بعد نحو أسبوع من انطلاقها عرفت الحملات الانتخابية للمترشحين للانتخابات البلدية المزمع عقدها يوم 6 ماي القادم جملة من الإخلالات والطرائف التي اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ضعف الدعائية السياسية للمترشحين سواء لأولئك المترشحين في قائمات حزبية او مستقلة او الائتلافية منها. وتحولت الحملة الانتخابية الى محل تندر بين عدد واسع من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مما اسهم بشكل مباشر في وضع كل المترشحين وقائماتهم الانتخابية تحت مجهر المتابعة وبات الاهتمام منصبا على كامل التفاصيل المحيطة بالحملة الدعائية من لباس وحضور ذهني وحتى البرامج الانتخابية المعدة للغرض. أسبوع اول لم يخل من «التنبير السياسي» بعد ان راجت صور لمترشحين، صور ومواقف امتزجت فيها الطرافة بالتساؤل عن واقع العمل الجهوي والبلدي مع هؤلاء في حال انتخابهم، ذلك ان مجرد الإنصات اليهم ولبرامجهم الانتخابية يحيل مباشرة ويؤكد عدم فهمهم للمهام التي ترشحوا من اجلها حتى البعض منهم ظهروا وكانهم مرشحون لمجلس نواب الشعب وذلك بالنظر الى برامجهم الانتخابية التي تجاوزت المحلي الى المستوى الوطني. لم يتوان المرشحون في الذهاب بالدعاية إلى أقصى حدودها في محاولة منهم لإغراء الناخبين، حيث عادت الفرق الشّعبية لتنشيط الحملات الانتخابية، كما عاد اُسلوب الاتصال المباشر للمترشحين ومنهم من استعان برئيس حزبه للتواصل مع الشعب وفي هذا الشأن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو، لرؤساء أحزاب يجوبون الأحياء الشعبية في دوار هيشر، في غير عادتهم، مُرتدين ملابس متواضعة، بيد ان هذا السلوك كثيرا ما يعطي إشارات عكسية وقد لا ينجح، فكثيرون يعتبرونه مجرد «سياسة انتهازية». ولَم تخل الحملة الانتخابية للبلديات من الممارسات القديمة، بعد ان اعتمدت احدى القائمات الحزبية للتوجه للناس عبر إقامة «زردة» بذبح «عجل» قصد توزيعه على متساكني الدائرة الانتخابية. كما اعتمدت القائمات الحزبية والمستقلة الترويج والدعاية السياسية لمرشحيهم على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك لتثبيت افكارها في ذهن مستعملي هذا الموقع وضمان التوجه إلى اكبر قاعدة ممكنة من التونسيين، ولئن نجح بعضها فان اخرين فشلوا في استعمال هذا المدخل الالكتروني بل وتعاملوا معه بشكل سطحي لم يستسخه المتلقى وانتهى ببعضها الى التفكير في اُسلوب دعائي اخر. ورغم مرور نحو أسبوع على انطلاق الحملة الانتخابية التي تتواصل الى غاية 4 ماي القادم فان بعض الأماكن المخصصة للمعلقات الدعائية مازالت شاغرة، ففي الوقت الذي أنهت فيه قائمات حزبية ومستقلة الصاق برامجها الانتخابية والتعريف بمرشحيها فان اخرى مازالت غائبة ولا توجد الا في دفاتر ال (ISIE) كما تعرضت بعض القائمات الى عمليات تمزيق او تعمد دهن قائمات المنافسين وتغطية وجوه المترشحين بالدهن. وفِي قراءته للحملة الانتخابية في أسبوعها الاول قال الناشط السياسي احمد الذوادي ان موسم الانتخابات بات «موسم للطبلة والزكرة والكرنفالات حيث ظهر بعض المترشحين في صورة كاريكاتورية فمن صورة الملاكم الى اشهار «جاك دانيال» على قميص احدى المرشحات مرورا بدعوة الهيئة لعدم تسيس الانتخابات». واضاف الذوادي «رغم الطرافة في المشهد فان الواقع يكشف مرارة وتخوفا من ارتفاع نسبة المقاطعين للانتخابات وضعف مستوى المرشحين المعرفي واسهابهم في اطلاق الوعود دون وعي بمدى خطورة العملية من قبيل اطلاق وعود غير قابلة للتنفيذ وهو ما من شانه ان يؤدي الى حالة من الاحباط وعزوف وياس اجتماعي قد يولد مجتمعا عنيفا ولا يؤمن بالديمقراطية كوسيلة للتطور.» وختم المتحدث بالقول «ان الحكم المحلي لم يترسخ كمفهوم وممارسة الى حد اللحظة ابتداء بالمرشحين الذين كشفتهم الحوارات الاعلامية وعرت عدم استيعابهم لفكرة الحكم المحلي وصولا الى الوعود الانتخابية التي تجاوزت سقف المنطق احيانا».