اعلان عودة «لاديفا» أمينة فاخت إلى الساحة الفنية والنشاط مجددا في المهرجانات الصيفية، بعد غياب ثماني سنوات، قوبل بتباين في المواقف بين الترحيب والاستفسار والاستفهام عن شكل وجدوى هذه العودة ومدى التزامها بتقديم إنتاجها الخاص الجديد. وهو تقريبا ما عكسته أجواء الندوة الصحفية التي عقدتها هذه الفنانة مساء أول أمس بأحد الفضاءات السياحية بالضاحية الشمالية للعاصمة وحظيت بحضور إعلامي كبير. وأعلنت أنها ستخصص جانب من عائدات عروضها خلال هذه الصائفة لفائدة شهداء المؤسسة الأمنية. وقد خصصت أمينة فاخت هذه الندوة للحديث عن عودتها للساحة الفنية واستعداداتها لموسم المهرجانات الصيفية. خاصة أنها اختارت أن يكون مدخلها في هذه العودة من الباب الكبير وذلك من خلال عرضين بمهرجان قرطاج الدولي في دورته الرابعة والخمسين ستكون الأولى يوم 21 من الشهر الجاري والثانية ليلة الاحتفال بعيد الجمهورية. بعد أن أعلنت إدارة هذا المهرجان بمعية وزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية عن قرارها برفع الفيتو في وجهها بسبب المبلغ المالي المشط الذي اقترحته. وقد رافق أمينة فاخت في هذه الندوة كل من محمد الأسود قائد الفرقة الوطنية للموسيقى الذي سيضطلع بمهمة «مايسترو» عروضها ومحمد بوذينة صاحب شركة الإنتاج التي تتبنى عودتها للساحة الفنية وحضورها في المهرجانات الصيفية لهذا العام. ووضعت عودتها ومشاركتها في عدد كبير من المهرجانات خلال هذه الصائفة، في سياق توقها لتحقيق حلم لطالما راودها خلال مسيرتها الفنية المطولة وهو تقديم عرض فني كبير بالمقاييس والشكل الذي تريده. وهي تراهن على هذه العودة التي استعدت لها مع الفرقة الوطنية للموسيقى. وبينت أنها تزودت في هذه العودة بمجموعة من الإنتاجات الجديدة تعاملت فيها مع أسماء جديدة ذكرت من بينهم محمد الأسود وأحمد الماجري ومحمد الصادق من ليبيا، فضلا عن إعادة توزيع عدد من أغانيها القديمة بما في ذلك أغنيتها الشهيرة «سلطان حبك». وأكدت في نفس السياق أن ابنتها ملكة عويج ستشاركها في عروضها الفنية هذه بما في ذلك عرضيها بمهرجان قرطاج الدولي إضافة إلى مجموعة من الأصوات الرجالية الأخرى التي انتقتها وفق مقاييس فنية محددة بعيدا عن المجاملة. ولم تخف أمينة فاخت تخوفها من هذه العودة والجمهور لأن هو ما يهمها ووعدت في المقابل بتقديم عرض وحضور يكون في مستوى انتظارات الجميع خاصة أنها لم تستطع تجاوز مسألة «سحر الركح» الذي يدفعها قسرا للانصياع لطقوسها الفنية والإبداعية وعدم التقيد بالبرنامج في أغلب الحالات. تكذيب وتبرير في جانب آخر من حديثها في نفس الندوة الصحفية نفت أمينة فاخت وجود أي اتصال بينها وبين أن إدارة مهرجان قرطاج وقالت «صحيح أني تغيبت على الساحة الفنية مدة ثماني سنوات ولكن خلال هذه المدة لم يصلني أي اتصال من إدارة مهرجان قرطاج، لأنه في مسيرتي مستحيل أني رفضت يوما ما طلبا لمهرجان قرطاج». وفي حديثها عن سبب غيابها على الساحتين الفنية والإعلامية باستثناء بعض المناسبات القليلة والنادرة، أفادت أمينة فاخت أنها خيرت الابتعاد خلال هذه المرحلة المطولة حتى لا يتم توظيف صورها واسمها في سياقات تسيء لأسمها كفنانة تونسية. وشددت على أهمية العلاقة بين الفنان والإعلام من أجل خدمة المشهد العام للوطن. ودعت الجميع إلى إيلاء أهمية أكبر للفنان التونسي ومنحه مكانة وحظوة أفضل مما هو عليها اليوم. وأكدت أن الاتفاق المتأخر مع إدارة مهرجان قرطاج الدولي كان له تأثير على شكل عرضها. لأنها ترى أن الاتفاق على الموعد قبل شهرين من موعد المهرجان كان سيمكنها من التحضير لعرض فني متكامل يجمع بين الكوريغرافي والموسيقي والطربي والفرجوي ولكن لم تكن هذه المسالة ممكنة في هذا الوقت الوجيز لذلك انصب تركيزها على التحضير لمحتوى العرض و«البرايف» مع الفرقة الموسيقية. ولكنها وعدت في المقابل بأن يكتشف الجمهور حضورا مختلفا لأمينة فاخت على الركح. كما تحدثت في نفس الندوة الصحفية عن الأغنية التونسية وضرورة منحها الأولوية في المهرجانات الصيفية لاسيما في ظل الصعوبات التي يعيشها الفنان التونسي اليوم. ولم تستثن مسيرتها وتجربتها من هذه الصعوبات. وعللت تمسكها بمواصلة التجربة بحبها للفن لا غير. ◗ نزيهة الغضباني محمد الأسود: وجود أمينة فرض كتابة ورؤية موسيقية جديدة عبر محمد الأسود عن سعادته بمرافقة الفنانة أمينة فاخت في جولتها في المهرجانات الصيفية في عرض يرافقها فيه ستون عازفا. وأفاد أن الفريق يواصل التحضير و»البرايف» خاصة أن أغلب الموسيقيين لم يسبق أن تعاملوا مع أمينة فاخت. لذلك يعتبر مهمة الجميع بمثابة مغامرة جميلة. ووصف العرض وشكله ب»خلطة» فنية متميزة تعامل فيها مع رصيد ثري من الأغاني القديمة وأخرى جديدة ومتجددة باعتبار أن بعض الأغاني أعاد توزيعها بطريقة أكد أن الجمهور سيستحسنها. وحول نفس العرض أفاد قائد الفرقة الوطنية للموسيقى أنه سيكون وفق كتابة موسيقية وروح جديدة وضعت على مقاس الفنانة القديرة ومحبوبة الجماهير. واعتبر التعامل معها بقيادة وصياغة تفاصيل عرض فني كبير يعد مغامرة وتجربة متميزة في مسيرته وذلك لقيمة هذه الفنانة وما تتميز به من قدرات صوتية لم تتأثر بعامل الزمن أو الابتعاد عن الغناء. وأضاف خلال نفس الندوة الصحفية قاءلا: «أعترف أنه يغمرني إحساس غريب قبل البداية الفعلية للعروض وهو تقريبا ما شعرت به أثناء قيادتي للفرقة الموسيقية التي أمنت حفل الفنانة السورية الكبيرة ميادة الحناوي في حفلها العام الماضي في مهرجان الحمامات الدولي». ◗ نزيهة محمد بوذينة: مراعاة «الفني» و«الربحي» في التعامل مع أمينة أكد محمد بوذينة صاحب شركة الإنتاج التي تتبنى الفنانة أمينة فاخت أنه حرص على ضبط برنامج يضمن وصول هذه الفنانة إلى أغلب جهات الجمهورية من خلال جولة مطولة في مناطق عديدة داخل الجمهورية وذكر من بينها مهرجان قرطاج الدولي في محطتين فمهرجانات قفصة وقابس وبنزرت ونابل والمنستير ودقة وجربة وطبرقة والجم وسوسة وغيرها من المهرجانات الأخرى الدولية منها أو الوطنية. وبين أن الجانب الربحي مسالة يوليها أهمية كبيرة في تعاقده مع هذه الفنانة الكبيرة موازاة مع الاهتمام بانتاجها ودفعها لاستعادة مكانتها الفنية التي تستحقها على مستويين وطني ودولي. وبين أنه تم تجنيد فريق عمل متكامل يضم خيرة العازفين والموسيقيين فضلا عن مختصين في المجالات اللوجيستية والإعلام قصد ضمان نجاح عروضها واستقطاب أكبر قادة ممكنة من جمهور هذه الفنانة من مختلف الأجيال.