تلتئم الدورة الثالثة لتظاهرة "الإنزال الثقافي" التي ينظمها فريق المركز الثقافي الجبلي بسمامة ومؤسسة رامبورغ بدعم من ولاية القصرين والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، يوم 29 جانفي الحالي على سفح جبل سمامة، حيث ستعلن رئيسة مؤسسة رامبورغ ألفة رامبورغ، في ندوة صحفية، منطقة جبل سمامة "عاصمة كونية للثقافة الجبلية". وسيتم خلال هذه الندوة الصحفية التي ستسبق الفقرات الفنية المؤثثة لتظاهرة "الإنزال الثقافي"، تقديم مشروع «المركز الثقافي الجبل» والحديث عن ملامحه المستقبليّة قبل افتتاحه في شهر ماي القادم. ويعدّ هذا المشروع نموذجيّا، إذ ينكبّ عديد المختصين في الشأن الثقافي وفي التراث الجبلي المادي واللامادي على إعداد برمجته التي ستكون «نوعيّة لا مسقطة كلاسيكيّة» وفق عدنان الهلالي. وانطلقت مؤسّسة رامبورغ منذ شهر في تجسيد الحلم الثقافي لمبدعي جبل سمّامة وهو المركز الثقافي الجبلي الذي سيكون الأوّل من نوعه في تونس وفي الوطن العربي، وستناهز تكلفته نصف المليار. وقد انطلقت مؤسّسة رامبورغ من فكرة للفنان عدنان الهلالي وهو أحد متساكني جبل سمّامة، وتبرّع بقطعة أرض مساحتها هكتار لفائدة هذا المشروع. وسيكون الموعد في مسرح الفلاّقة مع حفل فنّي ل «بنديرمان» وشباب منطقة غار بويز وراقصي المكناسي بمشاركة الفنّانيْن الجزائرييْن القادميْن من مدينة تبسّة الحدودية مع القصرين، تفاعلا مع هذا الإنزال الثقافي، وهم محمّد الصّالح ميمون وقدّور قلاعة الذين سينطلقان بالمناسبة في انجاز مغناة عنوانها «سندريلا سمّامة» عن نصّ لعدنان الهلالي و تمثيل وأداء أطفال من جبال تونس والجزائر. ويشارك مجموعة من الأطفال في كرنفال يحمل عنوان «كرنفال الهضاب»، وهم تلامذة من مناطق الوسّاعية والشرائع وحي ميمون (القصرين)، والهراهارة وفيض المثنان والحمّار وحي الخضراء وادي مساهل الغرابليّة (سبيطلة). وسيتم تنظيم رحلات إلى هذه المدارس المذكورة، ويقدّر أن يحضر الاحتفاليّة 1000 شاب و طفل ريفي. كما ينتظم بالمناسبة معرض حول بداية الأنشطة الثقافية في الجبل. ودأب فريق المركز الثقافي الجبليّ على تنظيم هذه التظاهرة منذ ثلاث سنوات، وذلك في رسالة تحدّ ثقافي إبداعي للتهديد الإرهابي الذي جعل من جبل سمّامة مكانا مصنّفا خطيرا بعد أن سقط فيه عديد الشهداء من المؤسستين العسكريّة والأمنية ومن سكّان الجبل نساءً و رعاةً.