مازالت سفينة المهاجرين «ساروست 5» العالقة منذ 18 يوما قبالة السواحل التونسية، في مكانها حسب ما افاد«الصباح» رايس السفينة علي الحاجي. ولم يسمح لها بالدخول الى ميناء جرجيس«لاسباب انسانية» كما صرح به رئيس الحكومة منذ يوم السبت الفارط 28 جويلية. وذكر علي الحاجي ان ميناء جرجيس لم يصلها الى غاية يوم امس أي تعليمات باستقبال السفينة.. والطرف الوحيد الذي بصدد التعامل مع ال 40 مهاجرا، 32 رجلا و8 نساء منهن 2 حوامل، هو منظمة الهلال الاحمر التي ادت 3 زيارات للسفينة قامت خلالها بكشوف طبية للجميع من على السفية مهاجرين وطاقم السفينة المتكون من 14 بحارا. كما قدمت ادوية ولباسا ومؤونة. وذكر علي الحاجي ان الوضع العام للمهاجرين غير مستقر فمن حين الى اخر تتدهور الحالة النفسية والجسدية لبعضهم. واضاف رايس «ساروست 5» انه لم يتوقع ان تاخذ القصة كل هذه الفترة، تدخله كان في إطار انساني بحت «إنقاذ أشخاص من الموت هو العليم باخطار البحر». ورغم تعطل مصالحه وعمله منذ يوم 15 جويلية الا ان المهم لديه ان يتم ايجاد حل لهؤلاء المعرضين منذ أكثر من أسبوعين لقيض أشعة الشمس نهارا وبرد الظلمة ليلا. وعلى خلاف ما تم ترويجه حول رفض المهاجرين الدخول للاراضي التونسية، قال رايس السفينة صحيح ان المهاجرين كانت وجهتهم الاولى اوروبا لكنهم اليوم ليس لهم أي حل للبقاء احياء غير تونس وهم مقتنعون بذلك وبصدد انتظار التعليمات التطبيقية للالتزام الذي قطعه رئيس الحكومة. من جانبه اشار رمضان بن عمر المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الى انه قد وقع التعامل مع المهاجرين وكانهم رهائن حيث سجل تنصل من المسؤولية خاصة من قبل الاتحاد الاوروبي الذي تخلى عنهم في مرحلة اولى عندما لم يستجب الى نداءات الاستغاثة واغلق موانئه امامهم ثم وبدرجة ثانية من قبل المنظمات الدولية التي تمسكت بصمتها امام التفاعل الانساني عالي الدرجة من قبل البحارة التونسيين. واشار الى ان المنتدى قد رحب بمبادرة رئيس الحكومة «الانسانية» لكنه يعتبر انها غير مكتملة حيث كان من الضروري ان الدولة التونسية ترفض في نفس الوقت اسلوب الضغط والامر المقضي الذي تحاول دول اوروبا استعماله مع تونس لجعلها محطة انزال للمهاجرين. فمن جانبها تتشبث اروربا بمبدئها «دعه يموت بعيدا عن الحدود الاوروبية» وتضغط من اجل ان تستقبل تونس نفس المهاجرين الذين رفضت استقبالهم. ويذكر ان«الصباح» قد علمت من مصادر موثوقة انه من المنتظر ان يقوم كاتب الدولة للهجرة بزيارة اليوم الى مدينة جرجيس يتم على اثرها فتح الميناء امام سفينة «ساروست 5» ويكون الدخول الرسمي للمهاجرين. ◗ ريم سوودي المفوضية السامية لحقوق اللاجئين ترحب.. ويذكر ان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد رحبت بقرار الحكومة التونسية الخاص بالسماح بإنزال 40 شخصاً تم إنقاذهم في البحر من قبل جرار بحري على ملك شركة خاصة يوم14 جويلية. وقال مازن أبوشنب، ممثل المفوضية في تونس في تصريح اعلامي ل«§الصباح»ان هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها تونس بإنقاذ المهاجرين واللاجئين المعرضين للخطر في عرض البحر. ويعد هذا جزءاً من العرف المشرّف لإنقاذ الأرواح الذي تلتزم به السلطات التونسية والمجتمع المدني في تونس، والذي ندعمه بشدة ونأمل أن يستمر». وأضاف أبوشنب»أن المفوضية وشركاءها، الهلال الأحمر التونسي والمنظمة الدولية للهجرة، على اتم الجاهزية لضمان تلقي الأشخاص الذين تم إنقاذهم بالمساعدات الإنسانية وخدمات المشورة وفقاً للإجراءات التشغيلية الموحدة المعمول بها». وأشار الى ان المفوضية تابعت على مدى الأسبوعين عن كثب تطور وضع 32 رجلاً و8 نساء، منهن اثنتان في حالة حمل وتضم المجموعة 14 كمرونياً، 5 غانيين، 5 من ساحل العاج، 4 مصريين، واثنين من السنغال، وشخصا واحدا من سيراليون. وفي سياق متصل نسقت المفوضية مع الهلال الأحمر التونسي الذي قام بأربع زيارات لتقييم الوضع الصحي والإنساني على متن القارب ولتقديم المساعدات كما تواجد موظف من المفوضية خلال الزيارة الثالثة من أجل تقييم احتياجات الحماية.