تنطلق الدورة الرابعة لأيام قرطاج السينمائية في السجون يوم الأحد 4 نوفمبر من السجن المدني بالمرناقية من ولاية منوبة، حيث سيتابع المودعون هناك العرض الأوّل في تونس للشريط الروائي الطويل "في عينيّا" لنجيب بلقاضي. وأعلن المدير العام لأيام قرطاج السينمائية نجيب عيّاد، في ندوة صحفية انتظمت اليوم الأربعاء بمدينة الثقافة، عن برمجة مجموعة من الأشرطة السينمائية بعدد من المؤسسات السجنية بالعاصمة والجهات في الفترة المتراوحة بين 4 و9 نوفمبر. وستشمل العروض، إلى جانب السجن المدني بالمرناقية، كلا من السجن المدني ببرج الرومي (بنزرت) بعرض شريط "أمل" للمخرج محمد صيام، وذلك يوم 5 نوفمبر. ويشاهد المودعون بالسجن المدني بمرناق (بن عروس) الفيلم الجزائري "إلى آخر أيام الزمان" للمخرجة ياسمين شويخ يوم 6 نوفمبر. وانتقت الهيئة المديرة لأيام قرطاج السينمائية بالشراكة مع الإدارة العامة للسجون والإصلاح والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (مكتب تونس) الشريط التونسي "غزالة" للمخرجة التونسية هاجر النفزي، لبرمجة عرضه في السجن المدني بالمسعدين (ولاية سوسة) يوم 7 نوفمبر. ويتابع المودعون بالسجن المدني بالمهدية، يوم 8 نوفمبر، فيلما وثائقيا بعنوان "عالسكة" للمخرجة أريج الصحيري. ويسدل الستار على الدورة الرابعة لأيام قرطاج السينمائية في السجون، يوم 9 نوفمبر، بمركز إصلاح الأطفال الجانحين بسيدي الهاني (سوسة)، حيث سيتابعون 3 أشرطة قصيرة هي "يسار يمين" لمطيع الدريدي، و"بطيخ الشيخ" لكوثر بن هنية، وكذلك "إخوان" لمريم جوبار. ومن جهته أكد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح سفيان مزغيش، أن هذا البرنامج يندرج ضمن انخراط الإدارة العامة للسجون والإصلاح، في استراتيجية تكريس مسار إصلاحي يقوم على إعادة تأهيل السجين في الحياة الاجتماعية، والعمل على تقليص الفوارق بين ما يوجد خارج فضاء السجن وداخله. واعتبر أن السينما ستمكّن السجين من الانفتاح على ثقافات وحضارات أخرى، فضلا عن مساهمتها في تخفيف حدّة الضغط بين أعوان السجون والسجناء، وتجعل العلاقة القائمة بينهم علاقة أفقية لا عمودية. كما شدّد على حرص الإدارة العامة للسجون والإصلاح، على تمتيع السجين بما هو مواطن فقد الحرية، بحقوقه الثقافية والاجتماعية. وفي ما يتصل بإمكانية استثناء السجناء المتعلّقة بهم قضايا إرهابية من متابعة العروض، قال سفيان مزغيش إن السلطة التقديرية في اختيار العينة، تبقى لإدارة السجن، لكنه لم ينف إمكانية السماح لهم بمشاهدة الأفلام، إذا عبّروا عن التزامهم بقانون البلاد. وقدّر سفيان مزغيش عدد السجناء الذين سيتابعون أفلام هذه الدورة ب 1800 سجين مقارنة بالرقم 1200 سجين خلال السنة المنقضية. وأفاد أن هذه الأشرطة سيتم تعميمها على بقية المؤسسات السجنية طيلة السنة. وتحدّثت مديرة المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (مكتب تونس) "غابريل رايتر" عن أهمية الشراكة مع أيام قرطاج السينمائية والإدارة العامة للسجون والإصلاح لعرض أفلام في السجون، واصفة هذه الشراكة ب "التحدي" و"المكسب" الذي أضيف إلى برنامج المنظمة في المؤسسات السجنية التونسية. وقالت "رايتر": "نشعر بالفخر أننا كسبنا التحدي ببرمجة أفلام في السجون في إطار تظاهرة سينمائية دولية كبرى هي أيام قرطاج السينمائية"، مضيفة " بأن الشراكة مع أيام قرطاج السينمائية مكّنت من مناقشة الأفلام المعروضة في السجون بحضور الفريق العامل في الفيلم.