فقدت الساحة الفنية العربية والأوروبية - والفرنسية خاصة - في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء 12 سبتمبر 2018 رشيد طه فنان الراي والروك الذي اصدر أول البوم له سنة 1966 وكان بعنوان « اوليه ..اوليه» واشتهر وذاع صيته في نهاية ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.. موت مفاجئ جاء على اثر أزمة قلبية حادة جدا تسببت في وفاته أثناء نومه في منزله في احواز باريس حيث يقيم . رشيد طه جزائري من الجيل الأول من المهاجرين الجزائريين الذين استقروا في فرنسا عمره 59 سنة مولود يوم 18 سبتمبر من سنة 1958 في وهران بالجزائر هاجر الى فرنسا في سن العاشرة مع عائلته في ستينات القرن الماضي. عمل في المقاهي والمطاعم والمصانع، ثم تعلقت همته بالموسيقى فأحبها وعاش لها وكون مع مجموعة من أصدقائه المهووسين بالروك والراي فرقة موسيقية أطلقوا عليها اسم «بطاقة إقامة» ، وحاولوا تقديم تجربة مختلفة بمزج اللونين معا، وحاولوا من خلال أغانيهم لفت النظر إلى كثير من المشاكل التي كانت تواجه المهاجرين المغاربة وأهمها وقتها الجوع والفقر والعنصرية والتهميش. وكان رشيد في بداية مسيرته يمزج بنجاح الروك الانقلو ساكسوني بالموسيقى الجزائرية ثم اصدر العديد من الألبومات التي مزج فيها الموسيقى والثقافة الجزائرية والشرقية بالموسيقى الالكترونية الغربية وأبدع أغنية من التراث الجزائري عنوانها «يا رايح وين مسافر» عام 1997 التي اشتهر بها وكون من خلالها قاعدة جماهيرية كبيرة حتى أصبحت هذه الأغنية ومعها أغنية «عبد القادر» بمثابة شعار لكل المهاجرين العرب وخاصة من شمال إفريقيا نحو البلدان الأوروبية وأصبحتا من الأغاني التي تردد في المناسبات الخاصة والعامة في تونس. رشيد طه رغم تأكد شهرته ورغم انه كان وقتها من نجوم الراي والروك العربي (اذ يمتلك حضورا طاغيا ومتميزا على كل ركح يعتليه وهو ممسك بسيجارته التي اشتهر بها وتعود عليها جمهوره) بأغاني مثل «منه المغاربي» زاد نجمه تلألؤا عندما غنى مع الشاب خالد والشاب فضيل أغنية «عبد القادر» وكون وإياهما فريقا سنة 1998 اكتسح الساحة الغنائية العربية. توفي طه رشيد قبل أن يصدر ألبومه الأخير الجاهز والذي كان من المفروض أن يقدمه لجمهوره في بداية سنة 2019 وهو الذي اشتهر بأغنية «برة برة» وهي إحدى أغاني البوم «صنع في المدينة» وأغنية «روك القصبة» التي غناها باللغتين الفرنسية والعربية مع أعضاء فرقة «ذا كلاش» وأغنية «عبد القادر» التي صدرت في البوم « 1 2 3 شموس « وأغنية «شعلت النار في قلبي» وأغنية «يا المنفي» والبوم «ديوان» الذي اشتمل على أفضل الأغاني الجزائرية والبوم «تيكتوي» والبوم «ديوان 2 «والبوم «اوليه اوليه» والبوم»bonjour» وفي عام 2013 أطلق ألبوما بعنوان Zoom» الذي اشتمل على 9 أغاني جديدة وأغنيتين بتوزيعات جديدة هما «فولا فولا» و»زوبيده». كان آخر لقاء لرشيد طه مع جمهوره في الأردن حيث شارك في الحفل الغنائي الذي جمع فريقي «أوتوستراد» الأردني و»شارموفرز» المصري ضمن مهرجان «ساوند كلاش»، في العاصمة الأردنيةعمان وغنى أحلى وأشهر أغانيه التي يحفظها كل العرب ومن بينها «يا رايح وين مسافر». خبر وفاة الفنان العربي رشيد طه الذي ورد في بيان أصدرته بوكالة «فرانس برس» ونعاه فيه ابنه وأفراد عائلته والشركة التي تنتج له ألبوماته، تقبله جمهوره وأصدقاؤه بكثير من الذهول والحزن والألم ذهول لأنه كان بصحة جيدة وفي أوج نشاطه. والحزن العميق والألم لأنه عرف بحسن المعشر وبحبه واحترامه لأصدقائه العرب والفرنسيين الذين أحبوا كثيرا النسخة الجديدة من أغنية شارل ترينيه «دوس فرانس».