فسرت مصالح الادارة الجهوية للبريد بصفاقس حالة الاكتظاظ غير المسبوقة بمختلف المكاتب والفروع، بعملية التنسيق "المتأخرة" بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والديوان الوطني للبريد، لاعتماد البطاقات الالكترونية في اجراءات الترسيم، وبترويج هذه البطاقات للطلبة الجدد في مراكز المعتمديات دون غيرها، وتعميم اعتماد البطاقة لتلاميذ الاعدادي والثانوي، وهو الاجراء الوطني الذي تم تطبيقه هذا العام، ساهم في خلق حالة من التزاحم والتدافع والاكتظاظ، داخل مكاتب البريد لاقتناء البطاقات الإلكترونية قصد القيام بإجراءات الترسيم المدرسي والجامعي. وأفاد التوهامي دريرة رئيس المصلحة التجارية بالإدارة الجهوية للبريد، حول اسباب هذا الاكتظاظ غير المسبوق، ان عملية التنسيق لاعتماد البطاقات الالكترونية في اجراءات الترسيم المدرسي والجامعي، كانت في اجال قصيرة وسريعة، وهي اجراءات جديدة تعتمد لأول مرة مع الطلبة الجدد، وتلاميذ الثانوي والإعدادي، الى جانب الخلل المسجل، في عملية تزويد المكاتب بمختلف انواع البطاقات، وخاصة تلك التي تهم الطلبة الجدد، والتي لم تتوفر بمراكز البريد وسط المدينة، ومن ذلك ان 16 مكتب بريد بصفاقس من اصل 54 تباع فيها بطاقة شاب الخاصة بالطلبة الجدد، وكذلك بطاقة "سمارت" الموجهة للطلبة القدامى، والبطاقات الموجهة للتلاميذ في الاعدادي والثانوي، مؤكدا ان حالة الاكتظاظ هذه ظرفية، تزامنت مع العودة المدرسية والجامعية، بعد ان تم حذف الطوابع البريدية والظروف، ليتم استخلاصها الكترونيا، وهي الاجراءات التي تم الاستعداد لها فنيا وتقنيا على المستوى المركزي. تعطيل؟ وأشار التوهامي دريرة الى ظروف العمل الصعبة لموظفي البريد في مقر الادارة الجهوية، بسبب عدم اكتمال البناية التي كان من المفترض تسلمها سنة 2012 رغم الميزانية التي خصصت لتجديدها والمقدرة بحوالي 2 مليارات، وذلك بسبب التعطيل الذي مارسته وزارات الثقافة والتجهيز، بخصوص واجهتها الخارجية، والمقاول الذي تقاعس كثيرا في تنفيذ الاشغال واستكمالها في الآجال. تنسيق وتأخير وذكر احمد بن صالح الكاتب العام للنقابة الاساسية للبريد بصفاقس ان حالة الاكتظاظ غير المسبوقة المسجلة هذه الايام في مختلف المكاتب، مردها عدم التنسيق المسبق والجيد بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي من جهة والديوان الوطني للبريد من جهة ثانية، وذلك قبيل الانطلاق في اعتماد منظومة الترسيم للطلبة الجدد وتلاميذ الاعدادي والثانوي، والتي شرع في تنفيذها بصفة متأخرة خلافا للسنة الماضية، اضافة لعدم تطبيق خطة اعلامية واتصالية جيدة، للتعريف بهذه الاجراءات لفائدة التلاميذ والطلبة والأولياء، ونقص الاعوان المسجل في مكاتب الاستقبال وشبابيك الارشاد والتوجيه، والموضوعين على ذمة مثل هذه الخدمات البريدية الجديدة. حصص ليلية وقال الكاتب العام للنقابة الاساسية للبريد، في ذات السياق، ان الوزارات المعنية قررت في آخر وقت اعتماد البطاقة الالكترونية للترسيم في المعاهد الثانوية والاعداديات والجامعة والمبيتات الجامعية، رغم مجهود البنوك في هذا المجال، مؤكدا ان عدد الاعوان غير كاف في مكاتب الاستقبال، فيما لم يتم توزيع البطاقات الالكترونية – حسب قوله – بصفة مبكرة على مكاتب البريد، مطالبا الجهات المعنية بالإسراع في اعتماد حصص عمل اضافية وليلية، مثلما تم العمل به في ولايات المهدية وسوسة ونابل، حيث يتواصل عمل مكاتب البريد الى التاسعة ليلا خلال الموسم السياحي، وداعيا الى تدارك الأمر بان يتم تجنيد مختلف اصناف الاعوان والموظفين لتسهيل مهمة التلاميذ والطلبة، في اجراء عمليات الترسيم، وإصلاح وتحيين المنظومة الالكترونية المعروفة ب "الريزو" وتقديم مواعيد الترسيم في السنوات القادمة الى منتصف شهر اوت قصد تفادي حالات الاكتظاظ المسجلة هذا العام.