بعد التظاهرة الدولية "شفتهن" المفتوحة لمختلف الفنون سيكون الموعد مع مهرجان سينمائي دولي آخر يعنى بالإبداعات النسائية لكن هذه المرة في مجال الفن السابع يحمل إسم مهرجان "بعيونهن" السينمائي في دورته الثانية الذي ينتظم بدار سيباستيان بالحمامات من 11 إلى 15 من الشهر الجاري بتنظيم مشترك من الجامعة التونسية لنوادي السينما والمركز الثقافي بالحمامات والمركز الوطني للسينما والصورة. والهام في هذا المهرجان أنه يهدف لتركيز تظاهرة وملتقى دولي يركز في أبعاده وتفاصيله على السينما النسائية. وهو ما أكده مهدي بن سعيد المدير التنفيذي للمهرجان ل"الصباح". موضحا أن المراهنة على هذا الخط في المهرجان نابع من يقين المشاركين في تنظيمه من خصوصية الرؤية النسائية للسينما ووقفتها ونظرتها خلف الكاميرا على اعتبار أن ذلك مختلف عما هو مطروح عند السينمائيين الرجال. وبين أن اختيار هذا التوجه ليست له أي خلفية "عنصرية" او اجتماعية وإنما هو نابع من هذه الخصوصية خاصة أن مهرجان "بعوينهن" يعد التظاهرة السينمائية الوحيدة تقريبا بالحمامات فضلا عن كونه يتقارب في موعد تنظيمه مع مهرجان أيام قرطاج السينمائية. وفيما يتعلق ببرنامج هذه الدورة بين المدير التنفيذي للمهرجان أنها ستكون امتدادا من حيث خطوطها العريضة والأهداف للدورة الأولى مع تسجيل إضافة تتمثل في بعث ورشة تكوينية موجهة لأطفال المدارس خاصة بالتصوير الفوتغرافي. وينبني برنامج هذه الدورة على أربعة أركان تتمثل الأولى في تقديم عروض سينمائية مصحوبة بنقاش وذلك تماشيا مع توجه الجامعة التونسية لنوادي السينما في سعيها لتوسيع قاعدة التفاعل مع الأعمال السينمائية وتكريس ثقافة النقاش والحوار والسؤال في التعاطي مع العروض السينمائية. ويتمثل العنصر الثاني في تنظيم إقامة فنية خاصة بكتابة السيناريو تتواصل على امتداد عشرة ايام أي من 10 إلى غاية 20 من الشهر الجاري بدار سيباستيان الحمامات. ويشرف على هذه الدورة المخرج والسيناريست المصري المقيم بلندن باسل رمسيس للعام الثاني على التوالي وذلك بعد نجاح التجربة التي خاضها في العام الماضي في نفس سياق المهرجان مع توسيع في قاعدة وتوجه الدورة التكوينية الخاصة بهذا العام. علما أن الإقامة الفنية هذه مفتوحة للشابات فقط ممن تملكن في رصيدهن محاولة أو أكثر في السينما. أما العنصر الرابع في أسس بعث المهرجان فيتمثل في الدورة التكوينية الخاصة بأكاديمية المهرجانات السينمائية وهي تعنى بتقديم تكوين في كيفية بعث وإدارة مهرجانات سينمائية وثقافية. وتشرف على تنظيم هذه الأكاديمية كل من الجامعة التونسية لنوادي السينما والمركز الوطني للسينما والصورة. وتم تقسيمها على أربعة مراحل لتتزامن المرحلة الثالثة من هذه الدورة مع الدورة الثانية لمهرجان "بعيونهن" باعتبار أن المرحلة الأولى احتضنتها مدينة الثقافة في شهر أفريل الماضي فيما أقيمت المرحلة الثانية بالحمامات نهاية جوان الماضي لتنتظم المرحلة الرابعة والأخيرة من برنامج هذه الأكاديمية في ديسمبر المقبل بقابس في إطار مهرجان الفيلم القصير. وبين محدثنا أن دورة هذا العام ستكون تحت محور دفع الصناعة السينمائية النسائية وهو نفس محور المائدة المستديرة التي ستنتظم على هامش هذه الدورة ويستضيف فيها المهرجان السينمائية أنس كمون للحديث عن تجربتها ورؤيتها في المجال. كما أفاد أن هذه الدورة تستضيف كلا من مينا نجار مدير مهرجان السينما والصحة بمصر والفرنسي أليكس فراريس ليتحدثا عن تجربتيهما في تنظيم وإدارة مهرجانات نوعية. ولم يخف نفس المتحدث ما وجدته الهيئة المديرة للمهرجان من صعوبات في هذه الدورة مما حال دون التوصل إلى مشاركة مجموعة من المبدعين في مجالات مختلفة ذات علاقة بقطاع الفن السابع وذلك لتزامن الموعد مع مهرجانات وتظاهرات سينمائية أخرى بما في ذلك ايام قرطاج السينمائية. لكنه في المقابل أكد تمسك الجهات المشاركة في تنظيمه في المحافظة على نفس الفترة المخصصة لتنظيم المهرجان لأن الهدف، حسب تأكيده، هو السعي لإرساء قاعدة جماهيرية للسينما في الجهة في إطار الهدف الكبير المتمثل في التأسيس لمهرجان سينمائي كبير.