استهل رئيس الجمهورية ندوته الصحفية المفاجئة التي عقدها أمس بقصر قرطاج بالتعبير عن استيائه من طريقة تناول وسائل الإعلام لتداعيات التحوير الحكومي الأخير، وساء الرئيس أكثر ما ساءه تشبيهه ب»البسطاجي» من قبل أستاذ القانون الدستوري الصادق بلعيد أثناء جلسة استماع له من قبل مجلس نواب الشعب الثلاثاء الفارط. الرئيس وجّه سهام انتقاده بالتلميح والتصريح مباشرة إلى جريدة «الصباح»، مستشهدا ببعض من تاريخ هذا الصرح الإعلامي العريق (67 عاما)، مذكرا بأنها كانت تقود الرأي العام قبل وبعد الاستقلال، ليخلص إلى القول: «هزلت حتى بان هزالها وسامها في الأسواق كل مفلس»، وذلك ردا على كلام للصادق بلعيد أوردته «الصباح» مثل بقية وسائل الإعلام في إطار نقل الخبر وعملا بالقاعدة الصحفية «الخبر مقدس والتعليق حرّ». سيادة الرئيس، مؤكد أنك أدرى منا وأعلم بتاريخ «دار الصباح»، لكن وصفك بالهزل والهزال والأسواق والإفلاس لصرح «الصباح»، جانب الصواب، ومن نصحوك بالاستشهاد بهذه العبارات ربما علموا شيئا وغابت عنهم أشياء، حتى لا نقول إنهم «غلطوك».. سيادة الرئيس انزعاجك كان واضحا من وصفك ب»البسطاجي»، مما أثر على خطابك الذي طغت عليه العاطفة والانفعال والاستياء المفضوح من وسائل الإعلام عامة و»الصباح» خاصة، حتى خالك المتابعون أنك في برنامج «فرغ قلبك»... سيادة الرئيس تحدثت عن الأخلاق والنواميس والذوق، والمقامات، ومنطق الدولة، ونعتقد أن تجربتك الطويلة مع السلطة والسياسة والصحافة، كفيلة بجعلك تميّز بين الغثّ والسمين، خاصة وأنك قارئ جيد ومستمع وفيّ لكل ما تجود به قرائح الصحفيين والإعلاميين في الصحف والإذاعات والتلفزات صباحا مساء... ختاما سيادة الرئيس نعولّ على سرعة بديهتك والتروي في التعامل مع الأخبار وعلى رحابة صدرك في تقبل آراء رواتها، وعلى سعة تجربتك في عدم التجني على دار «الصباح..». «واللي يقصد يقصد دار كبيرة».