يعود أصل تسمية المهرجان باسم العين إلى أن المطوية كانت تسقى من عين تسمى «العين القديمة» المنتصبة على الطريق الوطنية رقم 15، فقد ذكر المؤرخ محمد المرزوقي في كتابه «قابس جنة الدنيا» أن هذه العين كانت ممرا للقوافل التجارية الراحلة بين قابس والقيروان فدنت يوما ناقة من إحدى القوافل وقصدت العين لتشرب منها فغرقت فيها فسميت (عين المطية) ثم حرفت بعد ذلك فأصبحت العين تسمى بعين المطوية وكانت هذه البلدة التي تنتصب تحت جناح واحة ظليلة ولاّدة مناضلين كان لهم دور المساهمة الفعالة في الحركات الوطنية أيام الاحتلال الفرنسي لبلادنا إلى جانب عديد الأدباء والمفكرين واعتبارا لأن عنصر الثقافة مكمّل لما تعيشه المطوية من حركية في مثل هذه الفترة الصيفية تزامنا مع عودة أبنائها العاملين داخل البلاد وخارجها فقد دأب أهل المطوية منذ سنة 1986 على إقامة مهرجانهم السنوي المسمى «مهرجان العين للتنمية والثقافة» وكان الغرض الأسمى لهذه التظاهرة الثقافية هو صيانة التراث والمحافظة عليه وإحياء العادات والتقاليد المميزة لدى أهالي المطوية مع المساهمة في مجهودات التنمية الشاملة بالمنطقة. وبعد توقف دام لسبع سنوات لم يتردد الأهالي في إعادة الروح إلى هذه التظاهرة الثقافية خلال هذه الصائفة حيث تستعد مدينة المطوية لاحتضان الدورة السادسة والعشرين لمهرجان العين للتنمية والثقافة تحت شعار «إرادة حياة» من 10 أوت الجاري إلى غاية 15 من نفس الشهر. وتتضمن هذه الدورة الجديدة مجموعة من الفقرات الفرجوية تهدف إلى التمسك بأصالة المنطقة وحماية موروثها الثقافي بالخصوص من خلال السعي إلى إحياء عاداتها وتقاليدها الاجتماعية الراسخة لدى الأهالي بالإضافة إلى الدورات الرياضية والسهرات الفنية منها المسرحية والغنائية والموسيقية. الافتتاح وإلى جانب تنشيط شوارع المدينة بمشاركة فرقة ماجورات قابس وفوج الأمل للكشافة التونسية بالمطوية والدمى العملاقة وماجورات الشمال وجمعية الرياضات الفردية بالمطوية ونادي الرقص بدار الثقافة وفرقة مسعود بوراص للموسيقى الشعبية والفروسية يشهد يوم 10 أوت الجاري وهو اليوم الافتتاحي للمهرجان تعرض الملحمة الشعبية بعنوان «الحوتة والجريدة» من أشعار مراد بلخير وفكرة ونص ومراجعة فرح رمضان وإخراج الممثل صالح الجدي وتجسيد مجموعة جمعية «مرايا» بالمطوية بفضاء ساحة «بنور» ضمن استعراض لوحات فرجوية تجمع بين الأعمال الفنية والكلمة الموزونة من خلال استحضار جزء من تقاليد أهل المطوية المتعلقة بالصيد البحري التقليدي باستعمال تقنية «الشرفية» تستمد نجاعتها من عملية المد والجزر التي تتواصل لمدة 20 يوما خلال الشهر الواحد وهي عبارة عن مصيدة يستخدم فيها جريد النخيل كمادة أساسية لصيد الأسماك. العروض الفنية وتجمع اللقاءات الفنية بين عروض موسيقية وغنائية للفنان وليد التونسي يوم 11 أوت وفرقة «Spectacle Franco-Tunisien» يوم 12 أوت وفنان الراب «بلطي» يوم 13 أوت إلى جانب سهرة مع عرض الزيارة لسامي اللجمي يوم 14 أوت وعرض مسرحية « 3 في 1 « للفنان الكوميدي جعفر القاسمي يوم 15 أوت. شخصية الدورة من مميزات المهرجان الاهتمام بالأجيال السابقة من مبدعيها ومناضليها وقد عملت الهيئات المتعاقبة على تكريمهم تباعا انطلاقا من أول دورة الى غاية الدورة الحالية التي ستهتم بشخصية الحاج سعيد بن عمران الحسومي الذي ينفرد بخاصية الحكمة والطرافة وقد كتب في تاريخ المطوية فترك عددا كبيرا من المخطوطات في مجالات التاريخ والاجتماع والثقافة رغم أنه لم يكن من أصحاب الاختصاص بل كان يمتهن صنعة القهواجي وستقام بالمناسبة يوم 15 أوت ندوة فكرية تهتم بمسيرة هذه الشخصية الذاتية وأعمالها الاجتماعية إلى جانب إصدار كتاب أكاديمي يعنى بهذه الشخصية من إعداد الباحث في التاريخ الحديث فرح علي رمضان. وتقام على هامش أيام المهرجان دورات رياضية في كرة القدم المصغرة والكرة الحديدية بالمنتزه الحضري والألعاب الفكرية على غرار الشطرنج بمقهى سعيد الحسومي بالإضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية في فنون السينما ومسابقات في التصوير الفوتوغرافي بدار الشباب بالمطوية ومعرض الصناعات التقليدية بإعدادية محمد خير الدين بوعين.