تشهد بلادنا ميلاد تظاهرة ثقافية جديدة ذات بعد متوسطي تتمثل في مهرجان «منارات» الذي تنطلق دورته التأسيسية يوم 9 جويلية لتتواصل إلى 15 من نفس الشهر بحضور نجوم السينما من العديد من البلدان المتوسطسة. وبلغة الأرقام تشارك في المهرجان ما لا يقل عن 52 فيلما من 12 دولة متوسطية، من ضمنها 10 أفلام ستتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان»المنارة الذهبية «، بالإضافة إلى جوائز أخرى في التمثيل وغيرها... ويمثل تونس في المسابقة الرسمية فيلم هي «شرش» لوليد مطار (تونس) وهو يتنافس مع الأفلام التالية: «السعداء»للمخرجة صوفيا جاما من الجزائر و «الرجال لا يبكون» للمخرج البوسني «آلان درلجفيتش» وشريط «أخضر يابس» لمحمد حماد من مصر، بالإضافة إلى شريط «صيف 93» للإسبانية « كارلا سيمون» و«الفيلا» للفرنسي روبرت غيديغيان وفيلم «a ciambra» للمخرج الإيطالي جوناس كاربينيانو. وتسجل المغرب مشاركتها من خلال فيلم»غزية» للمخرج نبيل عيوش، ويمثل فيلم «اصطياد أشباح»للمخرج رائد أندوني فلسطين، أما تركيا فتكون ممثلة في فيلم «more» للمخرج أونور سيلاك. وستحتكم هذه الأفلام إلى لجنة متكونة من 5 ممثلات من المشهد السينمائي المتوسطي، هنّ سندس بلحسن (تونس) ومنال عوض (فلسطين) ومنال عيسى (لبنان) وبشرى رزة (مصر) وناتاشا ريني(بلجيكيا). وستكون تونس ممثلة بأربعة أفلام خارج المسابقة وهي «الجايدة» لسلمى بكار و»مصطفى زاد « لنضال شطاو و»على كف عفريت « لكوثر بن هنية، فضلا عن أربعة أفلام قصيرة ضمن مشروع « تونس فكتوري». وكانت قد انعقدت صباح أمس بالعاصمة ندوة صحفية سلطت فيها درة بوشوشة مديرة المهرجان الاضواء على هذا المولود الثقافي الجديد فأكدت أن اختيار الأفلام تمّ بناءً على مدى تطابق محتواها مع التوجّه العام للمهرجان أولا وكذلك وفقا لمقياس الجودة بدرجة ثانية. وذكرت أن عروض أفلام المسابقة ستنتظم بقاعة «لاغورا»بالمرسى، أما عروض بقية الأفلام فستعرض بقاعات الحمراء بالمرسى وسيني مدار بقرطاج والمكتبة السينمائية بمدينة الثقافة، فضلا عن قاعة سينما المعهد الفرنسي بتونس. وسيتمّ أيضا تخصيص عروض شاطئية مجانية للمصطافين بشواطئ حلق الوادي والمرسى وحمام الانف وبنزرت والحمامات وسوسة والمنستير وقابس. وعبّرت درة بوشوشة عن أملها في أن تصل عروض المهرجان لبقية الشواطئ التونسية تدريجيا في الدورات القادمة. وسيتم خلال الدورة التأسيسية للمهرجان تكريم للسينما الفلسطينية والسينما المغربية، وذلك من خلال عرض ما لا يقل عن ستة أفلام لكل بلد. كما سيتم بالمناسبة تكريم السينمائي الفرنسي»فيليب فوكون». وتضم برمجة المهرجان مجموعة من الندوات وحلقات النقاش ستجمع فاعلين في المشهد السينمائي بدول البحر الأبيض المتوسط. ومن ضمن هذه اللقاءات تنظيم حلقة نقاش حول»حيوية سينما الضفة الجنوبية للمتوسط «وكذلك تنظيم لقاءات مع منتجين ومخرجين للحديث عن تجاربهم في القطاع السينمائي. وأكدت شيراز العتيري مديرة المركز الوطني للسينما والصورة بنفس المناسبة على أهمية هذه التظاهرة السينمائية ودورها في دفع التبادل الثقافي بين دول المتوسط، وفي دفع المشهد السينمائي بتونس. أما مديرة المعهد الفرنسي بتونس»صوفي رينو» فركزت على عن أهمية التعاون بين المركز الوطني للسينما والصورة والمركز الوطني للسينما بفرنسا وكذلك المعهد الفرنسي بتونس. واعتبرت تنظيم تونس لهذا الحدث السينمائي المتوسطي هو تتويج للديناميكية التي تعرفها السينما التونسية بعد الثورة. وتحدثت خنساء بوعصيدة، ممثلة بنك تونس العربي الدولي، المؤسسة الداعمة لهذه التظاهرة عن أهمية الاستثمار في المجال الثقافي، والمساهمة في دفع الحراك الثقافي عموما.