تنظّم جمعيّة إفريقيا المتوسط للثقافة بدعم من وزارة الشؤون الثقافيّة والمعهد الثقافي الإيطالي بتونس الدورة 13 من ملتقى هرقلة السينمائي وذلك من 25 إلى28 أوت الجاري. ويتضمن برنامج الدورة الجديدة عروضا في الهواء الطلق ونقاشات وورشات للتكوين تمثّل فرصا لتبادل الأفكار والتجارب بين محترفين فن السينما وشباب قادم من أفق ومشارب متعدّدة. وتتزامن الدورة الثالثة عشر للملتقى مع ذكرى خمسينيّة قدوم المخرج الإيطالي الكبير، روباربو روسليني، وفريقه لمدينة هرقلة لتصوير مسلسل "إنجازات صحابة المسيح" سنة 1968 وقد بقي هذا الحدث عالقا إلى حدّ الآن في المخيّلة الجماعيّة لأهالي البلدة. وتمثّل هذه الذكرى بالنسبة للمنظمين فرصة لإعادة جزء من ذاكرتها السينمائيّة إلى هرقلة ومنها إلى تونس. وككل مهرجان سينمائيّ تبقى العروض حجر الأساس وقد تمت برمجة الأفلام التاليّة: إنجازات صحابة المسيح (1968 – أيطاليا، فرنسا، المانيا، اسبانيا) لروبارتو روسيليني، دكتور بوبول (1972 – فرنسا، ايطاليا) لكلود شبرول وتمثيل جون بول بلموندو، طفل في الزحام (1967 – تونس) للطفي لعيوني، على خطى بعل (1971 – تونس) لعبد اللطيف بن عمّار، لتحيا الموت (1971 – تونس، فرنسا) لفرناندو أرابال، الفيلم الوثائقي "هرقلة" (1966) من إنتاج الشركة السويديّة "صبرا فيلم. كما سيعرض التلفزيون التونسي مجموعات من أرشيفه حول هرقلة خاصة ما وقع تصويره في السنوات الثمانين والتسعين. يشمل البرنامج كذلك عروضا لأفلام حول إمكانات الحفاظ على الذاكرة السينمائية في تونس وحتى يتمكّن أهالي هرقلة وجمهورها من استرجاع ارثهم السمعي البصري بصفة أشمل ينتظم معرض يجمع ستين صورة فوتوغرافيّة أنجزها المصوّر كارلو فيوراتي سنة 1968 حول أنشطة الحرفيين بهرقلة مثل صناعة الحلفاء وغيرها وكان ذلك بمناسبة تصوير " إنجازات صحابة المسيح" بهرقلة. ومن المؤكد أن الدورة 13 للتظاهرة السينمائية ستكرس توجه المهرجان الذي يحاول جمع شظايا ذاكرة المدن الجميلة ومنها ذاكرة هرقلة التي وبعد 50 سنة، ويحاول أن يسجّل الإيجابيات والسلبيات التي صاحبت طريقها نحو الحداثة مثلها مثل بقيّة الجهات التونسيّة. وعلى هذا الأساس يقترح المهرجان مائدة مستديرة تنظم صباح يومي 27 و29 أوت لتحسيس المتداخلين في المجتمع المدني بأهميّة الإرث السينمائي والأيقونوغرافي واستعجال جمعه وحمايته والمحافظة عليه. وفي نفس التوجّه، تتمحور الورشات الموجّهة للأطفال والشباب لهذه الدورة حول التركيز على المحافظة على التراث خاصة على المستوى الشخصي والعائلي والخاص وسيكون ذلك تحت اشراف كمال بالليل بالتعاون مع نادي سينما تونس وجمعيّة "هرقلة المستقبل".