سجلت حركة سير القطارات (الخطوط البعيدة والأحواز الجنوبية بالعاصمة وأحواز الساحل والنقل الحديدي للبضائع)، أمس اضطرابات نتيجة إضراب قطاعي نفذه أعوان الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، والذي دعت إليه الجامعة العامة للسكك الحديدية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، وذلك بعد عدم التوصل إلى اتفاق خلال الجلسة الصلحية التي انعقدت أول أمس بمقر وزارة النقل والمتعلقة بالخط رقم 13 الرابط بين صفاقس وتوزر وعدم تمكن سلطة الإشراف من إيجاد حلول عملية تنهي الاعتصامات المفتعلة على هذا الخط. من جهتها قامت وزارة النقل بتوفير وتجنيد حافلات لنقل المسافرين لتجاوز الاضطرابات الناتجة على الإضراب، إلا أن ذلك لم يخفف كثيرا من معاناة المواطنين الذين فاجأ قرار الاضراب الكثيرين منهم والذين وجدوا أنفسهم مضطرين للبحث وبأقصى سرعة عن وسائل نقل أخرى بديلة للحاق بمقرات عملهم أو لقضاء شؤونهم، حيث لم تكن تلك الحافلات كافية لحل الاشكال القائم. هذا وأكدت نقابة السكك الحديدية في بيان لها أمس نجاح الإضراب واستنكرت عملية التسخير التي قامت بها سلطة الإشراف واعتبرت أنها لا تستجيب للضوابط القانونية، على حد وصفها. يذكر أن هذا الإضراب قد تم تأجيله مرتين، وذلك على اثر جلسة تفاوض انعقدت يوم 1 أوت الفارط بمقر وزارة النقل جاءت بعد عدد من الجلسات ضمت ممثلين عن الوزارة والرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية والرئيس المدير العام لشركة أشغال السكة الحديدية والأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل صلاح الدين السالمي وممثلين عن الجامعة العامة للسكك الحديدية وممثلة التفقدية العامة للشغل، حيث تم الاتفاق على تأجيل الإضراب العام المزمع تنفيذه يوم 2 أوت المنقضي إلى يوم 16 أوت 2018. وأكّد الطرفان حينها ضرورة مواصلة التفاوض بشأن المطالبة المطروحة من قبل الطرف النقابي والمتمثلة في فض اعتصام مجموعة من الشباب طالبي الشغل بسيدي بوزيد المعطلين للخط رقم 13 الرابط بين صفاقسقفصة وتوزر والذي تولت وزارة النقل اتخاذ كل الإجراءات القانونية في شانه، وإدماج أعوان شركة أشغال السكك الحديدية ضمن الشركة الوطنية للسكك الحديدية وتطبيق الاتفاقيات المبرمة، كما تم تأجيل إضراب 16 أوت 2018 إلى يوم 6 سبتمبر الجاري. هذا وأوردت الشقيقة «الصباح نيوز» أمس أن الخسائر التي تكبدتها شركة السكك الحديدية جراء إغلاق الخط عدد 13 الرابط بين صفاقس وتوزر بسبب الاعتصامات التي شهدها خط السكك الحديدية عدد 13 منذ سنة 2012 إلى اليوم، بلغت 530 مليون دينار. وهذه الخسائر تعتبر رقم المعاملات الذي كانت ستحققه الشركة لو تواصل نشاط هذا الخط والمتمثل في نقل البضائع والفسفاط والمسافرين