اربعة احداث سياسية عاشتها بلادنا نهاية الاسبوع المنقضي، احداث قد تحمل في طياتها تحولات جديدة في المشهد السياسي عموما، فلقاء الباجي قائد السبسي برئيس حركة النهضة وإمضاء اتفاقية الزيادة بين الاتحاد والحكومة ومصادقة صندوق النقد الدولي عن منح القسط الرابع لبلادنا ،وكذلك لقاء الباجي قائد السبسي لرئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال كلها عوامل قد تجدد الاستقرار في بلادنا ، وقد تمكن ايضا الشاهد من البقاء على راس الحكومة ولكن وفق لشروط وضوابط واضحة أهمها التزام الشاهد بالنقاط 63 الواردة بمسودة وثيقة قرطاج وأهمها عدم الترشح للانتخابات القادمة. لقاء الغنوشي بالباجي غاب اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي نهاية الاسبوع الماضي عن الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية ، غياب فسره متابعون بان الرئيس بات في «عزلة سياسية «،فرضها الصراع الدائر حول بقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد من عدمه على راس الحكومة في ظل تباين المواقف في محيط الباجي داخل القصر وفي حزبه النداء . ويرى البعض ان لقاء السبت جاء على ما يبدو ليفك العزلة المحيطة برئيس الجمهورية بعد ان لازم الصمت ولم يتخذ موقفا إلى حد الآن وبدا موقف الرئيس وكأنه «مترنح» بين ضغط العائلة المنقسمة حول مصير الشاهد، وبين ضغط الواقع السياسي المتفجر داخل حزبه وبين انقسام الطبقة السياسية والمنظمات الوطنية. فغياب خبر اللقاء الذي جمع بين قائد السبسي والغنوشي عن الصفحة الرسمية للرئاسة طرح اكثر من سؤال، سيما وان تنزيل اللقاء جاء على الصفحة الرسمية لحركة النهضة بعد اكثر من اربع ساعات عن الاجتماع. ولَم تكتف النهضة بالاشارة الى اللقاء الذي كان بطلب من راشد الغنوشي بل تجاوزته للكشف عن المحتوى عبر بيان جاء فيه «انه جرى في جوّ من التفاهم حول أوضاع البلاد السياسية والاجتماعية خصوصًا ما حقّقه التونسيون من نجاح جديد على صعيد التحول الديمقراطي بإنجاز انتخابات الحكم المحلي في مناخات تشرّف تونس وشعبها. وقد أكد رئيس الدولة ضرورة أن تتحمل كل الأطراف مسؤولياتها في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بينما أكد رئيس الحركة على أهمية سياسة التوافق وخاصة بين النداء والنهضة وهي السياسة التي قادها رئيس الجمهورية وصنعت الاستثناء التونسي كما شدّد الأستاذ راشد الغنوشي على الحاجة الماسّة لترسيخ نهج الحوار بين كل الاطراف السياسية والاجتماعية وأن الصيف فرصة لاستئناف الحوار على كل المستويات من أجل التوصل الى توافقات في الخيارات السياسية والاجتماعية والثقافية واعتبار أن لا بديل عن التوافق من أجل حماية التجربة الديمقراطية الفتية بعيدًا عن القطيعة والاستقطاب». وبعودة اللقاء بين الشيخين قال الناطق الناطق الرسمي للحركة عماد الخميري في تصريح ل»الصباح» ان ذلك «قد يعيد الى التوافق بريقه ويسرع عودة الجميع الى طاولة الحوار مجددا للخروج بالبلاد نحو أفق ارحب». الشاهد والطبوبي.. اتفاق لحقته مطالبة بالتغيير تزامن لقاء الغنوشي بقائد السبسي مع حدث سياسي واجتماعي مهم تجسد في توقيع كل من يوسف الشاهد ونور الدين الطبوبي على اتفاقية الزيادة في الاجر الادنى المضمون والذي تضمن 15نقطة أساسية وقد جاء الاتفاق بعد حالة من الجمود في العلاقة بين الجهتين ،وكانت اكثر القراءات تفاؤلا تلك التي اكد أصحابها على انفراج في الازمة بعد ان قبل الرجلين الجلوس الى طاولة الحوار بل والاتفاق حول جملة من المسائل العالقة دون انسحاب احد الطرفين مما قدم انطباعا على ان عودة الهدوء بين الحكومة والاتحاد مؤشر لذوبان الجليد بينهما. غير ان تلك القراءة سرعان ما وجدت طريقها الى الخطا بعد ان طالب الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له على خلفية عملية الاغتيال الجبانة بولاية جندوبة ،حيث جددت المنظمة موقفها « بالإسراع لحل الأزمة السياسية وتغيير الحكومة وتعيين رئيس يشكّل فريقا كفئا قادرًا على مجابهة المشاكل وإيجاد الحلول الكفيلة بالخروج من الأزمة بجميع أبعادها ومنها الأمنية». اتفاق الاتحاد والحكومة سبقته مصادقة صندوق النقد الدولي على صرف قسط رابع بقيمة 249،1 مليون دولار (ما يعادل 650،760 مليون دينار) لفائدة تونس، من قرض قيمته الاجمالية تقدر ب2،9 مليار دولار امريكي. كتلة النداء واستقرار الحزب ولَم يكن نداء تونس بمعزل عن الأحداث السياسية التي عاشتها بلادنا نهاية الاسبوع وذلك بعد اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس الكتلة النيابية سفيان طوبال الذي دعا الباجي قائد السبسي الى التدخل السريع تجنبا لتفتت الكتلة ومزيد انقسامها ، واكدت مصادر متطابقة ان الكتلة دعمت مبدأ الاستقرار السياسي والحكومي مع ضرورة التسريع بعقد مؤتمر حزبي للنداء. هكذا القاء كان بمثابة الضوء الأخضر لعدد من النواب الذين توجهوا للمدير التنفيذي حافظ قائد السبسي ودعوته لاجتماع الهيئة السياسية للنداء بقصد تدارس الوضع الداخلي للحزب بما يعنيه ذلك من تحديد تواريخ معينة تهم توزيع الانخراطات والاستعداد للمؤتمر. فهل ينجح الجميع في تجاوز واقع الازمة السياسية ؟