ضمن سهرات الدّورة 60 من مهرجان سوسة الدّولي أحيا الثنائي عدنان الشوّاشي والفنان الشّاذلي الحاجي سهرة "حنين"من إنتاج المهرجان وبمشاركة فرقة المعهد العالي للموسيقى بسوسة بقيادة الأستاذ عتاب الجلايلي التي تميّزت بحسن عزف عناصرها وتميّزهم ممّا ساهم بشكل كبير في تيسير مهمّة الفنّانين وفي تأمين طبق فنيّ راق جمع بين حسن الآداء وعذوبة اللّحن وصدق الكلمة الأمر الذي خلق تفاعلا وتماهيا جميلا بين الفنّانين والعدد القليل من الجمهور الذي واكب السّهرة التي انطلقت بمصافحة أولى لفرقة المعهد العالي للموسيقى بسوسة من خلال آدائها بكلّ اقتدار لسماعي حجاز من تأليف الأستاذ عتاب الجلايلي ليستهلّ بعد ذلك مباشرة الشّاذلي الحاجي برنامجه الغنائي المقتضب بآدء ثلاث أغنيات تباعا وهي أغنية "مازلت صغير"من كلمات عبد الصّمد خرشيد و"عرس القمر"لعبد الستّار سعيداني وختم الحاجيّ بأغنية"ربيع شبابنا "للشاعرالغنائي الجليدي العويني ورغم مطالبة العديد من الحاضرين بأغنية "غدّار"فقد اعتذر الحاجي لعدم إدراجها في برنامج السّهرة وقبل فسح المجال للفنّان الرقيق صاحب الصّوت الملائكي عدنان الشوّاشي أدّت فرقة المعهد العالي للموسيقى معزوفة ثانية "دروب" من تأليف عتاب الجلايلي ليتكفّل بعد ذلك عدنان باستحضار جانب من ذكريات الزّمن الجميل للأغنية التونسيّة والأغنية الرومانسيّة العاطفيّة فغنّى برهافة حسّه ونقاء صوته أغنية " ريحان "وأغنية "عيبك "وأغنية "ما دايمة لحد" ثم أغنية"حاطط ايدي على خدّي"وكانت رائعة أمّ كلثوم"أروح لمين"نقطة نهاية سهرة رائقة وممتعة أقامت الدّليل واضحا على الإمكانيّات الصّوتيّة الرّهيبة التي مازال يحتفظ بها كلا الفنّانين، غير أنّ نجاح السّهرة فنيّا لم يرافقه نجاح جماهيريّ يتناغم ويعكس تاريخ الفنّانين وهو ما حزّ في نفسيعدنان والشاذلي ونال من معنويّاتهما وانعكس على ملامحهما خلال النّدوة الصحفيّة حيث تشنّج عدنان وحمّل الإعلام مسؤوليّة الحضور الضّعيف وعبّر عن استيائه من الإعلاميين الذين وعلى حدّ روايته ..رغم قضائه لأربع وعشرين ساعة بسوسة لم يتّصل به ولو إعلاميّ واحد لإجراء حوار أو مصافحة إذاعيّة أو تلفزيّة مشدّدا على أنّ الأمر يكون مختلفا متى تعلّق بأشباه فنّانين يفدون من خارج الديّار فيلقون الحظوة و كلّ الإهتمام كما توجّه الشوّاشي بعتاب إلى مؤسّسة التّلفزة الوطنيّة لعدم دعمها للفنّانين التّونسيين من أبناء جيله وتجاهلهم . وبيّن عدنان أنّه وبعد أن فقد الأمل في الإعلام بشكل عام والإعلام العمومي بشكل خاصّ توجّه للإعلام البديل فعوّل بشكل كبير على الفايسبوك واليوتوب وغيرها من تقنيّات التّواصل الحديثة للتّعريف بانتإجاته وتاريخه الفنّي وتقديم جديد أخباره وذلك بمساندة ودعم من ابنته فتمكّن من استرجاع جانب كبير من جمهوره إلاّ أنّه في المقابل تفاجأ بعدد هائل من معجبيه ظنّوا أنّه استقال من الحقل الفنّي. أنور قلاّلة