القدس المحتلة (وكالات). هل فعلاً وجّه الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، طلبًا لإجراء لقاءٍ "وجهًا لوجه" مع رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، خصوصًا وأنّ الأخير قطع علاقاته مع الإدارة الأمريكيّة بعد اعترافها بالقدس المُحتلّة عاصمةٍ أبديّة لإسرائيل في شهر ديسمبر من العام الماضي؟ تقول شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 و13 في التلفزيون العبريّ) انّ ترامب عرض على عبّاس الاجتماع معه على حدّةٍ على هامش أعمال الجمعية العامّة للأمم المُتحدّة الذي ينعقد الشهر الجاري في نيويورك. وقالت مُراسلة الشؤون السياسيّة في شركة الأخبار، دانا فايس، في النشرة المركزيّة الثلاثاء، إنّ الرئيس الأمريكيّ ترامب عرض على عبّاس الاجتماع معه بواسطة مُقرّبين منه في نيويورك، ولكنّ عبّاس رفض الاقتراح ووضع شروطًا أهمّهما إبعاد جميع أعضاء الطاقم الأمريكيّ المسؤول عمّا تُسّمى ب"عملية السلام، وفي مُقدّمتهم مُستشار ترامب وصهره، غاريد كوشنير، ومبعوث الرئيس الأمريكيّ لمنطقة الشرق الأوسط، جيسون غرينبلاط. جديرٌ بالذكر أنّ كوشنير وغريبلاط هما يهوديان. وتابع التلفزيون العبريّ قائلاً، نقلاً عن مصادر إسرائيليّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى، إنّ الوسيط بين ترامب وبين عبّاس هو رجل الأعمال اليهوديّ-الأمريكيّ رون لاودر، المُقرّب جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والذي زار مؤخرًا المنطقة واجتمع إلى نتنياهو وعبّاس وإلى الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي، والعاهل الأردنيّ، الملك عبد الله الثاني. علاوةً على ذلك، أوضحت المصادر عينها، بحسب التلفزيون العبريّ، أنّ الإدارة الأمريكيّة قامت بإبلاغ كبار قادة السلطة الفلسطينيّة بأنّ عرض خطّة السلام الأمريكيّة، التي باتت تُسّمى إعلاميًا ب"صفقة القرن" لإنهاء الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ سيتّم تأجيل عرضها إلى ما بعد إجراء الانتخابات النصفيّة للكونغرس، والتي من المُزمع إجراؤها في بداية شهر نوفمبر من العام الجاري، وشدّدّت المصادر نفسها على أنّه من المُمكن أنْ تقوم إدارة ترامب بتأجيل عرض "صفقة القرن" إلى العام القادم 2019، إذا تبينّ أنّ إسرائيل مُقبلةً على انتخاباتٍ عامّةٍ، كما أكّدت المصادر للتلفزيون العبريّ. ولفتت المصادر الإسرائيليّة، بحسب التلفزيون إلى أنّ الاقتراح الأمريكيّ بتأجيل عرض خطّة السلام الأمريكيّة يحمل في طيّاته رسالةٍ من واشنطن إلى رام الله، وتحديدًا إلى رئيس السلطة عبّاس، مفادها أنّه في حال عودته إلى طاولة المُفاوضات، فما زال بإمكانه التأثير على بنود الصفقة بما يتماشى مع المصالح الفلسطينيّة، وإلّا يُملى عليه شيئًا كان قد تمّت صياغته وتحضيره للتوقيع عليه. وتابع التلفزيون العبريّ قائلاً، نقلاً عن مصادر سياسيّة مُطلعّةٍ في العاصمة الأمريكيّة واشنطن، إنّ رئيس السلطة عبّاس وضع شروطًا من أجل إخراج الاجتماع مع ترامب إلى حيّز التنفيذ، حيث أوضح المُقرّبون منه أ،ّه لا يُمكن عقد الاجتماع بين ترامب وبين عبّاس بدون حصول الفلسطينيين على مقابل سياسيٍّ مهمٍ، والذي من شأنه أنْ يُعيد الثقة المفقودة بين الطرفين، على حدّ قول المصادر.