تجاوز اليوم حجم المكعبات المجمعة بوحدة لف وتعليب النفايات بمنطقة «تالبت» من عمادة سدويكش بجزيرة جربة ال 130 ألف مكعب ما يعادل 1 طن للمكعب الواحد وبطاقة استيعاب تقدر ب120 طنا لليوم وتتجاوز خلال فترات الذروة والتي تتزامن أساسا مع الموسم السياحي ال 200 طن في اليوم خاصة ان 40 % من النفايات المجمعة في الجزيرة هي متاتية في الأصل من الوحدات الفندقية. كمية رأى متساكنو المنطقة انها تحولت خلال الثلاث سنوات الماضية الى كارثة بيئية بعد ان تلف جزء هام منها بفعل العوامل المناخية (الامطار والرياح) ونتفت الطيور جزءا آخر، هذا فضلا على ما بدأت تفرزه منذ اكثر من السنة من روائح كريهة وسوائل متعفنة ناتجة عن انحلال ما تحتويه المكعبات من مواد عضوية.. في المقابل تعتبر السلط الرسمية أن الوضع قد تعكر، وأصبح من الضروري ايجاد حل نهائي للمشروع الوقتي لتعليب النفايات الذي كان يفترض ان ينتهي العمل به منذ ماي 2016 اي مع انتهاء السنة التي اكد وزير الجماعات المحلية والبيئة انه سيتم بعدها ايجاد حل نهائي لمشكل تجميع النفايات على جزيرة جربة وغلق مركز التجميع. اتفاق او تعهد، فشلت وزارة الجماعات المحلية والبيئة في تنفيذها حيث جوبهت محاولة التخلص من المكعبات عبر نقلها الى الصحراء (على الاغلب مصب بوحامد ولاية مدنين) في 2016 بالرفض من قبل المواطنين. وبين مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بدر الدين الاسمر، ان اللزمة التي فتحتها الوكالة فيما يتعلق بالتجميع ومعالجة وتثمين النفايات على جزيرة جربة لم تجد اي صدى يذكر فحتى الذين تقدموا بعرض في مرحلة اولى تراجعوا عنه عند مطالبتهم بالعروض المالية والتقنية. وعلى خلفية ما عاشته الجهة من تحركات مطالبة بايجاد حل نهائي لمصب «تالبت» افاد الاسمر الوكالة سعت، بالاضافة الى رش المبيدات ومزيل الروائح للحد من الانعكاسات السلبية للمكعاب، الى تغطية الجزء غير المغطى من المكعبات لتفادي مزيد تلفها وعزلها على محيطها الخارجي هذا فضلا على تنفيذ حل وسط وقتي يتمثل في التصرف في النفايات بالمعالجة الاولية الميكانوبيولوجية المبسطة لما في ذلك من ايجابيات من ناحية الحد من التاثيرات السلبية على الببيئة بالاضافة الى المعالجة البيولوجية وتجفيف النفايات لضمان عدم تفاعلها وافرازها لغازات او عصارة نفايات مضرة. وعن التداعيات البيئية للمكعبات مع تجاوزها الفترة المقررة لبقائها (ثلاث سنوات) قال بدر الدين الكعبي انه من العادي ان يصبح للمكعبات اثر بيئي امام ما تتعرض له من تاثيرات مناخية دورية، «لا يمكن تحديد او ضبط كم يمكنها الصمود بعد فليس لنا تجربة في تقنية المكعبات بعد ومع انه يبدو انه من المهم التوقف على تجميع المكعبات الى ان يتم ايجاد الحل النهائي لها». وقد سجل الاسبوع الماضي اجتماع بمقر رئاسة الحكومة بحضور رئاسة الحكومة ووزير التنمية والتعاون الدولي ومختلف رؤساء بلديات جزيرة جربة افضت الى جملة من القرارات كان من ابرزها تكوين فرع للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات مقره دائرة سدويكش ببلدية ميدون لكن في المقابل لم يكن قرار ايقاف تجميع المكعبات من ضمن القرارات التي تم اتخاذها واكتفت الجلسة التي انعقدت الخميس الماضي برصد اعتمادات مالية لفائدة بلديات جربة الثلاث من اجل مساعدتها على التقليص في حجم النفايات. ويذكر ان المصب الوحيد المراقب لمعالجة النفايات على جزيرة جربة كان بمنطقة قلالة وعلى خلفية سلسلة من التحركات من قبل متساكني الجهة سنة 2012 تواصلت الى غاية 2013 تم اغلاقه. وتعتبر الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ان مصب قلالة يتميز بخصوصيته الفنية وبطاقة استيعاب تتجاوز ال15 عاما من النفايات المنزلية فضلا على انه مرفق ب3 مراكز تحويل.