سجلت عملية تدشين معرض نابل الدولي في دورته السادسة والخمسين تأخيرا لم يسبق أن حصل في السابق حتى في أحلك الفترات التي عاشتها بلادنا، فالدورة انطلقت من 15 أفريل لتتواصل إلى غاية 5 ماي القادم. لكن التدشين تم يوم الخميس 19 أفريل الجاري بإشراف وزير التجارة عمر الباهي، فلماذا تأخر قدوم الوزير وهل أن التدشين مقتصر على وزير التجارة. مهما كانت التبريرات من غير المعقول أن يدشن معرض دولي هو الأعرق والأقدم بالبلاد التونسية وفي البحر الأبيض المتوسط أن تتعامل معه وزارة التجارة بهذه الطريقة وتجعله على «الفاضل» أو في آخر اهتمامات الوزير في حين أن العملية لا تتطلب وقتا كبيرا ونابل قريبة من العاصمة. كان من المفروض أن يتم التدشين يوم الافتتاح أي 15 أفريل ولكن هذا لم يحصل. والغريب في الأمر أن المعرض يسجل حضور عارضين من الخارج. فأي صور نعطيها لهم عن بلادنا؟ أليس هذا استهتار من وزير يتنقل يوميا من قناة إلى آخر ومن إذاعة إلى مثلها، صباحا مساء للحديث عن وزارته، في مقابل استكثاره على ولاية نابل أن يدشن معرضها الدولي في موعده المحدد؟ هذا دليل على عدم حرص وزارة التجارة وتقصيرها تجاه المعروض والعارضين الذين ينتظرون حضور طاقم وزاري للإطلاع على منتوجاتهم والإصغاء إلى مشاغلهم لتطوير صناعاتهم. المعرض لم يشهد إقبالا كبيرا في أسبوعه الأول رغم قيمة المعروضات على غرار تقطير الزهر، الطريزة، الصناعات التقليدية، الخزف، الأقمشة، المفروشات، الثريات، التحف والهدايا، الأدوات والمواد المنزلية، الجلد الصناعي، الأحذية والملابس الجاهزة، العطورات، الحلويات والصناعات الحديثة، بمشاركة أكثر من 330 عارضا من تونس ومصر والمغرب والجزائر وفرنسا وليبيا وسوريا وذلك بشتى أنواع المعروضات . وقد تم خلال هذه الدورة تشجيع أصحاب الاحتياجات الخصوصية على عرض وبيع منتوجاتهم من خلال تخصيص عدد 8 فضاءات مجانية لهم. وفضاء للحرفيين الشبان لترويج منتوجاتهم. كما تم تخصيص فضاء للهيئة العليا لمكافحة الفساد وقد أثار ذلك استغراب الحضور فما علاقة هذه الهيئة بمعرض نابل، وقد علق أحد الزوار «قريبا نراها (أي الهيئة) في الأسواق الأسبوعية»... الهيئة سلطة لا يجب أن تكون في هكذا أماكن وعلى رئيسها (شوقي الطيب) أن يراجع أموره بالمحافظة على صورة الهيئة وأن تكون في مواقع دون غيرها. وينتظر أن يشهد الأسبوع الثاني من المعرض إقبالا والذي يتزامن مع صرف الأجور وتنظيم الرحلات من داخل ولايات الجمهورية .