السينما داخل السجون في دورته الرابعة على التوالي يعد من بين أبرز الأقسام التي تحسب لمهرجان أيام قرطاج السينمائية ليتضاعف الاهتمام بها بتقادم الدورات باعتبارها من بين أهم أركان المهرجان الهادفة والتي تشارك عدة جهات في تنظيمها بالتعاون مع إدارة أيام قرطاج السينمائية واللإدارة العامة للسجون والإصلاح ومكتب تونس للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وتتنزل في إطار ضمان حق نزلاء السجن في الثقافة والفن. والهام في هذا القسم أنه يمكن المساجين من مواكبة المستجدات الثقافية من خلال مشاهدة الأفلام المشاركة في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية والمشاركة أو متابعة النقاشات التي تتبع هذه الأفلام. خاصة أن بعض صناع الأفلام من مخرجين وممثلين سيكونون حاضرين في هذه العروض للحديث عن أفلامهم. والهام في دورة هذا العام أنها تسجل عروض أولى لأفلام تشارك مشاركة في المسابقات الرسمية للمهرجان ليكون الافتتاح بعرض فيلم "في عينيا" للمخرج التونسي نجيب بلقاضي. وأهم ما يسجل في هذا الركن أنه عادة ما يتم انتقاء الأفلام التي تتمحور حول قضايا اجتماعية وإنسانية هادفة لعرضها أمام هذه الشريحة من الجمهور بهدف الترفيه والتوعية والنصح. وشمل برنامج دورة هذا العام من المهرجان السينمائي عدة سجون بكامل جهات الجمهورية سواء منها الخاص بالأطفال الجانحين بالإصلاحيات وسجون الأحداث او سجن النساء وغيرهم. ومن بين السجون التي شملها برنامج العروض خلال هذه الدورة وتم تجهيز قاعات للغرض بها نذكر سجن المرناقية وبرج الرومي ومرناق والمسعدين ومركز الأطفال الجانحين بسيدي الهاني وسجن المهدية، في حين تم توقيع شراكة بين المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وإدارة السجون والإصلاح من أجل تعميم التجربة في بقية السجون على مدى بقية أيام السنة.