قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن العملية الإرهابية التي حصلت أمس في شارع الحبيب بورقيبة تأتي في مناخ سياسي سيء، حيث «الجميع منشغلون بمن سيشغل الكرسي وإن هذا الجو العايشين فيه يلهينا عن متابعة الأهم». وأشار السبسي في تصريح إعلامي أمس من برلين حيث يؤدي زيارة رسمية لألمانيا، أن ما وقع مؤلم وأن القوات الأمنية هي التي تدفع الضريبة بالدم، وهذا العمل الإرهابي موجه نحو الدولة وهيبتها، وأن القوات الأمنية هي التي دفعت الضريبة، مقرا بأن الإرهاب اليوم مازال قائما في قلب العاصمة بعد أن «خلنا أنه تم القضاء عليه في قلب المدن وأنه يتم التصدي له في الجبال»، محذرا من خطورة التجاذبات السياسية التي لا تفيد تونس في شيء، وفق تعبيره. من جهته أدان الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في تصريح اعلامي بالحمامات التفجير الانتحاري مؤكدا: «ستبقى إرادتنا أقوى من خفافيش الظلام بفضل مؤسساتنا الأمنية ويقظة شعبنا». وشدد الطبوبي على هامش افتتاحه ملتقى نقابيا لقسم المرأة والشباب والعامل ضرورة مواصلة التحلي باليقظة وأخذ الدرس من هذه العملية وخاصة بالنسبة إلى الأطراف السياسية التي أعطت في تجاذباتها الفرصة «لهؤلاء» عن وعي أو عن غير وعي. وتابع قوله «اليأس ليس تونسيا وتونس أقوى من خفافيش الظلام وليس للارهاب حاضنة في تونس. يمكن أن نختلف لكن أمن تونس فوق كل المهاترات وفوق كل المحاصصات والغنيمة السياسية وهذا لا يخيفنا ولن يثنينا عن مسارنا ولن يلجم أفواهنا». وأكد أن الوحدة الوطنية دائما مطلوبة ويجب أن تكون على قاعدة الرؤى ومعالجة الاسباب والمسببات التي أدت إلى التوترات مبرزا ان «العبرة في الفعل لا في الشعارات المنمقة» على حد تعبيره. وفي نفس السياق ندّد رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، بشدة، العملية الانتحارية ، مؤكدا على ضرورة الإسراع في المصادقة على مشروع قانون زجر الاعتداء على القوات الحاملة للسلاح المقدم للبرلمان منذ سنة 2015. وقال الناصر، في تصريح صحفي تعليقا على هذه الحادثة، «يجب إنهاء المصادقة على هذا القانون نظرا لما يتعرض له الأمنيون من مخاطر يومية تهدد حياتهم»، مشيرا إلى أن المصادقة على هذا القانون ستكون له فائدة على الجميع، حسب تعبيره. كما صرح بأنه على إثر هذه الحادثة، تمت دعوة مكتب البرلمان للاجتماع صباح اليوم بصفة استثنائية قبل الجلسة العامة، للنظر فيما يمكن القيام به إزاء هذه المستجدات. على صعيد متصل نددت حركتا النهضة ونداء تونس، بهذه العمليّة الإرهابيّة الجبانة، فقد أدانت حركة النهضة بشدّة مرتكبي هذه العمليّة الارهابيّة الجبانة، وكلّ من يقف وراءهم أو يساعدهم، والتي جدت بشارع الحبيب بورقيبة بما يُمثله لدى التونسيّين من رمزيّة تتجسّد خلاله قيم الحريّة والديمقراطية. ودعت التونسيّات والتّونسيين إلى التّمسك بالوحدة الوطنية وتعزيزها، ومؤازرة المؤسستين الأمنية والعسكرية في جهودهما الرامية الى بناء تونس الديمقراطية الآمنة، كردّ واضح على كلّ قوى الشر التي تسعى للإساءة لتونس ولتجربتها الديمقراطية. أما حركة نداء تونس، فقد ثمّنت مجهودات المؤسستين الأمنية والعسكرية، داعية التونسيين ومكوّنات المجتمع المدني إلى مساندتهما في هذه الحرب المتواصلة ضدّ الإرهاب ومن يقف وراءها تخطيطا وتمويلا وتنفيذا. كما اكدت ضرورة إبعاد المؤسسة الأمنيّة عن التجاذبات والمصالح والصراعات السياسيّة، حتى تتفرّغ كليّا للحفاظ على سلامة المواطنين وأمن الوطن ضدّ أعدائه في الدّاخل والخارج، راجية الشفاء العاجل لكلّ الجرحى جرّاء هذه العمليّة الغادرة.