واصل منذ أول أمس عمال وعاملات مصنع "طوم" بوادي الليل إضرابهم عن العمل واعتصامهم المفتوح أمام باب المصنع إثر تنفيذهم لوقفة احتجاجية بمقر ولاية منوبة يوم الاثنين الماضي كانوا قد طالبوا خلالها السلط الجهوية بالتدخل وإيجاد حل ينهي الإشكال القائم المتمثل أساسا في إيقاف ثمانية عمال بينهم نقابيان عن العمل ووجوب مرورهم على مجلس التأديب. وهو القرار الذي تم اتخاذه من طرف إدارة المؤسسة عقب الاتفاق المبرم خلال جلسة العمل المبرمة يوم 14 أوت الجاري بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والتي شهدت مشاركة كل الأطراف ذات الصلة وانتهت بإقرار الصلح بين إدارة مصنع "طوم" والعاملين به والعودة لاستئناف العمل المتوقف منذ 17 جويلية الماضي على أساس اعتماد مبدأ النقاش ووضع المصلحة العامة للمصنع والعاملين به فوق كل اعتبار.. وقد كان لأحمد السماوي والي منوبة لقاء بعدد من ممثلي النقابة الأساسية بالمصنع من جهة ولقاء آخر جمع جمال الجويني المعتمد الأول بولاية منوبة ببقية العمال والعاملات حيث تمت دعوتهم إلى استئناف العمل من جديد وقبول الاتفاق المبرم مؤخرا مع توفير الضمانات الكافية من اتحاد الشغل والولاية لمسار عادل لمجلس التأديب ومواصلة التفاوض مع إدارة المصنع من أجل تهدئة المناخ واستئناف العمل في ظروف طيبة. دعوة رفضها العمال المحتجون واعتبروا انها غير كافية لضمان حق زملائهم في العودة لمراكز عملهم والموافقة عليها يمكن ان تتحول الى إقرار منهم بتهم يرونها كيدية ووهمية وجهت الى زملائهم الهدف منها الانتقام من بعضهم بسبب وقوفهم وإصرارهم على ضرورة تفعيل بنود اتفاق شغلي صرف تم إمضاؤه منذ 27 جانفي 2011 .. وفي هذا الإطار وخلال اتصال قامت به "الصباح" بزياد بوقطف الكاتب العام للنقابة الأساسية لعمال "طوم" أكد على تجديد رفض كل العمال لسياسة لي الذراع التي تمارسها إدارة المصنع ومحاولتها تشريد عائلات بأكملها وتفقيرهم عبر قطع أرزاقهم رغم ما أبدوه من استعداد تام لاستئناف العمل تحت غطاء القانون ومخرجات جلسات الصلح الأخيرة مذكرا في ذات السياق بخذلان الجامعة العامة للاتحاد لكل عمال المصنع والتخلي عنهم في ظروف أقل ما يقال عنها أنها سيئة وقاسية خاصة في هذه الفترة التي جمعت عديد المواعيد كان آخرها عيد الأضحى في انتظار العودة المدرسية ..