شهت ضواحي قرية «الهراهرة « بالمدخل الغربي لمدينة سبيطلة خلال الليلة الفاصلة بن الجمعة والسبت اندلاع حريق هائل صاحبه انفجار كبير، ظنه أهالي المنطقة يعود إلى قنبلة من الحرب العالمية الثانية، أو يتعلق باشتعال سيارة محملة بالمحروقات المهربة، لكن بعد معاينته من طرف دورية للحرس الوطني كانت متمركزة بالمفترق الدائري الرابط بين القصرين وسببيبة وسبيطلة القريب من مكانه التي كان أعوانها أول من شاهد النيران الكثيفة المتصاعدة منه تبين انه شمل جزءا من أنبوب البترول الذي يمر جنوبسبيطلة ليربط بين حقل «الدولاب» بجبل سمامة ومصفاة الصخيرة بولاية صفاقس على مسافة حوالي 180 كلم، فسارعوا بالاتصال بوحدات الحماية المدنية التي وصلت في ظرف قصير من مقر فرقتها بسبيطلة ثم التحقت بها تعزيزات كبيرة من فرقة القصرين، ليتضح عند بداية السيطرة عليه حصول انفجار في الجزء فوق الأرضي من الأنبوب قرب إحدى المضخات وتسرب كميات كبيرة من البترول الخام منه، فتم إبلاغ مسؤولي حقل الدولاب من اجل قطع الإمدادات عنه، وحسب مصدر من الحماية المدنية فانه تم تسخير أربع شاحنات إطفاء وعشرات الأعوان قضوا أكثر من ثلاث ساعات للسيطرة عليه وإخماده إلى حد فجر الأمس دون تسجيل أي إصابات بشرية، ومن الطاف الله أن الانفجار حصل في منطقة بعيدة عن مواطن العمران، أما عن أسباب اندلاعه فهي ما تزال غير واضحة ولكن وفق المعاينات الأولية فانه يرجح ان يكون من جراء عمل تخريبي، لان الأنبوب من المعدن وسمكه 5 ملم ولا يمكن إن يقع تفجيره إلا باستعمال عبوة أو قارورة «مولوتوف» أو ما شابه ذلك من المتفجرات. وحسب خبير من الحماية المدنية فان الأنبوب ينقل البترول الخام المختلط بالماء والغاز وهو لا يشتعل إلا إذا وصلته درجة حرارة عالية، وبالتالي فانه يستحيل أن ينفجر لوحده، خصوصا وأن المعطيات الأولية تشير إلى وجود أثار جسم ناري تم وضعه تحت الأنبوب لتفجيره، وهو أمر لا يمكن أن يصدر إلا عن مخربين تعمدوا ذلك او عناصر ارهابية أرادت القيام بعملية تخريبية في ذكرى غزوة بدر التي وقعت يوم 17 رمضان سنة 2 هجري، مثلما فعلت ذلك سابقا في نفس الذكرى بجبل الشعانبي سنة 2014 (حادثة هنشير التلة التي سقط فيها 15 شهيدا وعدة جرحى من العسكريين)، بل ان المعاينات الاولية ترجح ان تفجير الانبوب تم عن بعد لان من يقوم بذلك بنفسه لن ينجو من النيران الكثيفة والبترول المتدفق عبرها.. وفي انتظار استكمال الأبحاث التي انطلقت فيها وحدات الحرس الوطني حول الحادثة لمعرفة هل هي عملية إرهابية ام مجرد عمل تخريبي، فإننا نشير الى ان شركة سيربت التي تشرف على حقول «الدولاب» ارسلت امس فريقا من خبرائها لمعاينة اثار الانفجار ومحاولة إصلاحه في اقرب وقت حتى يعود البترول للتدفق في الأنبوب الذي يربط الابار المذكورة بجبل سمامة بمصفاة الصخيرة.