في عملية أمنية نوعية تواصلت عدة أيام وتخللتها عمليات استخباراتية دقيقة نجحت في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الأول الاثنين وحدة خاصة تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني في القبض على احد المتهمين الرئيسيين في فاجعة «الحرقان» التي شهدتها سواحل جزيرة قرقنة بداية الشهر الجاري وأدت الى هلاك عشرات الشبان الحالمين بأوروبا. وقال مصدر أمني مسؤول من إدارة إقليم الأمن الوطني بصفاقس في تصريح ل «الصباح» إن وحدة أمنية تتكون من عناصر من الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بإدارة الشرطة العدلية بثكنة القرجاني وفرقة شرطة النجدة بإقليم الامن بصفاقس ومنطقة الأمن الوطني بقرقنة تمكنت من الايقاع بمتهم رئيسي في الفاجعة البحرية الاخيرة بقرقنة واضاف ان الوحدة الامنية ظلت ترصد تحركات المشتبه به في سرية تامة جمعت خلالها معلومات مهمة حول ضلوعه في تنظيم عملية الابحار خلسة المذكورة وتغريره بما بين خمسين وستين شابا من معتمدية الحامة مشيرا الى أن علامات الثراء ظهرت بسرعة على حياة المشتبه به. «قولف 6» بأموال الضحايا وأكد المصدر ذاته ان المشتبه به تسلم الملايين من نحو ستين مشاركا من أبناء الحامة (3 ملايين عن كل مشارك وفق ما يتردد) حيث اقتنى سيارة من نوع «ڨولف 6» وقام بأشغال تشييد منزل بمسقط رأسه بمنطقة مليتة (صبة) وظل يتردد على منزله بصفة عادية وكأن لا شيء حصل ولكن معطيات مؤكدة توفرت لدى الأعوان بعد أيام عديدة من الابحاث والتحريات الميدانية تخللتها عملية استخباراتية دقيقة حصرت الشبهة حوله لذلك تم التنسيق مع السلط القضائية لإيقافه ولكنه كان يتخفى بسرعة مع وجود شابين تعهدا بمراقبة السيارات الوافدة على مليتة عبر بوابة القنطرة التي تعتبر المدخل الوحيد للمنطقة. الكشف عن «نشاشة» أمام انتشار عناصر الكشف «النشاشة» التي كانت سببا في إفشال عدة كمائن أمنية أولى الاعوان الموضوع عناية قصوى حتى توصلوا في الليلة الفاصلة بين السبت والاحد الى إيقاف اثنين منها أحدهما عمره 18 سنة والثاني 30 سنة تبين انهما يتسلمان مائتي دينار عن كل ليلة حراسة قرب قنطرة مليتة. مفاجأة المنظم بإيقاف عنصري الدعم اللوجستي غير الاعوان التكتيك الميداني وتحركوا صباحا في شاحنة أسماك حيث تمكنوا من القبض على المنظم في منزله وهو شاب متزوج من مواليد جوان 1981 من ذوي السوابق العدلية ومحل منشور تفتيش من أجل تنظيم عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة وباستشارة النيابة العمومية أذنت بإحالته بحالة احتفاظ على قاضي التحقيق الأول بالمكتب الرابع للمحكمة الابتدائية بصفاقس حيث ذكر ان دوره اقتصر على توفير المؤونة لحوالي 50 شخصا اصيلي ولايتي تونس وقابس مقابل مبلغ مالي قدره خمسة آلاف دينار ولكن بعرضه على عدد من الناجين تعرفوا عليه من الوهلة الأولى واكدوا انه هو الذي تسلم منهم الاموال وأوصلهم الى المركب ولم يقتصر دوره كما زعم على توفير المؤونة لهم لذلك انطلقت الابحاث معه- مبدئيا- من أجل تهم تكوين وفاق بغاية مساعدة الغير على الإبحار خلسة والناجم عنه الموت في انتظار ايقاف بقية المنظمين والوسطاء وتوسع دائرة التحقيقات لكشف المزيد من المعطيات حول ما حصل. يذكر أن عملية «الحرقان» انطلقت من سواحل جزيرة قرقنة في حدود الساعة الحادية عشرة الا ربع ليلا من يوم السبت 2 جوان الجاري لتنتهي بكارثة على بعد خمسة أميال بحرية عن جزيرة قرقنة و16 ميلا بحريا على ميناء الصيد البحري بصفاقس.