عبر الهاتف بدا صوتها متحمسا لنقل الرسالة الى الراي العام العربي والدولي الذي تعاطف مع الطفلة البطلة عهد التميمي والحديث عن محنة السجن، التي برغم قساوتها، لم تؤثر على معنوياتها ولا على معنويات ابنتها عهد، ايقونة الحرية التي تحولت الى رمز للشعب الفلسطيني.. ناريمان التميمي والدة عهد مرت على السجون الاسرائيلية اربع مرات وهي مستعدة للتضحية مجددا والوقوف في وجه الاحتلال...انه جيل جديد للمقاومة الشعبية الفلسطينية حيث تقف الاجيال المتعاقبة صفا واحدا في وجه المعتدي، وتخرج الام وابنتها والاب والابن وابنتها كما الاخ الاخت للدفاع عن الارض والعرض... هنا على أرض فلسطين ما يستحق الحياة وما يستوجب الاستنفار والتضحية ويؤكد أنه طالما ظل لعهد ومثيلاتها وجود طالما بقيت القضية حية في الاذهان تقاوم ضد كل انواع الزهايمر السياسي وانهيار الذاكرة التي يسعى الاحتلال الاسرائيلي لتشويهها أو تزييفها أو الغائها... قالت ناريمان التميمي والدة الاسيرة المحررة عهد التميمي أن هناك غصة باقية في الحلق رغم الاحساس بالسعادة بعد اعتناق الحرية، اذ يظل هناك أسرى وأسيرات في سجون ومعتقلات الاحتلال ينتظرون معانقة الحرية، وبالتالي تبقى الفرحة منقوصة. وفي تصريح خصت به «الصباح» قالت أن ما حظيت به ابنتها من استقبال شعبي ورسمي ومن محبة وتعاطف يؤكد أن حجم المسؤولية مستقبلا أشد وأعظم في مواجهة الاحتلال. وعن ظروف الاعتقال تقول ناريمان أنها كانت في نفس السجن مع ابنتها ولكن في زنزانات منفصلة وكان بإمكانهما الالتقاء في أوقات معينة عندما يسمح لهم بذلك. وعن مشاركة عهد في الامتحانات خلف القضبان تقول أن ذلك تحقق بفضل جهود كل السجينات اذ ورغم محاولة السجان منع عهد من التقدم للامتحان فان بقية الاسيرات تمسكن بذلك ورفضن مغادرة الغرفة دون عهد واتفقن على أن يكون لكل الاسيرات الحق في المشاركة في الامتحان. وعن أهمية وموقع قرية النبي صالح في مواصلة الملحمة ضد الاحتلال تقول ناريمان التميمي ان تاريخ القرية يشهد على دورها النضالي وهي القرية التي برز فيها عزالدين القسام والحسيني وغيرهم وكان من الطبيعي أن تجري دماء المقاومة في عروق اهلها وان يتوارثوا هذا الشرف. وأوضحت ناريمان أنها سادس مرة تتعرض فيها للاعتقال من طرف قوات الاحتلال وأكدت أنها مستعدة لتكرار نفس التجربة مرة أخرى من أجل تحقيق الهدف حتى طرد آخر جندي اسرائيلي من أرض فلسطين. وعن كيفية استثمار ما تحقق لعهد بعد الحملة الشعبية الفلسطينية والدولية قالت والدتها ان المطلوب من القيادة الفلسطينية أن تتبنى ما حدث وتستثمره حتى يتسنى مواصلة المشوار ونشر الرسالة النضالية. وأوضحت أن القدس عربية فلسطينية وأن على العرب أيضا شعوبا قبل الحكومات تحمل مسؤولياتهم. وعن دور اليسار الاسرائيلي في دعم النضال الفلسطيني اعتبرت والدة عهد ان اليسار الاسرائيلي يظل دوره محدودا وهو يقوم به في الإطار المتوفر، واعتبرت أن اليمين المتطرف من يضرب عرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات ولا يحترم اي قرارات. وقالت ناريمان التميمي أن عهد ورغم حالتها النفسية نتيجة المعاناة في الاسر مصرة على مواصلة الطريق، وقالت أن سلطات الاحتلال لم تفرج عنهما الا بعد انقضاء مدة الحكم بالسجن لمدة 8 شهور وقد استفادت عهد من السجن لدراسة القانون الدولي وأنها حولت السجن مع بقية السجينات الى مدرسة لدراسة القانون، مضيفة أن عهد تأمل بأن تقف في المحاكم الدولية ضد إسرائيل، وأنها ستعمل على «الكشف عن انتهاكات الجانب الإسرائيلي في المحاكم الجنائية وستحاكم إسرائيل بموجبها».. واعتقلت عهد التميمي في سبتمبر الماضي بعد أن صفعت جنديا اسرائيليا وهو ما اعتبرته سلطات الاحتلال اهانة لا يمكن القبول بها، وقام الجيش الاسرائيلي باقتحام بيت عهد تحت جنح الظلام.