قال الناشط السياسي المستقل سمير عبد الله "إن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي رمى الكرة في ملعب مجلس نواب الشعب باعتباره السلطة الوحيدة التي خوّل لها الدستور صلاحيّة اقالة الحكومة". واعتبر عبد الله في تدوينة كتبها على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" "إن الأغلبية المطلقة للاطاحة بحكومة الشاهد غير متوفرة حسابيا وسياسيّا وهو ما يعني أن قائد السبسي سيظل الماسك الوحيد بكل خيوط اللعبة". وكتب عبد الله "ماذا يقول الفصل 97من الدستور الذي ينظّم اجراءات سحب الثقة؟ الفصل 97: "يمكن التصويت على لائحة لوم ضد الحكومة، بعد طلب معلل يقدم لرئيس مجلس نواب الشعب من ثلث الأعضاء على الأقل. ولا يقع التصويت على لائحة اللوم إلا بعد مُضيّ خمسة عشر يوما على إيداعها لدى رئاسة المجلس". وأضاف"يشترط لسحب الثقة من الحكومة موافقة الأغلبية المطلقة من أعضاء المجلس، وتقديم مرشح بديل لرئيس الحكومة يُصادَق على ترشيحه في نفس التصويت، ويتمّ تكليفه من قبل رئيس الجمهورية بتكوين حكومة طبق أحكام الفصل 89، وفي صورة عدم تحقق الأغلبية المذكورة، لا يمكن أن تقدم لائحة اللوم مجددا ضد الحكومة إلا بعد مُضي ستة أشهر". وافاد عبد الله انه "في صورة عدم تحقق الأغلبية المذكورة، لا يمكن أن تقدم لائحة اللوم مجددا ضد الحكومة إلا بعد مُضي ستة أشهر هذا يعني أنّ سحب الثقة يتوقّف على شرطين متلازمين: 1- لائحة اللّوم (سحب الثقة) يجب أن تصادق عليها الأغلبية المطلقة للمجلس (109 أصوات). 2- أن تتضمّن تلك اللّائحة في نفس الوقت اسم المرشّح البديل لرئيس الحكومة ويحظى بموافقة نفس الأغلبية. وأضاف هذان الشّرطان غير متوفّران في الظرف الحالي بل ويصعب توفيرهما للأسباب التالية: 1- كتلة النداء تتكوّن من 55 نائبا وهي منقسمة في خصوص الموقف من يوسف الشاهد..، هناك من يسانده وهناك من يطالب بتغييره. 2- الأغلبية المطلقة غير متوفرة حسابيا وسياسيّا: أكبر كتلة وهي كتلة النهضة (68 صوتا) تؤيّد الشاهد..،ودونها يستحيل وجود أغلبية للائحة سحب الثقة. 3- أين هوّ "المرشح البديل" الذي سترضى عنه أغلبية أعضاء المجلس وأساسا النهضة والنداء وقد سقط التوافق بينهما بالضربة القاضية في ما يمكن تسميته ب "معركة الشاهد"؟ الرّئيس عندما رمى الكرة في ملعب المجلس يدرك جيّدا أنّ المجلس ليس بوسعه فعل أيّ شيء..، ويبقى هوّ الوحيد الماسك بزمام المبادرة السياسية وكل خيوط اللعبة.