توفيت ظهر أمس جدّة الطفلة التي تم اختطافها نهاية الاسبوع الماضي من منزل عائلتها بجهة قبلاط من ولاية باجة. ومن جهة اخرى تمكن مساء أمس الأول أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمجاز الباب من ولاية باجة من إماطة اللثام عن حادثة اقتحام مجهولين لمنزل بجبل الريحان بمنطقة قبلاط والاعتداء على امرأتين واختطاف طفلة لم يتجاوز سنها 15 سنة، حيث تمكنت الوحدات الأمنية من العثور على الطفلة المخطوفة وكانت ملقاة على حافة أحد الأودية بجبل الريحان وقد كانت في حالة إغماء شبه كلي واستنادا لما أدلت به من معطيات تمكنت الوحدات الأمنية من تحديد هوية المعتدين وإلقاء القبض عليهم في وقت وجيز وهم أربعة أشخاص من بينهم فتاة وشقيقان وبإذن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بباجة تم الاحتفاظ بهم جميعا لمزيد التحري معهم لإحالتهم لاحقا على أنظار القضاء من أجل ما نسب إليهم من أفعال. ووفق ما تحصلت عليه «الصباح» من معطيات بخصوص الحادثة فإن العائلة التي تعرضت للاعتداء أصيلة الجهة وتتكون من جدة وابنتها وحفيدتها وبعد وفاة الجد اصبحن يعشن بمفردهن بالمنزل المذكور، حيث عدن إليه مؤخرا (منذ أقل من شهر تقريبا) بعد أن كن يقطن بمنطقة العقبة بالزهروني غرب العاصمة لدى أقربائهن. وعن صورة الواقعة فان المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هؤلاء المعتدين عمدوا خلال الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت الماضيين لدى حضورهم حفل ختان على مقربة من المنزل الذي حصلت به الواقعة تناولوا خلاله ما كميات هامة من الخمر التي لعبت برؤوسهم وجعلتهم يخططون لعملية الاقتحام واختطاف الطفلة، وللغرض عمد هؤلاء الجناة وهم ثلاثة شبان وفتاة عند الواحدة والنصف صباحا إلى اقتحام المنزل المذكور وقاموا بالاعتداء بالضرب والركل على الجدة وابنتها ما تسبب لهن في إصابات خطيرة جعلتهن يسقطن أرضا مغشيا عليهن فاستغلوا تلك الفرصة وقاموا بخطف الطفلة التي كانت تبلغ من العمر 15 سنة، وتوجهوا بها إلى أحد الأودية بالجهة أين تداول اثنان منهم على مفاحشتها ما جعلها تدخل في حالة من الإغماء وتركوها هناك ملقاة أرضا وفي حالة صحية سيئة وفروا إلى وجهة غير معلومة. ووفق ذات المعطيات فان الجدة والابنة ورغم حالتهن الصحية الصعبة فقد تحاملت إحداهما على نفسها وبادرت بطلب النجدة من الاجوار الذين حل عدد منهم بالمنزل وقاموا بإعلام الوحدات الأمنية بالجهة لتحضر دورية أمنية على عين المكان في وقت وجيز وتقوم بالإجراءات القانونية اللازمة ليتعهد لاحقا أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمجاز الباب بموجب إنابة قضائية بالبحث في ملابسات الواقعة. وللغرض تم تكثيف العمل بإجراء الأبحاث والتحريات اللازمة منذ السبت الماضي وبعد مضي يومين ونصف تم العثور على الطفلة المخطوفة مساء الاثنين عند أحد الاودية وتكاد تكون فاقدة لوعيها وفي حالة نفسية وجسدية يرثى لها فتم على الفور طلب الحماية المدنية لإسعافها ثم تم توجيهها إلى إحدى المستشفيات بالعاصمة وهي في حالة إغماء، وبعد التصريحات الأولية للطفلة المخطوفة التي أدلت بهوية خاطفيها وبأسمائهم تم بعد إجراء الأبحاث اللازمة إيقافهم جميعا في ظرف وجيز من قبل أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمجاز الباب والاحتفاظ بهم على ذمة القضية. إنابة قضائية وبحسب ذات المعطيات المتوفرة فان النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بباجة أصدرت إنابة قضائية للإدارة الفرعية لمقاومة الإجرام ببن عروس لمواصلة الأبحاث مع جملة المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم لإحالتهم لاحقا على إحدى الدوائر الجنائية من اجل ما نسب إليهم من تهم. وعن الأسباب الأولية لاقتراف هؤلاء المتهمين لفعلتهم فإنها تتمثل بحسب الأبحاث والتحريات الأولية في وجود مشاكل عائلية سابقة فضلا عن أن علاقة عائلة المتضررة بجيرانها تشهد نوعا من التوتر زيادة على حالة السكر التي كان عليها أغلب المتهمين لتساهم جملة تلك العوامل في حصول الواقعة.