بقطع النظر عن البعد التنافسي وهاجس الفوز بالجوائز وأهداف التتويجات، فقد مرت الدورة التاسعة عشرة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون التي انطلقت يوم 26 أفريل المنقضي وتواصلت إلى غاية 29 منه بمدينة الثقافة بتونس العاصمة، "باهتة" وسط أجواء غلبت عليها "الرتابة" ولم تحدث "رجة" في المشهد الإعلامي على خلاف الدورات الماضية. فركن التكريمات في السياق "ضيوف شرف" الذي كان يشكل مدخلا هاما للمهرجان في الأوساط الإعلامية والثقافية ولدى الرأي العام لم يشد المتابعين لدورة هذا العام رغم ما سجلته من حضور أسماء عربية بارزة في قيمة ومستوى الممثلة المصرية نادية الجندي والسورية كاريس بشار واللبنانية ورد الخال وريم ارحمة من البحرين وأحمد فتحي من اليمن إضافة إلى وجوه تلفزية تونسية على غرار رجاء فرحات الذي اعتذر عن الحضور لأسباب صحية والباجي صانصة ومنذر الجبنياني. وأهم ما سجل في هذه الدورة هو شبه مقاطعة الفنانين والناشطين في الحقل الثقافي لحفلي الافتتاح والاختتام باستثناء بعض الوجوه القليلة التي كان في مقدمتها صابر الرباعي رغم أنه لم يكن مشاركا في حفلات المهرجان. في المقابل سجلت هذه الدورة حضورا ديبلوماسيا عربيا كبيرا. وقد فسّر البعض هذا السبب بنوعية الحضور المسجل خاصة في مستوى بعض الأسماء المكرمة في دورة هذا العام. وتجدر الإشارة إلى أن حفل الافتتاح تقاسم إحياءه الفنانة اللبنانية "يارا" والفنان وعازف العود السعودي عبادي الجوهر. وذلك بعد أن افتتحت السهرة الفرقة الموسيقية للإذاعة التونسية بقيادة المايسترو نبيل زميط. وقدمت باقة من المقطوعات الموسيقية المنتقاة وذات منحى "ملحمي" وذلك نزولا عند سياق دورة هذا العام من المهرجان العربي الإذاعة والتلفزيون المتمثلة في "نصرة القدس العربية" وهو شعار الدورة التاسعة عشرة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية بالاشتراك مع مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين فضلا عن "عربسات". فيما سجلت نفس الدورة من المهرجان عودة الفنانة التونسية صوفية صادق إلى الغناء وأجواء العروض العربية الكبرى بعد عرض وحيد في العام الماضي كان في إطار مهرجان قرطاج الدولي. وتقاسمت الغناء في نفس السهرة مع الفنان السوري عبود مرقدا مع مشاركة فرقة "رجال الحارة السورية" التي قدمت لوحات راقصة من التراث السوري الفلسطيني. وسجلت هذه الدورة مشاركة 277 عملا في مختلف المسابقات الخاصة بالدورة التاسعة عشرة للمهرجان توزعت بين 132 عملا تلفزيونيا و145 عملا إذاعيا. تتوزع بدورها بين إنتاج التلفزيون العمومي والخاص باعتبار أن كل العمال المترشحة للمسابقات من إنتاج 15 تلفزيونا عربيا عموميا و26 قناة خاصّة ومن 13 محطّة إذاعية عموميّة و11 محطّة إذاعية خاصّة. تتويجات تونسية وكان نصيب تونس من جوائز هذا المهرجان تسعة جوائز توزعت بين خمسة من نصيب أعمال إذاعية وأربعة توجت بها برامج وانتاجات تلفزية. فقد حصدت الإذاعة التونسية في صنف البرامج التفاعلية الجائزة الثانية عن برنامج "أنا أفكر" من إعداد وتقديم هاجر حمودة وسعيدة الزغبي وإخراج عماد الوسلاتي. وتحصل على الجائزة الثانية البرنامج الرياضي "الطريق إلى روسيا" إعداد وتقديم زياد الخياري وإخراج وائل الدردوري من إذاعة الشباب في صنف البرامج الرياضية (الأستوديو التحليلي). أما في صنف نشرة الأخبار فقد تحصلت الإذاعة التونسية على الجائزة الأولى على نشرة أنباء الظهيرة من إعداد وتحرير فتحي شروندي وقمر الغربي وأحلام القاسمي وحمادي المعمري وزبير العوني وفطيمة بن حمد وأسماء البكوش ومن تقديم شهاب الحجلاوي وإخراج خالد الشابي ومحمود البصلي من الإذاعة التونسية. وتحصلت مروى بن مسعود من الإذاعة الثقافية على جائزتين الأولى في صنف برامج الشباب"المخترعون" عن برنامج "سفراء العلوم" من إخراج الاسعد الدريدي إضافة إلى جائزة عن برنامج "الاوز الرمادي" من إخراج أنور العياشي موسم الهجرة الى الجنوب عن صنف بعيون عربية "المحميات الطبيعية البرية والبحرية". وفي مستوى التتويجات التلفزية تحصلت التلفزة التونسية على 4 جوائز تتمثل الأولى في الجائزة الثانية لبرنامج الأحد الرياضي في مسابقة البرامج الرياضية الأستوديو التحليلي والجائزة الثانية لمسلسل "الدوامة" في مسابقة الدراما التلفزيونية والجائزة الأولى للتنسيق الإخباري ضمن مسابقة منسقي التبادلات الإخبارية كما توج البرنامج الوثائقي "بنزرت..مدينة لا تكرر نفسها" على الجائزة الثانية لمسابقة برنامج في ربوع الوطن العربي. وقد تم خلال حفل الاختتام تكريم ثلة من الأسماء العربية اعترافا بما قدموه للمشهد السمعي البصري في الوطني العربي نذكر من بينهم الراحلون سفيان الشعري من تونس وعبد العزيز ناصر العبيدان من قطر وعبد الحسين عبد الرضا من الكويت وغيرهم. نزيهة الغضباني تتويجات عربية وفي ما يخصّ بقية الجوائز في المسابقات الإذاعية، فاز برنامج "خذني معك" لإذاعة البحرين بالمركز الأول لفئة البرامج التفاعلية فيما فاز برنامج "نحن معكم "الجزائري بالمركز الأول ل (برامج ذوي الإعاقة) وهي المسابقة التي عاد مركزها الثاني إلى برنامج "صناع الغد" لإذاعة جنوب الصعيد المصرية. وفاز برنامج "الأستوديو التحليلي" لهيئة إذاعة وتلفزيون فلسطين بالمركز الأول لفئة (البرامج الرياضية) وتوجت ومضة (ومضات) لشبكة الإعلام العراقي بالمركز الأول لفئة (الومضات التوعوية) تلتها (ومضة ثقافية) لهيئة إذاعة مصر. وحلّ الشريط الوثائقي (مدينة الصلاة) للهيئة الوطنية للإعلام بمصر في المركز الأول في مسابقة (الوثائقي الإذاعي حول القضية الفلسطينية)، ثم شريط (سنرجع يوما) ل(إمارات أف ام) في المركز الثاني وتوج برنامج (خارج الصندوق) لإذاعة سلطنة عمان بالمركز الأول في فئة (برامج الشباب). أما بالنسبة إلى البرامج التلفزيونية، فقد تحصّل تقرير "المراسل الحربي" لشبكة الإعلام العراقي على المركز الأول. وجاء تقرير "كنيسة القيامة" لهيئة إذاعة وتلفزيون فلسطين في المركز الثاني. وفاز برنامج "ملف الأسبوع" لهيئة إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان بالمركز الأول لمسابقة "البرنامج الحواري". وتحصّلت ومضة "قل خيرا" لوزارة الإعلام البحرينية على المركز الأول في فئة ""الومضات التوعوية"، وحلّ برنامج "بين البارح واليوم " للتلفزيون الجزائري في المركز الأول لفئة "المنوعات". وجاءت شبكة الإعلام العراقي في المركز الأول من خلال مسابقة "البرنامج الرياضي". وفاز التلفزيون السوداني بالمركز الأول بشريط "يوم مع الحاجة هدى عبد الحميد" في مسابقة "الوثائقي العام". وحلّ شريط "صخور الحضارة" للتلفزيون الجزائري ثانيا، بينما فاز الشريط الوثائقي الكويتي "خيوط الذهب" بالمركز الأول في مسابقة "الوثائقي المخصص للقضية الفلسطينية".
