مع بداية العدّ التّنازليّ والاقتراب من حلول شهر رمضان المعظّم شرعت مصالح الإدارة العامّة للتّجارة بمختلف إداراتها الجهويّة في التّرفيع من نسق استعداداتها لاستقبال الشّهر الكريم من خلال اتّخاذ جملة من التّدابير اللاّزمة والإجراءات المستوجبة على أكثر من صعيد وذلك بهدف ضمان حسن تزويد الأسواق والتصدّي لكلّ التّجاوزات المتعلّقة بمختلف أشكال الممارسات غير القانونيّة من احتكار وبيع مشروط وزيادة في الأسعار.. تزيد في إثقال جيب مواطن تضرّر بشكل كبير من الارتفاع المتواصل لأسعار عديد المواد الغذائيّة والاستهلاكيّة وهو ما انعكس سلبا على مقدرته الشّرائيّة وأثّر على مستوى معيشته. وفرة في المخزون خلال لقائه ب"الصّباح" أكّد المدير الجهويّ للتّجارة بسوسة أحمد المثلوثي على أنّ استعدادات مصالح إدارته لاستقبال شهر الصّيام الذي يمثّل محطّة استهلاكيّة مميّزة قد انطلقت منذ بداية شهر أفريل حيث تركّزت الاستعدادات بصفة خاصّة على توفير المخزونات الإستراتيجية ولاسيّما منها المتعلّقة بالمواد الغذائيّة التي تشهد تطوّرا وإقبالا من قبل المواطنين على غرار اللّحوم الحمراء والدّواجن والحليب ومشتقّاته والبيض والمياه المعدنيّة والسكّر والزّيت والمنتوجات الفلاحيّة من خضر وغلال فكشف المثلوثي أنّ الإنتاج الوطني المتوقّع من اللّحوم البيضاء خلال شهر ماي في حدود 10500 طنّ وأنّ مصالح التجارة بسوسة قامت بتخزين 1100 طنّ مقابل 600 طنّ من لحم الدّيك الرّوميّ الذي يبلغ إنتاجه على الصّعيد الوطنيّ 6 آلاف طنّ فضلا عن تخزين 45 مليون بيضة من جملة 180 مليون بيضة وبخصوص اللّحوم الحمراء بيّن مدير التّجارة أنّ شهري ماي وجوان يمثّلان فترة ذروة إنتاج لحم الضّأن وبالتالي لن يسجّل أيّ نقص في الإنتاج كما ارتأت وزارة التجارة توريد 4 حاويات من لحوم الأبقار المبرّدة لضخّها في مسالك التّوزيع خلال الشّهر بحساب 19800 مليما للكيلوغرام الواحد وذلك بهدف الضغط على أسعار لحوم البقري من المنتوج المحلي كما اعتبر المثلوثي أنّه وتبعا لتجاوز الخلاف الحاصل والتوفّق مؤخّرا إلى إيجاد حلّ يقضي بتعليق قرار وقف إنتاج وتوزيع الحليب سوف لن يقع تسجيل نقص في الحليب ومشتقّاته وبخصوص مادّة الزّيت النباتي المدعّم أوضح مدير التّجارة أنّ الحصّة الشّهريّة لولاية سوسة في حدود 1300 طنّ ستحرص مصالح المراقبة على حسن توزيعها والتصدّي لاستعمالها في غير مجالاتها كما عبّر عن ارتياحه لتوفّر أغلب المنتوجات الفلاحيّة من خضر وخضر ورقيّة حيث تمّ تخزين 500 طنّ من منتوج البطاطا إلى جانب التّعويل على المنتوج الفصلي بداية من شهر ماي وبخصوص الغلال اعتبر المثلوثي أنّ رمضان هذه السّنة سيتزامن مع فترة تقاطع الفصول وهو ما جعل التّعويل مبدئيّا على بقايا منتوجات موسم القوارص في انتظار التّعويل خلال الأيّام القليلة القادمة على الغلال الرّبعيّة والصّيفيّة التي بدأت تسجّل حضورها بالأسواق على غرار الفراولو والخوخ والبطيخ والمشمش. المراقبة الاقتصادية في الموعد أكّد أحمد المثلوثي على أنّه وبمناسبة الشّهر الكريم وبهدف التصدّي إلى كلّ أشكال الغشّ والتحيّل برمجت إدارة التّجارة بسوسة خطّة رقابيّة متكاملة ستغطّي كامل أيّام الشهر وما يليها من خلال تسخير 7 فرق مراقبة اقتصاديّة وفرق مشتركة مع إدارة الصحّة قارّة وأخرى متنقّلة بأهمّ مسالك التّوزيع (أسواق الجملة للخضر والغلال والأسواق الأسبوعية) وبمختلف معتمديّات الولاية تعمل على فترتين تخصّص الصباحيّة منها للتثبّت من جودة المنتوجات والالتزام بالتّسعيرة فيما تخصّص الفترة المسائيّة لزيارة المحلاّت المفتوحة للعموم على غرار المقاهي ومراكز التّرفيه ليرتكز العمل الرّقابي خلال النّصف الثّاني من الشهر على زيارة محلاّت صنع وبيع الحلويّات ومحلاّت بيع الملابس والأحذية . حصيلة الحملة الإقليميّة تمّت في الفترة الأخيرة برمجة حملة مراقبة اقتصاديّة بالولاية بمعاضدة 11 فريق مراقبة اقتصاديّة من ولايات المنستير والقيروان والمهديّة من خلال القيام ب130 زيارة لمحلاّت تجاريّة ذات أنشطة متنوّعة (خضر وغلال –مواد غذائيّة – منتجات الدّواجن – التبغ والفواكه الجافّة) أسفرت في مجموعها عن رفع 56 مخالفة اقتصاديّة تتعلّق بغياب الفوترة وعدم احترام الأسعار المرجعيّة وأسفرت عن مصادرة 1000 علبة سجائر محليّة وأجنبيّة الصنع إلى جانب حجز 714 وحدة غذائيّة منتهية الصّلوحيّة كما تمّ اقتراح سحب رخصة تزوّد بمواد الاختصاص على أن تتمّ مواصلة الحملة من خلال تنظيم زيارات تفقّد ومتابعة لعدد من الفضاءات والمساحات التّجاريّة الكبرى للتثبّت من مدى الالتزام بشروط التّخزين والتّأشير . أيّ دور للمستهلك؟ في ختام حديثه شدّد مدير التّجارة على الدّور الكبير الذي يضطلع به المواطن ومساهمته الفعّالة في إنجاح عمل مختلف فرق ومصالح المراقبة الاقتصاديّة وذلك من خلال تحلّيه بثقافة استهلاكيّة رشيدة يقطع بها مع اللّهفة والسّقوط في التّبذير والإسراف وهو ما يجعله ينأى بنفسه عن كلّ أشكال الابتزاز والاستغلال التي قد ينتهجها بعض التجّار ودعا المواطنين إلى الإعلام والإشعار عن كلّ تجاوز أو إخلال عبر الاتّصال بالرّقم الأخضر 80100191 إلى جانب التثبّت من صلوحيّة المواد الغذائيّة قبل اقتنائها ومقاطعة المواد الاستهلاكيّة التي لا تحترم فيها ظروف التّخزين والعرض. أنور قلاّلة