا في نزاع مع القانون شهريا. أطفال يحالون على المحاكم وتعجّ بهم مكاتب النّيابات العمومية متهمون في قضايا مختلفة بعضها جنح وبعضها الآخر جنايات تتصدر السرقة طليعة الجرائم ثم العنف والمخدرات وغيرها من الجرائم بدرجة أقل وقد طفت خلال الاونة الاخيرة ظاهرة «الحرقة»حيث يقدم عدد هام من الاطفال على ركوب البحر رغم مخاطره، هدفهم الوصول الى الضفة الاخرى من المتوسط وقد تم القبض خلال شهر فيفري الماضي على 50طفلا بميناء حلق الوادي يحاولون التسلل الى باخرة في محاولة منهم الى الابحار خلسة. ظاهرة أخرى طفت خلال السنة الجارية على سطح الأحداث»أبطالها» أطفال أقدموا على حرق مبيتات معاهدهم في جهات مختلفة من البلاد فضلا عن تورط عدد من التلاميذ في الاعتداء بالعنف على أساتذتهم حيث بات المربي يعنّف في عقر داره وداخل قسمه والمثير للدهشة أن المعتدى عليه هو الأستاذ والمعتدي هو التلميذ ومن بين تلك الحوادث تعرّض أستاذ بمعهد ابن منظور بالمدينة الجديدة من ولاية بن عروس حيث بلغ التلاسن بين الأستاذ وتلميذه أشدّه ليهجم التلميذ على أستاذ مادة التفكير الإسلامي وينهال عليه ضربا وقد أصر الاستاذ على تتبع تلميذه عدليا. وتجذب جرائم المخدرات الاطفال وحتى التلاميذ منهم فقد تمكنت فرقة الشرطة العدلية بجندوبة يوم 30 مارس الفارط من ايقاف ثلاثة تلاميذ بحوزتهم قطع من مخدر»الزطلة» معدة للاستهلاك وبالتحري معهم اعترفوا باقتنائها من مروجين من منطقة الريابنة معتمدية بوسالم. كما تم القبض خلال شهر فيفري الفارط على قيّم و4 تلميذات تبين أنه يزوّدهن بالمخدرات. الأسباب.. إن التوازن الاجتماعي والنفسي من أهم العوامل التي تحافظ على سلوك الطفل ذلك أنه اذا ما كان الطفل يعيش عدم توازن نفسي أو اجتماعي فإن فرضية انحرافه وارده وقد كشفته دراسة ميدانية أعدت حول الطفولة الجانحة بعد الثورة وبينت أن5.53 % من الجانحين القابعين في مراكز الإصلاح آباؤهم عاطلون عن العمل. وأكد 5.51 % منهم أن فردا أو أكثر من العائلة دخلوا السجن أو أوقفوا على ذمة قضية عدلية وتعيش هذه الفئات تهميشا اقتصاديا وفقرا مدقعا حيث أن 58 % من أسر هؤلاء الأطفال يعيشون توترات داخلية في أسرهم بسبب نقص الموارد المالية. وكشفت الدراسة أن77 % من أولياء الاطفال الجانحين أميّون. وكشفت أن نسبة المنقطعين عن التعليم من هؤلاء الاطفال تناهز 54 % بينما لا تتجاوز نسبة المتمدرسين46 % ولا تتعدى نسبة الراغبين في العودة إلى المدرسة بعد المغادرة 2.39 %من مجموع العينة التي أجري عليها البحث وهو ما يعد حجة قاطعة ان ظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم سبب وراء رسم مسار انحرافي لهؤلاء الاطفال.