ليست المرة الاولى التي يقدم الاعلام الاسرائيلي على مفاجاة الراي العام العربي والدولي بالكشف عن اخبار اللقاءات الخفية بين قيادات سياسية وامنية عربية واخرى اسرائيلية في المدة الاخيرة، وليست المرة الاولى التي تاتي فيها الاخبار الموثقة مسربة من المنابر الاعلامية الاسرائيلية واحيانا الامريكية أيضا.. والحقيقة ان شكوكا كثيرة ساورتنا مع نشر هذا الخبر بالامس قبل أن تمر المصادر الاسرائيلية الى توثيقه بصور وفيديوهات تؤكد اللقاء الحاصل بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو والسلطان قابوس وهو الذي اختفت اخباره منذ زمن ليس بالقريب مع غيابه عن المنابر الاعلامية واللقاءات التلفزية ومقاطعته غير الرسمية لاغلب المواعيد والقمم العربية والاقليمية وفتح المجال لوزير خارجيته للقيام بالواجب نيابة عنه.. طبعا سلطنة عمان دولة تتمتع بالسيادة ولها حق استقبال من تشاء على اراضيها وهذا امر تكفله القوانين والمواثيق الدولية لولا أننا دأبنا على تواتر البيانات بأن القضية الفلسطينية تظل القضية الام لكل العرب وأنه لا مجال لاي اتفاقيات ثنائية خارج اطار الجامعة العربية او ما بقي منها وان أي علاقات مع الكيان الاسرائيلي مرتبطة بالتقدم في مسار السلام الذي يعيش حالة احتضار منذ أكثر من عقدين... الحقيقة أيضا أنه وجب الاشارة إلى أن نشر الخبر عن اللقاء بين ناتنياهو والسلطان قابوس لم يتبعه حتى كتابة هذا الورقة نفي او تكذيب من جانب مسقط أو من جانب الخارجية العمانية وهو ما يفترض أن اللقاء تم فعلا.. وبالعودة الى البيان الصادر عن مكتب ناتنياهو فان الاعلان عن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى سلطنة عمان التي اختتمت بالامس هي الاولى من نوعها الى بلد عربي يفترض أنه لا يرتبط باي علاقات ديبلوماسية مع تل ابيب كما هو الحال مع مصر التي تربطها اتفاقيات كامب دافيد والاردن التي تربطها اتفاقية وادي عربة.. فماذا وراء اختيار هذا التوقيت وماذا وراء هذا اللقاء وهل أن السلطنة التي عرفت بتوخي الديبلوماسية الهادئة واعتماد الحكمة في تعاملها مع مختلف الدول العربية في احلك واعقد الفترات تتجه الى الضلوع بدور جديد في القضية الفلسطينية ولكن ماذا عن توقيت هذه الزيارة التي ترتبط بتصريحات ناتنياهو الضيف العدو بانه لن يقبل بدولة فلسطينية ذات سيادة؟ وهل نحن ازاء تثبيت ما كانت القنوات الاسرائيلية ومعها قنوات سعودية تسربه بشأن علاقات متقدمة بين دول عربية سنية واسرائيل؟ واذا كان الامر كذلك فما هو موقف السلطة الفلسطينية وبقية الفصائل الفلسطينية أم أن هشاشة الموقف الفلسطيني والصراعات بين الاخوة الاعداء باتت مبررا لهذا التعامل مع حكومة الكيان الاسرائيلي التي ظلت وحتى الامس تمارس افظع الاعتداءات والانتهاكات على الفلسطينيين في مسيرات العودة في الضفة كما في القطاع؟ أسئلة كثيرة ونقاط استفهام عالقة ترافق زيارة ناتنياهو الى سلطنة عمان الحريصة على علاقات سليمة مع الجميع في هذه المرحلة وهو الذي تعمد الاعلان عن اسماء الوفد المرافق له من مسؤولين في الاستخبارات الاسرائيلية في هذه الزيارة.. بالامس أعلن مكتب بنيامين نتانياهو أنه عاد إلى البلاد بعد أن قام بأول زيارة رسمية إلى سلطنة عُمان.. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي إن الزعيمين "بحثا سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وناقشا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك والتي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"... لا ندري ان كان الامر يتعلق بكابوس ام بحقيقة سيتعين التعامل معها في ظل الاهتزازات اليومية والزلازل التي تعيش على وقعها المنطقة العربية بل لعله الخبرالقادم من تل ابيب بات مطلوبا لتحويل الانظار والاهتمام عن جريمة القرن بعد مقتل الصحفي السعودي خاشقجي وتحويل المجهر الى ما وراء لقاء السلطان قابوس وناتنياهو.. فما الذي يمكن أن يجمع بين الرجلين في هذه المرحلة وما القراءة العمانية للصورة التي جمعت السلطان قابوس بناتنياهو...