مازال السلام والأمن العالميين مهددين بل إن مؤشرات السلام في العالم تتخذ نسقا تنازليا بسحب تقرير مؤشر السلام العالمي لسنة 2018 الصادر عن معهد لندن للاقتصاد والسلام. منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تتصدر مناطق العالم من حيث حجم تزايد الصراعات والأزمات وتراجع مؤشرات السلام. أما تونس فقد خسرت مراتب في هذا المؤشر إلا أنها مازالت تنصف من البلدان ذات مؤشرات السلام المرتفعة بالرغم من أنها تحتل أسفل هذه القائمة. تونس تحتل المرتبة السادسة ضمن قائمة دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ولكن ترتيب تونس العالمي قد تراجع مقارنة بالسنة الفارطة وتحتل سنة 2018 المرتبة 78 عالميا ولكن الملفت في التقرير هو ترتيبه للدول أيضا على مستوى تأثيرات العنف في الاقتصاد وهنا يتضح أن تونس تخسر ما قيمته 8% من الناتج الداخلي الخام بسبب العنف. تونس في آخر قائمة مستويات السلام المرتفعة وحصلت تونس في هذا المؤشر على 1.998 نقطة محتلة المرتبة 78 وقد خسرت مقارنة بالسنة الماضية 7 مراتب كاملة. أما المراتب الأولى فهي من نصيب أيسلندا ونيوزيلندا في حين تأتي كل من العراق وجنوب السودان وأفغانستان متأخرة والمرتبة الأخيرة لسوريا. ورغم تراجع تونس فإنها تظهر على خارطة السلام العالمية باللون الأخضر الفاتح الذي يرمز إلى الدول التي يكون فيها مستوى السلام مرتفعا. أما اللون الأخضر الداكن فيشمل 13 دولة فقط يكون فيها مستوى السلام مرتفعا جدا. ولكن من المهم الإشارة إلى أن تونس تقع في المرتبة الأخيرة للدول التي يكون فيها مستوى السلام مرتفعا والدول المصنفة بعدها مباشرة يعد مستوى السلام فيها متوسطا. في حين تظهر 16 دولة باللون الأحمر الذي يؤشر على أن مستوى السلام منخفض جدا. كلفة اقتصادية للعنف أما عن الكلفة الاقتصادية للعنف بالنسبة إلى تونس فتصل بحسب المؤشر إلى 9.964 مليون دولار أي ما يعادل 25.487 مليون دينار في حين أن حجم التأثير الاقتصادي للعنف يصل إلى 17.300 مليون دولار ما يعادل 44.287 مليون دينار أما نصيب الفرد من تكلفة العنف الاقتصادية فتصل إلى 854.6 دولار أي ما يعادل حوالي 2184.53 دينارا وتصل تكلفة العنف من الناتج المحلي الإجمالي إلى 8 %. والتأثير الاقتصادي للعنف يتعلق بتكاليف الإنفاق العسكري وتكاليف جرائم القتل وجرائم العنف والجرائم الجنسية والصراعات وتكاليف تأمين الخواص وغيرها من المظاهر الأخرى. وتحتل تونس كما أشرنا المرتبة السادسة في ترتيب دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا وهي المنطقة التي يعدها التقرير الأقل أمنا في العالم. وتسبق تونس في الترتيب كل من الكويت التي تتصدر الترتيب والإمارات العربية المتحدة وقطر والمغرب وعمان. السلام العالمي تراجع ب0.27 % ويصنف مؤشر السلام العالمي في نسخته الثانية عشرة 163 دولة وفق مستوى السلام فيها. وذلك بالاستناد على 23 مؤشرا نوعيا وكميا وذلك في ثلاثة مجالات هي مستوى السلامة والأمن الاجتماعيين ومدى الصراعات الداخلية والخارجية الجارية، ودرجة العسكرة. وبعد دراسة مختلف المؤشرات في الدول التي شملها التقرير، تمثلت النتائج العامة في أن مستويات السلام العالمي قد تراجعت ب0.27% مقارنة بالسنة الماضية وذلك ضمن نسق من التراجع للسنة الرابعة على التوالي. وبلغ عدد البلدان التي تراجعت في هذا المؤشر 92 دولة مقابل 71 دولة تحسن فيها مؤشر السلام لديها. ويعتبر التقرير أن مؤشر السلام العالمي لسنة 2018 يكشف عن عالم «تبقى فيه الصراعات والأزمات التي ظهرت من العقد الماضي دون حل إلى اليوم خاصة في الشرق الأوسط مما ينجر عنه تراجع مستمر وتدريجي للسلام العالمي».