تحت شعار "فنون ومعارف" تنظم جمعية حماية التراث بتمزرط من معتمدية مطماطة الدورة السادسة والعشرين لأيام تمزرط الثقافية من 24 (اليوم) إلى 26 أوت الجاري. تساهم هذه التظاهرة في حماية الطابع المعماري وصيانته وإحياء التراث المحلي ودفع الحركة الثقافية والفنية بالمنطقة. وتذكر كريمة عزوز مديرة هذه التظاهرة الثقافية أن جمعية حماية التراث بتمزرط تطمح من خلال هذه الأيام الثقافية بتمزرط إلى جعل هذه القرية الجبلية العريقة قطبا لمختلف المحافل الثقافية والعلمية والسياحية وحاضنة للندوات العلمية والتراثية والتظاهرات الثقافية والحرفية والتنموية وأضافت قائلة أن الجمعية حرصت على تنويع وإثراء البرمجة بفقرات تتماشى وخصوصيات القرية المعمارية والثقافية من خلال إحياء التراث الأمازيغي الذي تزخر به عديد القرى الجبلية في هذه الربوع من عادات و تقاليد بغية حفظ الذاكرة من النسيان نظرا لأن التواصل مع ماضي الجهة و التمسك بالموروث ضمان حقيقي لإستمرار الهوية. وسيشهد اليوم الأول لهذه الدورة الجديدة إقامة ورشة تراثية في مجال إحياء العادات الغذائية التقليدية المحلية من خلال التعريف بطرق إعداد أنواع الكسكسي "التمزرطي" بمساهمة مجموعة من نساء تمزرط وإجراء مسابقة في أحسن صحن كسكسي إلى جانب تنظيم ورشة في التوثيق بإشراف الأستاذ الجامعي أنيس جمعة. فيما تحتضن ساحة الغيران مجموعة من الفقرات الفرجوية المتكاملة تجمع بين المشهد التصويري الحي للوحة المرحول والشعر والغناء الشعبي حيث يؤثث كل من الشاعرين محمد بوسعيد وعلي كريد فقرات المبارزة بالشعر البدوي والغناء الشعبي تحت شعار "أصوات الجنوب" وبمشاركة كل من منير اللطيفي وحسين الزمزمي تحت أنغام فرقة عياد عبودة، وضمن ملحمة العرس التقليدي والمرحول يتابع الجمهور عرضا فرجويا تعكس لوحاته الفنية الإستعراضية ملامح الحياة اليومية البدوية والمناسبات العائلية كالجحفة إلى جانب عرض الأزياء التقليدية التمزرطية.وليلا تخصص السهرة السامورية النارية للفنان التونسي محمد بن سلامة. وتجمع فقرات يوم 25 أوت وهو اليوم الثاني بين ورشات الفنون المرئية الموجهة للأطفال و الكهول تتركز محاورها على النقائش والرموز والجداريات و الخط العربي والرسم و التلوين المائي والحروف والكتابة الأمازيغية وورشات الحرف اليدوية التي تهتم بالتطريز والمصوغ الأمازيغي منه السخاب وعطورات الزينة بالإضافة إلى ورشتي الطبخ وترديد الأصوات ويشهد هذا اليوم أيضا عرضا في المطبخ المفتوح وتمكين الأطفال من مجموعة من الألعاب الفكرية والترفيهية المفتوحة في الهواء الطلق وإقامة ندوة فكرية تتركز محاورها على "العلامات والرموز الجسدية ودلالاتها عند المرأة البربرية بالقرى الجبلية " و "الحلي التقليدي الجربي" و"الإقتصاد التضامني و الإجتماعي في إطار مشروع المهن الخضراء بقابس". ويسهر عشاق الغناء الشعبي مع الفنان الشعبي التليلي القفصي. ويخصص اليوم الختامي لهذه التظاهرة الصيفية لإقامة ندوتين علميتين الأولى موضوعها "التراث المعماري الجبلي لقرية تمزرط الجبلية بين الحفظ والواقع والاستثمار" ويتمحور عنوان الثانية حول "تثمين موارد وثروات البيئة شبه الصحراوية" إلى جانب القيام بخرجة استكشافية بيئية في القرى الجبلية وإقامة السهرة الطربية للفنانة الليبية أسماء سليم ليلا.