لم يعد الحديث عن هجرة الكفاءات يشمل الباحثين والاطارات العليا والاطباء والمهندسين فقط، بل امتد أيضا الى الاطار شبه الطبي حيث تحدث عثمان الجلولي كاتب عام الجامعة العامة للصحة عن تلقي أكثر من 2800 اطار شبه طبي لدروس في الالمانية في مركزين معروفين بالعاصمة في انتظار السفر للعمل بالخارج وتحديدا في المانيا.. والحال أن المؤسسات الصحية العمومية في أشد الحاجة الى هذه الكفاءات، كذلك في الوقت الذي تناقش فيه الجامعة العامة مع وزارة الصحة الحاجيات المتأكدة للمؤسسة الاستشفائية في ظل ما يعبر عنه بسوء أداء المرفق العمومي الصحي، العائد أساسا لنقص الاطار الصحي ومشكل الموارد البشرية.. وتجدر الاشارة الى أن 21 الفا من الخريجين من الاطارات شبه الطبية من العاطلين عن العمل (بينهم من يعملون في عدة مؤسسات) منهم ال2800 ممن يتعلمون اللغة الالمانية والذين سيقع تمكينهم من الهجرة في اطار عقود شراكة عن طريق مؤسسات متخصصة في هذا النوع من الانتدابات، كما أبرزت مصادرنا ان حوالي 461 من هؤلاء بحوزتهم عقود شغل لكن ليس كلهم عاطلين عن العمل بل هناك منهم من ينتمي الى مؤسسات صحية عمومية.. ويؤكد عثمان الجلولي على أنه يفترض الاستفادة في المرفق العمومي الصحي من خدمات خريجي المعاهد العليا للتمريض ومعاهد تقنيات الصحة العمومية، وفتح باب الانتدابات حسب ما يمليه القانون القاضي بضرورة الانتداب المباشر وفق الانظمة الاساسية بحسب الترتيب التفاضلي وسنة التخرج بدل الحديث عن الانتداب على سبل التعاقد، المخالفة للصيغ القانونية حسب الجامعة العامة للصحة، التي تؤكد على ان الحكومة تعمل على اعتماد الانتداب حسب العقود بسبب ضغط الجهات المانحة على كتلة الاجور.. وكان منعم عميرة، الامين العام المساعد قال ل"الصباح الاسبوعي" في العدد السابق أن المؤسسات الصحية العمومية تحتاج الى 21 ألف إطار طبي وشبه طبي، في المقابل هناك حديث عن هجرة 900 طبيب حتى موفى 2018، وهو ما يؤكده الدكتور محمد الهادي السويسي، الذي تحدث عن نوع جديد من الهجرة، يسمى هجرة طواقم طبية بأكملها أو هجرة الفرق الطبية، فرق تضم اطباء اختصاص وكامل الفريق من اطار شبه طبي.. وحذر الدكتور السويسي من أن هذه الظاهرة لها تداعيات كارثية على منظومة الصحة العمومية خاصة أنها اصبحت تشمل هجرة رؤساء اقسام.. ومن المصاعب الاخرى التي يعرفها قطاع الصحة العمومية غياب الانتدابات حيث لا يقع تعويض المتقاعدين ولا أيضا الذين غادروا مما زاد الأطباء المباشرين أعباء إضافية.