سيتم يوم 20 أكتوبر الجاري تدشين المركز الثقافي للفنون والحرف بجبل سمامة من ولاية القصرين الذي شيدته مؤسسة رامبورغ. وقد تطلب هذا المشروع وفق ما أكده بلاغ صادر عن مؤسسة رامبورغ في الغرض ميزانية بلغت مليون دينار تونسي. وتعول المؤسسة على أن يكون هذا المركز فضاء للحياة والثقافة مما سيمكن من إعطاء مساحات أمل جديدة لمتساكني هذه الولاية، سواء كان ذلك على المستوى الاقتصادي أو الثقافي. وسوف يكون هذا المركز كذلك نموذجا للوقاية ضد التعصب وجميع أشكال التطرف والعنف. ويهدف هذا المشروع، الذي أكدت مؤسسة رامبورغ، أنه تم تشريك كل متساكني المنطقة في وضع تصوراته، إلى إتاحة المزيد من الانفتاح للجهة مما سيسمح بزيادة طاقاتها الاقتصادية التي سيعمل المركز على تطويرها عن طريق أنشطته المتنوعة. ويرتكز عمل المركز على جانبين أساسيين: من ناحية، مكون «العمل الثقافي» الذي سيكون بورشات السينما والمسرح والسيرك والموسيقى إلى جانب الأنشطة الرياضية التي سيشهدها الملعب الرياضي المتعدد الاختصاصات الذي تم بناؤه للغرض. ومن ناحية ثانية، المكون المتعلق «بالحرف» الذي يهدف إلى الإعلاء من شأن الثروات الطبيعية التي تعرف بها الجهة بغية تطوير الكفاءات المحلية وإعدادها لتلقي تكوين مهني (مختص) في مجال الصناعات التقليدية الجبلية مثل صناعة التقطير وصناعة الزرابي والنسيج. وقد أعلنت مؤسسة رامبورغ عن بعثها علامة مميزة خاصة بها لبعض الصناعات التقليدية مشيرة إلى أنها ستضع مجموعة من منتوجاتها على ذمة المركز الثقافي للفنون والحرف بجبل سمامة حتى يتسنى للمركز تحقيق استقلاليته المادية تضمن له الاستمرار. وتجدر الإشارة إلى أن الناشط الثقافي أصيل ولاية القصرين عدنان الهلالي قام بمجهودات كبيرة في السنوات الأخيرة من أجل نشر الثقافة في المناطق القصيّة من الولاية ومن أجل تغيير الصورة النمطية حول الجهة. وقد كان وراء العديد من المبادرات الثقافية التي انتظمت في جبل سمامة وكان وراء استضافة اسماء عالمية وفرق معروفة لتقديم عروض لها في المنطقة كما ساهم في التعريف بالفنون الشعبية والتقاليد التي تختص بها الجهة. وكان عدنان الهلالي بالخصوص وراء بعث مهرجان للرعاة ووراء تكوين فرقة من رعاة سمامة قدمت عروضا لها بتونس وحتى بالخارج (ببلجيكا مثلا).