بعد تجارب مختلفة وعديدة في الغناء الطربي والصوفي فالأوبيرالي مرورا بالحضرة والأوركسترا السمفنوني ومشاركات أخرى في المسرح والسينما على غرار فيلم «خسوف» للفاضل الجزيري ومسرحيات «صاحب الحمار» و«بلاش» لعبيد الجماعي وعرض «الصباح الجديد» وغيرها من الأعمال التي تعامل فيها مع رموز الإبداع في مختلف القطاعات الفنية، اختار الفنان هيثم الحذيري انطلاقة جديدة لمسيرته بداية من هذا الموسم، يكون هو العنوان الأول فيها وذلك بتقديم عروض خاصة به. وهو ما أكده في حديثه ل«الصباح» موضحا أنه سيواصل مشاركته في المهرجانات الصيفية بالعرض الفرجوي «طرب في طرب أو عربون» الذي سبق أن قدمه في مهرجان المدينة في رمضان المنقضي. وهو عرض أراده «عربون» محبة بين الموسيقيين على الركح قائلا: «عربون أو طرب هو محاولة لتقديم قراءة موسيقية وركحية مختلفة لموروث غنائي تونسي وشرقي من الكلاسيكي والأوبيرا. فقدمته في هذا العرض رفقة خمسة من الموسيقيين في شكل جديد وعزف واداء مختلف لكن مع المحافظة على أصل الأعمال وهي دفعة أولى وإعلان عن خوض مسيرة جديدة أردتها عربون محبة للموسيقيين والجمهور في انتظار تعزيز هذا العرض بعروض أخرى أقدم فيها إنتاجي وأعمالي الخاصة وأوظف فيها ملكاتي الفنية والثقافية مبنية على الفرجة والجمالية والطرب». وبين أن هذا العرض الذي يستعد لتقديمه أمام جمهور الكاف هو قراءة أخرى للموروث الغنائي التونسي بالأساس مع الانفتاح على الموروث الشرقي ليكون بمثابةرحلة في أغاني القرن العشرين يستحضر فيها أغاني الهادي الجويني وعلي الرياحي والشيخ العفريت وحبيبة مسيكة وصليحة إضافة إلى مفاجآت أخرى يقدمها الفنان هيثم الحذيري مع مجموعة من خريجي المعهد العالي للموسيقى شركاءه في هذا العمل الفني الفرجوي ومنهم الياس البلاقي وحاتم الطيب ومهيار السوسي ومخلص العوينتي. وحول هذا الاختيار أضاف قائلا: «اخترت العودة إلى أعمال لا يزال حضورها قويا في الذاكرة لنقدمها وفق قراءة وكتابة موسيقية وركحية جديدة وهدفنا من هذا العرض هو خلق لغة موسيقية جديدة وإبراز علامات وطرب ومتعة تثبت أن بلادنا تزخر بموروث فني متجدّد قادر على إمتاع الجميع وعلى إيصال صورتنا وصوتنا الى جمهور عريض من الثقافات الأخرى». وأفاد نفس المتحدث أن هذا العمل يقدمه في شكل عمل فرجوي يجمع بين الموسيقي والمسرح وهو مبني بالأساس على الغناء والطرب والمشهدية المسرحية يشارك في بلورته على الركح بمعية العازفين الذين سبق ذكرهم. خاصة أن من صاغ الرؤية الإخراجية لهذا العرض هو الفاضل الجزيري. تجارب ومشاريع مختلفة وأكد هيثم الحذيري أنه بعد تجارب مختلفة في مختلف القطاعات الثقافية وتلقيه تكوين خاص في المسرح والغناء بجميع أنماطه ومدارسه، وجد المهمة يسيرة في هذه المرحلة من مسيرته لخوض تجربة «الانتصاب للحساب الخاص» وتقديم أعمال خاصة به وفق تصورات ورؤى تقطع مع النمطية من ناحية وتنفتح على «تلويناته» الفنية والأمر لا ينسحب على عرض «طرب على طرب» بل شدد على أن مشاريعه الجديدة ستكون بنفس المنحى، باعتبار أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة لعرض موسيقي صوفي، قال إنه سيكون مفاجأة فنية بامتياز صاغه وفق كتابة وتصور مختلف عن السائد. وأوضح أنه سيقدم هذا العمل الصوفي للمرة الأولى في شهر سبتمبر المقبل في مهرجان «روحانيات» فضلا عن مواصلته لتجربته الأوبيرالية وذلك بالمشاركة في جولة عالمية انطلاقا من الأشهر القادمة بكل من مصر وبلغاريا وكندا وغيرها من البلدان الأخرى.