«الشروق» مكتب الساحل: «مازلت صغير غير الوقت مكبرني» كانت أولى اغاني سهرة «الحنين» التي أحياها الفنانان الشاذلي الحاجي وعدنان الشواشي مساء أمس الأول بمسرح الهواء الطلق سيدي الظاهر في إطار الدورة الستين لمهرجان سوسة الدولي، وكانت رسالة مضمونة الوصول تؤكّد حفاظ هذين الفنانين ومن ورائهما الجيل الذهبي للأغنية التونسية على معدنهما وقيمتهما في قلوب الناس. السهرة كانت راقية بمختلف المقاييس بدءا بتركيبة الفرقة الموسيقية المصاحبة من المعهد العالي للموسيقى بسوسة بقيادة الدكتور عتاب الجلايلي وبما عكسه الأساتذة العازفون من براعة ومستوى رفيع ثمّنه عدة مرات الفنانان عدنان والشاذلي، مرورا بالحس المرهف في أداء الفنانين وحفاظهما على حضورهما المتميز وصولا إلى نوعية الجماهير الحاضرة التي أنصتت بقلوبها ل «عرس القمر»، «ما احلى ربيع شبابنا»، «ريحان»، «عيبك»، «حاطط يدّي على خدي»، أنصتت بكل ما في القلب من حنين وأيضا من حسرة على الزمن الجميل للأغنية التونسية وللفن الأصيل. حسرة كانت متبادلة حيث عبر عنها الفنانان في الندوة الصحفية وحمّلا في جانب كبير المسؤولية لوسائل الإعلام السمعية والبصرية التي غيبت هذا الجيل الذهبي من الأغنية التونسية وغيبت الأغنية التونسية بتعلة أن أصحابها تقدموا في السن وتجاوزتهم الأحداث ويكفي ما نالوه من شهرة حسب ما عبرا عنه في هذه الندوة فيما أبدى عدنان الشواشي ما وصفه بالغضب والاستياء وخيبة الظن قائلا «جئت إلى مدينة سوسة محملا بإنتاجات جديدة كنت أود إهداءها للإذاعات في هذه الجهة ورغم أني هنا لمدة يومين لم تتصل بي أية إذاعة قصد دعوتي والتحدث عن مشاريعي الفنية وغيرها من المواضيع الموسيقية وهذا ما حزّ في نفسي ولو كان اسم آخر لتزاحم العديد على لقائه». وردّ بعض الإعلاميين المتواجدين بأن المسألة تتجاوزهم حيث لم يتلقوا إشعارا من إدارة المهرجان بإمكانية التحاور مع فناني المهرجان وبمكان تواجدهم أو حتى لتنسيق مواعيد معهم. وحول إعادة طريقة الترويج لأغانيه أضاف عدنان الشواشي «وجدت في الفايس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي متنفسا رغم أن موقفي كان مخالفا فاكتشفت أن العديد كانوا يظنون أني اعتزلت الغناء بحكم أني مُغيّب في القنوات التلفزية وأتذكر مرة في شهر جانفي بثت القناة الوطنية حفلي في قرطاج مسجلا ما بعد منتصف الليل وهي من نقاط الاستفهام، من سيتابعني في ذلك الوقت؟ وقد استرجعت الآلاف من الجماهير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، ولو نظرنا إلى العالم العربي والغربي ففي تونس يستحيل مجاراة نسقهم أو الوصول إلى ذلك». بادرة طيبة قامت بها إدارة مهرجان سوسة الدولي تمثلت في تكريم بعض الوجوه الموسيقية من سوسة قبل بداية الحفل وهم رياض حرز الله، محمد طاقة، الطاهر القيزاني فيما تغيب كمال سلاّم. سوسة