أقدم عدد من مديري المؤسّسات التّربويّة بعدد من معتمديّات ولاية سوسة ولاسيّما الرّيفيّة منها عشيّة الخميس خاصة اثر التقلّبات المناخيّة التي كانت مصحوبة بنزول كميّات وافرة من الأمطار الرّعديّة المرفوقة برياح قويّة على تسريح التّلاميذ خلال الفترة المسائيّة بداية من السّاعة الثالثة وما يليها فيما ارتأى مديرون آخرون ببعض الإعداديّات والمعاهد الثانويّة إلغاء الحصّة الأخيرة المقرّرة من الساعة الخامسة وإلى حدود السّادسة مساء حتّى يتمكّن التّلاميذ من إدراك الحافلات والعودة إلى منازلهم قبل حلول الظّلام، اجتهادات وتقديرات للوضع خلّفت ردود فعل متباينة فلئن بارك البعض الإختيارات واعتبرها استثنائيّة تراعي الظّرف المناخي الصّعب فإنّ غالبيّة الأولياء ولاسيّما في المناطق الرّيفيّة استنكروا الخيار وأجمعوا على فقدانه لأيّ سند قانوني ورأوا فيه تنصّلا من المسؤوليّة وهو ما يفسّر موجة الإستياء والإستنكار التي بلغت حدّ الإحتجاج والتشنّج الذي طبع مواقف عدد من الأولياء الذين تفاجأوا بتسريح أبنائهم رغم حداثة سنّهم قبل حلول موعد المغادرة واعتبروا أنّ الأمور لاتعالج بمثل هذه القرارات الإرتجاليّة وحمّل الكثير منهم وتوعّد بتتبّع متّخذي هذا القرار قضائيّا وإداريّا في صورة حصول مكروه لمنظوريهم ورأى الأولياء أنّ الحكمة في مثل هذه الأوضاع المناخيّة تقتضي التريّث والهدوء والتّضحية وذلك بالتمسّك بالإحتفاظ بالتّلاميذ في فصولهم بين مربّيهم إلى حين انتهاء التّوقيت الرّسمي ومن ثمّة التّفكير وإحكام التّنسيق مع الجهات المعنيّة وأولياء من تعذّر عليه القدوم لاصطحاب ابنه للمنزل وتأمين عمليّة عودتهم وخصوصا في المناطق الرّيفيّة التي تتميّز بكثرة الوديان وصعوبة المسالك الريفيّة عوض «القذف» بهم قبل وأثناء تهاطل الأمطار خارج أسوار المؤسّسة دون رقيب وهو ما يطرح بقوّة ضرورة أن تفكّر سلطة الإشراف ومن خلالها مندوبيّات التّربية في تقنين العمليّة وسنّ قانون لمثل هذه الحالات الطّارئة يوضّح المسألة ويحمي جميع الأطراف ويضع حدّا لاجتهادات شخصيّة وجدت ما يبرّرها في ظلّ تواصل غياب نصّ تشريعي واضح.