أسدل الستار عن مشاركة المنتخب الوطني في روسيا بحصيلة مخيبة للآمال لكنها تبقى ثاني أفضل مشاركة لنسور قرطاج بالأرقام.. بما أن زملاء أيمن البلبولي حققوا الانتصار الثاني للمنتخب بعد مرور 40 سنة على انتصار فريق الأحلام على المكسيك (3-1) في ملحمة الأرجنتين. وعجز المنتخب الوطني للمشاركة الخامسة في تاريخه عن تجاوز الدور الأول للمونديال بعد هزيمتين ضد انقلترا وبلجيكا وانتصار على بنما..ويبقى السقوط المدوي لزملاء فرجاني ساسي أمام بلجيكا الهزيمة الأثقل على مر التاريخ لمنتخبنا. رهانات أخرى.. والمحاسبة ضرورية ورغم المرارة والخيبة الكبيرة بعد المردود الهزيل والذي يطرح عدة نقاط استفهام كبرى فان منتخبنا مطالب بطي هذه الصفحة والانطلاق بعد شهرين باستئناف تصفيات بطولة الأمم الإفريقية.. لكن المحاسبة ضرورية ووضع النقاط على الحروف أمر لا مفر منه.. الجامعة مطالبة بمحاسبة ومساءلة الإطار الفني وتقييم مشاركة المنتخب الوطني وتحميل كل طرف مسؤوليته.. وإنارة الرأي العام بالقرارات التي سيصدرها المكتب الجامعي أمر ضروري ولا مفر. وعن تقييم مشاركة المنتخب الوطني في مونديال روسيا 2018.. كان ل"الصباح" اتصال خاطف مع اللاعب الدولي السابق وأحد صانعي ملحمة الأرجنتين المختار ذويب.. وكذلك اللاعب الدولي للترجي الرياضي سيف الله المحجوبي. مختار ذويب:استياء كبير.. لكن عبّر اللاعب الدولي السابق للنادي الصفاقسي مختار ذويب عن استيائه من الوجه الذي ظهر به المنتخب الوطني في مونديال روسيا 2018.. وصرّح قائلا:"الجمهور التونسي تأثر وتألم كثيرا خصوصا بعد الهزيمة الثقيلة ضد بلجيكا.. وكذلك ضد انقلترا والتي جاءت في الدقيقة 90.. في الوقت الذي علّقت كل الجماهير العريضة آمالها وأحلامها على نسور قرطاج للمرور للدور الثاني وكان هذا حلمنا جميعا ودون استثناء.. لكن صدمنا بمردود مخالف تماما للعروض المتميزة خلال المواجهات الودية ضد تركيا والبرتغال واسبانيا.. وللأسف الشديد لم تكن عناصرنا الوطنية في يومها في الاختبارات الحقيقية في المونديال وأعتقد أن انتصارنا على بنما كان عاديا وضروري.. نحن لم نطلب من اللاعبين سوى تشريف الراية الوطنية واللعب حسب إمكانياتهم.. مثل المغرب وإيران فرغم مغادرتهم للمونديال منذ الدور الأول فإنهم قدموا مردودا جيدا ولعبوا إلى آخر رمق دفاعا على الراية". بن يوسف خالف كل التوقعات وعن اللاعبين الذين لفتوا انتباهه في المنتخب الوطني خلال المونديال قال ذويب:" أعتقد أن فخر الدين بن يوسف خالف كل التوقعات وكان في المستوى وقدم مردودا جيدا ومقنعا وتميز بأخلاقه داخل وخارج الميدان وارتفعت أسهمه ويمكن القول انه لدينا لاعبين مغمورين قادرين على التحسن". وتابع ذويب قائلا:" لقد عدنا بانتصار ثان بعد 40 سنة من الانتظار ولكن ذلك لن يخفي الهنّات والنقائص وضرورة مراجعة عديد النقاط خصوصا أنه بان بالكاشف أنه هناك فرقا شاسعا في الإمكانيات بين منتخبنا والمنتخبات الأوروبية ومنتخبنا بعيد كل البعد عن المستوى العالي ويلزمنا عمل كبير وعلى امتداد سنوات لمقارعة الكبار.. وأعتقد أن المحافظة على المجموعة وعلى أغلب العناصر القادرة على التحسن مع تدعيمها بعناصر جديدة مع ضرورة مراجعة كبيرة لمستوى أداء المنتخب الوطني من خلال التفاف جميع الأطراف". سيف الله المحجوبي: مشاركة مخيبة للآمال خص اللاعب الدولي السابق للترجي الرياضي "الصباح" بتصريح مطول قيّم فيه مشاركة المنتخب الوطني للمونديال واعتبرها أنها مشاركة مخيبة للآمال وتركت انطباعات سلبية. وقال في هذا الصدد:" أعتقد ان مشاركة المنتخب تركت خيبة أمل كبيرة كنا نتوقع أن يكون حضور منتخبنا أفضل بكثير.. نعرف مسبقا أن المهمة ضد انقلترا وبلجيكا صعبة جدا لكن لم ننتظر هذا المستوى المتواضع لقد تاه المنتخب وكان واضحا أن هناك فرقا شاسعا بين المواجهات الودية والجدية.. فزنا في النهاية على بنما لكنها منافس متواضع الإمكانيات ولكن الانتصار كان ضروريا حتى نفك عقدة 78 لنحقق ثاني انتصار بعد 40 سنة". الجمهور نقطة الضوء وعلى عكس المنتخب الوطني فان الجمهور التونسي صنع الحدث في روسيا وتم اختياره أفضل جمهور في المونديال وساهم بصفة فعالة في الترويج للسياحة التونسية وعكس صورة جميلة عن الشعب التونسي وكان سفير فوق العادة وفي هذا الصدد أكد سيف الله المحجوبي قائلا:" الجمهور التونسي كان نقطة الضوء الوحيدة في المونديال وترك انطباعات جيدة". عدة لاعبين كانوا خارج الخدمة وفي تعليقه عن مردود اللاعبين قال المحجوبي: عدة لاعبين عقلنا عليهم آمالا كبيرة لكنهم كانوا خارج الخدمة وللأسف فان كل لاعب يمر بفترة فراغ ولكن وجب طي هذه الصفحة والتفكير في قادم الرهانات.. لأن المجموعة الحالية ليست سيئة والأكيد انه مع بعض التعديلات والتحسينات مع عودة الغائبين مثل الخنيسي والمساكني ولم لا التتويج بأمم افريقيا". "الروج" الأفضل ومعلول خيّب الظن ولوم على البدري أكد المحجوبي ان فخر الدين مرّ بفترة صعبة قبل المونديال وعاش بعض الصعوبات مع فريقه السعودي قائلا"كان الأفضل في المنتخب ولعب ب"القليب والقرينتا" في المقابل فان علي معلول خيّب الظن نعرفه أنه كان مصابا وضحية المدرب الذي يتحمل المسؤولية في التعويل عليه لكن بفضل خبرته كان بإمكانه الظهور بوجه أفضل.. كما أوجه لوما بسيطا لأنيس البدري الذي تألق كأفضل ما يكون في الوديات في المقابل لم يقدم المطلوب في المونديال وقد يكون عدم لعبه أحيانا في خطته هو السبب". براون فاجأني وتابع سيف المحجوبي تقييمه لأداء اللاعبين قائلا:"كان ديلان براون نقطة الضوء في المنتخب على عكس الوديات قدم مردودا جيدا لم نكن نتوقعه وعرف كيف يتعامل مع المنافس والتخلص من الكرة بذكاء وهذا هو الفرق بين اللاعب الذي ينشط في بطولة ذات مستوى عال وبطولة متوسطة.. وأعتقد أن براون والسخيري سيكون لهما شأن كبير في المنتخب مستقبلا بالإضافة إلى الحارس معز حسن الذي لم يحالفه الحظ للمواصلة".