شهدت الدورة التأسيسية لأيام قرطاج للفن المعاصر والتي اختتمت أمس الأحد 23 سبتمبر الجاري، بعض الاحتجاج والغضب من قبل جانب من الفنانين التشكيليين التونسيين سواء في تدخلاتهم على هامش الندوة الصحفية أو على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وللكشف عن أسباب هذا الاستياء اتصلت «الصباح الأسبوعي» بالفنان التشكيلي حسين مصدق، الذي قدم مشروع «شقف» في جزيرة قرقنة ضمن فعاليات أيام قرطاج للفن المعاصر فأعرب محدثنا عن احتجاجه الشديد على الطريقة التي تعاملت بها مديرة الأيام وهيئتها التنفيذية مع المشاريع المقدمة للمشاركة، حيث تسببت من منظوره في إهانة عدد من الفنانين ومشاريعهم الفنية المبتكرة والخلاقة والتي قدمت في الجهات كما تبنى الفنان التشكيلي حسين مصدق فكرة دفاعه على زملائه من خلال مشروعه الفني الذي أنجزه وعبر عن احتجاجه الشديد بسبب الغموض الحاصل في تركيبة لجنة انتقاء «مشاريع الجهات» التي عرضت في أيام قرطاج الرئيسية ويعتبر ما وقع في انتقاء مشاريع قرقنة اعتداء صارخا على الفن التونسي والتجارب الفنية المميزة قائلا: «تم انتقاء مشروع بسيط لم يلفت الانتباه في قرقنة على غرار مشروعه الفني، الذي قدمه ومشاريع زملائه الآخرين كما أن المشروع المختار للعرض في مدينة الثقافة فكرته مسروقة ومقلدة ومكرر ولا يخضع لشرط العقد، الذي أبرمه الفنانون أصحاب المشاريع المقبولة مع المؤسسة الوطنية للمهرجانات من زاوية الابتكار والتجديد والفرادة والعرض لأول مرة وهو ما يتنافى مع مواصفات المشروع الذي مررته اللجنة وينافي جهد وزارة الشؤون الثقافية في تكريس مفهوم حقوق المؤلف والملكية الفكرية والأدبية للفنان». وتساءل محدثنا عن مخالفة الهيئة المديرة لأيام قرطاج للفن المعاصر لمبدأ الشفافية في إعلان نتيجة اختيار المشاريع المنتقاة وطريقة إدارتها لعملية الاختيار التي تمت من خلال أعضاء الهيئة في مرحلة أولى وإحداث لجنة أخرى لاختيار أفضل عمل من الخمسة مشاريع المعروضة في مدينة الثقافة في جناح الجهات بعد أن تمت إزاحة مشاريع أخرى جادة وهو ما ينافي مبدأ التقييم الموضوعي والعادل والشفافية. وأضاف الفنان التشكيلي حسين مصدق أن تقديم مشروع في أيام قرطاج للفن المعاصر يعرف الجميع أن فكرته مسروقة ومقلدة ومكررة ويتغاضى الكل على ذلك ولا يتخذون موقفا واضحا من مسألة السرقة الفنية الحاصلة يعتبر فضيحة ووصمة عار ويتساءل من يتحمل المسؤولية التاريخية خصوصا أن هذه الدورة بمثابة فتح سوق للفن التونسي المعاصر قائلا: «هل يعقل ان نبادر بفتح سوق للسرقات الفنية والتقليد؟ وهل تتخذ الهياكل الرسمية التي تدير القطاع، اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والرابطة ونقابة الفنون التشكيلية موقفا رسميا من هذا أم سيلزم الكل الصمت».. على صعيد متصل، استدرك محدثنا قوله منوها بأهمية التظاهرة وحجمها واعتبرها مبادرة حميدة خاصة وأنها تفتح سوقا حقيقيا للفن التشكيلي في تونس وشمال إفريقيا ممّا يسمح للفنان التونسي بتسويق منتوجه الإبداعي وإدخاله في الدورة الاقتصادية والتعريف به محليا ودوليا وذلك من خلال مشاركة الهياكل الممثلة للقطاع من جمعية اتحاد الفنانين التونسيين ونقابة الفنون التشكيلية والرابطة التونسية للفنون التشكيلية إلى جانب استضافة عدد من الأروقة العربية وعدد من الأروقة الخاصة التونسية مشيرا في هذا السياق إلى استبشار اغلب الفنانين التشكيلين بتأسيس هذه الأيام حيث التفوا حول الهيئة المسيرة في محاولة لإنجاح هذه الدورة التأسيسية باعتبارها مطلبا وحلما للقطاع داعمين إرادة السيد وزير الشؤون الثقافية ومبادرته الرائدة في التأسيس للمستقبل غير أن ما حدث من تجاوزات يفرض عليه دعوة مختلف الهياكل القائمة على الفنون المعاصرة للوقوف في وجه كل ما يسيء للإبداع التونسي. للتذكير فإن الدورة التأسيسية لأيام قرطاج للفن المعاصر من 19 إلى 23 سبتمبر انطلقت جهويا وطيلة شهرين تحت تسمية أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر حيث وقع برمجة عدة فعاليات تتعلق بتصنيفات للفن المعاصر في الجهات واختارت الهيئة المديرة للأيام دعوة الفنانين التونسيين لتقديم مشاريعهم الفنية لتنفيذها في الجهات ثم تم قبول 22 مشروعا من جملة أكثر من ستين ملفا تقدمت للجنة الانتقاء التي أحدثتها هيئة الأيام صلبها ووقع توزيع المشاريع كما هو معروف على خمسة جهات هي على التوالي : فن التنصيبة بالحمامات، فن المناطق الصناعية والقاحلة بالرديف، فن الغرافيك بالقيروان، فن الفتوغرافيا والفيديو بجزيرة قرقنة وفن المكان بسليانة.