«لن انتخب الفاسدين.. شعاراتهم الوهمية ووعودهم الكاذبة لن تنطلي علينا مرة ثالثة..»، هذا ما جاء على لسان عدد من المواطنين الذين تحدثت إليهم أمس»الصباح» في جولة بتونس العاصمة قبل يوم من الصمت الانتخابي ويومين على تنظيم أول إنتخابات بلدية بعد نحو ثماني سنوات من الثورة. يقول محمد (سائق تاكسي) أمام المترشحين للانتخابات البلدية تحد صعب وهو غياب الثقة في الطبقة السياسية في تونس بسبب تنكر الساسة لكل الوعود التي قطعوها في حملاتهم الانتخابية السابقة. ويؤكد محمد أنه احس بالندم لأداء واجبه الانتخابي في 2011 و2014 لأنه لم يلمس اي إصلاحات تذكر زيادة على تنامي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وهو الذي رسم آمالا انطلاقاً من وعود الأحزاب وسياسييها. عدم وضوح البرامج الفة (موظفة) لم يختلف رأيها كثيرا عن محمد زيادة على أنها تقول انها لم تحسم بعد خيارها الإنتخابي نظرا لعدم وضوح البرامج الحزبية وحتى برامج المستقلين.. كما أن تأجيل الانتخابات البلدية لأكثر من مرة كان له وقع سلبي على صورتها. وترى نفس المتحدثة (الفة) أن تأجيل البلديات لأكثر من مرة بعد أن كانت مقررة في أكتوبر 2016 افقدها أهميتها شيئا فشيئا وهي مسألة ليست بريئة ولا يمكن أن ينسى المتابع الشأن السياسي والوطني الضجة التي رافقت استقالة رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار وحالة الإرباك التي حدثت في روزنامة الانتخابات لأنها لم تكن خطوة محسوبة وصدمت السياسيين والتونسيين على حد السواء. قطع الطريق أمام الانتهازيين.. من جانبها تقول أمينة (تقني في الصحة) «الانتخابات البلدية مهمة جدا والاكثر تأثيرا في حياة التونسي من الانتخابات الرئاسية والتشريعية لأنها الأكثر التصاقا بالمواطن العادي لذلك يجب أن لا تؤثر التجارب الفارطة على هذا العرس الإنتخابي وترى اميمة انه في ظل انتشار الأوساخ وغياب الرقابة الإقتصادية على الأسواق البلدية والبيع العشوائي يجب أن تكون البرامج صارمة وهادفة». وتضيف أميمة «أنا سأقوم بواجبي الإنتخابي لإعطاء فرصة لمن هم قادرون على تحسين الوضع ولقطع الطريق أمام الأحزاب الانتهازية التي اوهمت الناخبين في المحطات الانتخابية السابقة». البلديات انتخابات الفرصة الأخيرة.. الطيب (محاسب) لم يختلف كثيرا في وجهة نظره عن أميمة فهو يرى أن الوقت لم يفت بعد وبالامكان اصلاح الوضع في البلاد رغم ارتفاع منسوب التشاؤم في صفوف التونسيين. يقول الطيب يجب أن لا ننسى أن تونس تعد الافضل من بين الدول العربية التي تعيش أوضاعا مؤلمة مثل ليبيا وسوريا وغيرها من دول المنطقة الأخرى. وحسب الطيب فإن كل مواطن يرفض الإدلاء بواجبه الإنتخابي هو مشارك بصفة غير مباشرة في تراجع الأوضاع في تونس إن لم يكن زيادة الأزمات. كما تعتبر منية(عاملة نظافة بشركة خاصة) أن غضب التونسي على الطبقة السياسية لا يجب أن ينعكس على نتائج الانتخابات البلدية لان المواطن في علاقة مباشرة مع البلديات ويجب أن يختار مرشحين قادرين على تقديم الإضافة والقيام بإصلاحات حقيقية بعيدا عن الوعود المزيفة وهذه هي الفرصة الأخيرة التي سيعطيها التونسي سواء للأحزاب أو للمستقلين.