انطلقت فعاليات الدورة 39 لمهرجان قفصة الدولي بالعرض الفرجوي «المرقوم» للمخرج نزار السعيدي وذلك وسط حضور جماهيري محترم جاء ينشد السهرات الصيفية التي من شأنها التخفيف من وطأة الحرارة وبغرض ابعاد السآمة عن النفوس أمام انعدام وسائل الترفيه بجميع صنوفها. اذ تزيّن ركح مهرجان قفصة الدولي بألوان «المرقوم» التي عبقت نسماتها بأريج الماضي والإرث الحضاري النابع من عمق البلاد التونسية. العرض الافتتاحي لهذه الدورة الجديدة وجد تفاعلا كبيرا وصدى طيبا لدى جمهور المهرجان الذي استمتع باللوحات المختلفة للعرض عبر الغناء والسرد من خلال اداء الفنانين المعروفين على الساحتين الوطنية والجهوية على غرار محمود العرفاوي وسعيدة الهاني وفادي بوعالق وحذامي القاسمي ورمزي السندي وجميلة الناصري والسبتي السندي وافراح بدوي فضلا عن الرقص الذي برعت في ادائه مجموعة من الراقصين الشبان، حيث اعتمدت المشهدية على تنويع الايقاعات حسب الانماط الموسيقية التي اقحمها الموسيقار نبيل بن علي منفذا بذلك توزيعا معاصرا لبعض الأغاني المختارة في هذا العرض غير أنه حافظ على أصل الايقاع وكلمات الاغاني فكانت الأعمال بمثابة قطعة فنية رائعة حولت رموز «المرقوم» وتيماته الى مفردات بصرية وسمعية زادت العرض روعة وجمالية لاقت استحسان الجمهور الذي اكتشف عملا فنيا متكاملا ونابعا من ذاته فيه محاورة للوجدان ودغدغة لأحاسيس المتفرج. هذا العرض الذي تواصل على امتداد ساعة ونصف ساهم في تأثيثه 40 عنصرا بين»الغنٌاية» والراقصين والعازفين على مختلف الآلات الموسيقية التي توزعت بين الآلات الحديثة والتقليدية.