عاجل/ تحول أميركي في مفاوضات غزة..وهذه التفاصيل..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    وزارة الصحة تُوضح بخصوص التعهد بحالة طبية أثارت تفاعلات وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي..#خبر_عاجل    829 كم في 7 ثوان!.. صاعقة برق خارقة تحطم الأرقام القياسية    خطر تيك توك؟ البرلمان المصري يهدد بالحظر!    عاجل: قرار قضائي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين من أمريكا    عارف بلخيرية رئيسا للجامعة التونسية للرقبي لفترة نيابية جديدة    عاجل: ما تشربوش من''عين أحمد'' و''عين أم ثعلب'' في تالة!    الوحدات الأردني يفسخ عقد قيس اليعقوبي    ضيوف تونس: رشيد بارادي (الجزائر): حبّ تونس لا يحصى ولا يعد    كلمة ورواية: كلمة «مرتي» ما معناها ؟ وماذا يُقصد بها ؟    في نابل والحمامات... مؤشرات إيجابية والسياحة تنتعش    تململ وغضب ودعوات للمقاطعة.. 70 دينارا لحم «العلوش» والمواطن «ضحيّة»!    مونديال الاصاغر للكرة الطائرة : ثلاثة لصفر جديدة أمام مصر والمرتبة 22 عالميا    معاينة فنية لهضبة سيدي بوسعيد    درجات حرارة تفوق المعدلات    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة حافلة    حماس تكذّب المبعوث الأمريكي: لن نتنازل عن السلاح    أستراليا تمنع يوتيوب للأطفال: وداعًا للخوارزميات الخطرة؟    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    الكاف: شبهات اختراق بطاقات التوجيه الجامعي ل 12 طالبا بالجهة ووزارة التعليم العالي تتعهد بفتح تحقيق في الغرض (نائب بالبرلمان)    إيقاف ياسين تشيوكو الحارس الشخصي لميسي ومنعه من دخول الملاعب    مع الشروق :الاعتراف... نصر أكتوبر الجديد    مباريات ودية: انتصارات لكل من النادي الصفاقسي، النجم الساحلي والاتحاد المنستيري    العواصف الرعدية والبَرَدْ جايين الليلة في المناطق هذي، حضّر روحك!    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة اداء الاسواق العربية خلال الربع الثاني من 2025    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    عاجل: سوبر الأحد..الترجي بغيابات مؤثرة والملعب التونسي يسترجع عناصره    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    نقابة الصحفيين : مقاطع الفيديو المتعلقة بجماهير المهرجانات والمتداولة ليست لصحفيين محترفين ويجب احترام أخلاقيات المهنة    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    أحمد الجوادي في نهائي 1500 متر: سباحة تونس تواصل التألق في بطولة العالم    وفاة جيني سيلي: صوت الكانتري الأميركي يخفت عن عمر 85 عامًا    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    الفنان "الشامي" يحقق نجاحا جماهريا باهرا ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي.    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    شنية حكاية ''زكرة بريك'' اللي خوّفت جدودنا؟    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    تحذير للتونسيين : برشا عمليات قرصنة ... ردّ بالك من التصاور والروابط المشبوهة    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا تغير؟
ملفات الصباح - الإعلام التونسي بعد 4 أشهر عن ثورة 14 جانفي


- حتى لا تتكرر مهزلة إجهاض انتخابات 1981 و1989
هل يضطلع الإعلام التونسي فعلا بدور ايجابي ضمن جهودإنجاح مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة التي طالب بها الشعب في مسيراته وتجمعاته الشعبية قبل 14 جانفي وبعده أم يسير في الاتجاه المعاكس ؟
هل انحاز الإعلام التونسي فعلا للشباب والشعب بمختلف قواه الحية الذي صنعت الحدث يوم 14 جانفي بعد عقود من النضالات من أجل دولة تقطع مع الاستبداد والقمع والرشوة والفساد أم لا يزال يروّج مادة صحفية تخدم عن قصد وعن غير قصد محاولات القوى التي تسعى لإجهاض الثورة مبكرا والالتفاف عليها عبر احتواء شعاراتها المركزية حينا وتهميشها حينا آخر مع محاولة صرف أنظار الشعب صناع القرار عن الاولويات الحقيقية لمرحلة الانتقال من الديكتاتورية والفساد الى مرحلة الانفتاح الحقيقي على الرأي والرأي الآخر والشفافية في المعاملات الاقتصادية والسياسية ؟
تجارب الإجهاض السابقة
هل استوعب الجميع دروس الماضي في تاريخ تونس ومن بينها التجارب السلبية السابقة التي وظفت فيها وسائل الإعلام لإجهاض تجارب الانفتاح الإعلامي والسياسي الواعدة آنذاك ، وخاصة تجارب 19561959 و19801981و19881989 ، عندما أجهضت بعض لوبيات "المصالح والايديولوجيات " التعددية الإعلامية ودفعت الأوضاع نحو تزييف الانتخابات التشريعية ( وعلى هامشها انتخابات مؤتمرات عدة منظمات وأحزاب ) للانقلاب على المسار الديمقراطي ثم نحو تبني الدولة لأولويات أمنية بحتة في معالجة الملفات السياسية le tout sécuritaire والتورّط في سلسلة من عمليات القمع والمحاكمات في قضايا ذات صبغة سياسية شملت نشطاء حقوقيين مستقلين وقياديّين من مختلف التيارات المعارضة ؟
كيف تحمي وسائل الإعلام الثورة والمسار الديمقراطي الجديد من سيناريوهات الفشل العديدة التي يراهن عليها كثيرون؟ وكيف يكرّس قدسية الخبر ويضمن حرّية التّعبير عن الرّأي للجميع دون كل سيناريوهات الإقصاء والإقصاء المضاد؟ وهل سيكون الإعلاميون والقائمون على المؤسّسات الإعلامية ومن ورائهم صناع القرار السّياسي والاقتصادي مؤهلين للتفاعل مع التحدّيات الجديدة في قطاع الإعلام السّمعي البصري العالمي ( لاسيما الدور الاستراتيجي لما تبثّه شبكة الجزيرة من أخبار وآراء) والإعلام الالكتروني وللدّور المتزايد للمواقع الاجتماعية عامة الشبابية خاصة مثل فايس بوك التي لعبت دورا حاسما في تفجير الثورة التونسية وثورات الربيع العربية ؟
تحدّيات تواجه الطّبقة السّياسية
للإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها لابد من التفكير بهدوء في التحدّيات العميقة التي تواجه الإعلاميين والطبقة السياسية في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها تونس .
وفي هذا السّياق تحتاج تونس ونخبها الى حوارات معمّقة وهادئة تتجاوز الاولويات الظرفية لمختلف الأطراف والأحزاب السياسية . ولن يتحقّق ذلك إلا إذا انجزت دراسات ميدانية وموضوعية للمحاور التالية :
+ّ. القيام بقراءات مقارنة لتطوّر المشهد الإعلامي التونسي قبل 14 جانفي لفهم عمق التحوّلات التي شهدها.
+ قراءة تحليلية للمواقع الإجتماعية في تونس وخاصة "للفايس بوك" الذي أصبح له حوالي مليونين ونصف مليون تونسي وتونسية أي ان ربع شعب تونس تحولوا الى صحفيين وسياسيين مع ما في هذا التطور الفجئي من ايجابيات ونقائص وما يحفّ به من مخاطر من بينها توظيف الشبكة الاجتماعية لتبادل الاتّهامات الخطيرة بين زعامات الأحزاب والإعلاميين وصناع الراي ومعتنقي مواقف دينية وايديولوجية متناقضة.
+ إنجاز تقييمات لمساهمة الفضائيات العالمية الجديدة وخاصة قنوات شبكة الجزيرة والعربية وبي بي سي والمنار والعالم وام بي سي والقنوات الفرنسية المؤثرة في تونس والبلدان المغاربية في الثورة التونسية والثورات العربية ..كما ينبغي إنجاز دراسات استشرافية لاحتمال مساهمة تلك الفضائيات وغيرها في انجاح الثورة التونسية الثورات العربية او إجهاضها .
+ قراءة استشرافية لدور القنوات التلفزية والاذاعية التونسية الحالية والناشئة .
+ قراءة لدور الصحافة المكتوبة والالكترونية في تونس خلال مرحلة الانتقال نحو الديمقراطية ا .
والأهم من كل هذا تقديم جميع الخبراء توصيات ومقترحات عملية لكل الأطراف المعنية بالملف الإعلامي وعلاقته بمستقبل الحياة السياسية والحزبية والتطورات الاقتصادية والاجتماعية حتى يساهم قطاع الاتصال فعلا في إنجاح الإصلاحات وتكريس شعارات شباب الثورة ولا يتورّط في الانخراط في مخططات إجهاضها التي تقف وراءها بعض لوبيات المصالح والأيديولوجيات وقوى محلية وخارجية لها أجندا خاصة تتناقض مع تطلّعات الشعب التونسي للتّقدم والرّقي .
هذا الملف محاولة للإجابة عن هذا التساؤل وفتح حوار حوله ..
كمال بن يونس

العربي عزوز صاحب دراسة عن «المواقع الاجتماعية» في تونس: توظيف خطير ل«فيسبوك» في تونس بعد الثورة
أعد الباحث العربي عزوز نائب رئيس منتدى ابن رشد للدراسات المغاربية بتونس دراسة عن شبكة "فيس بوك بتونس" ومستعمليها :الايجابيات والسلبيات ..توصل فيها الى استنتاجات مهمة جدا .على هامش تقديمه لهذه الدراسة في ندوة:" دور الاعلام في مرحلة الانتقال الديمقراطي بتونس " التي نظمت السبت الماضي من قبل منتدى ابن رشد ومنتدى " من اجل جمهوريةجديدة " كان لنا معه الحوار التالي :
++ ماهي حصيلة دراستك عن مستعملي شبكة موقع فيس بوك في تونس ؟
+يضاهي استعمال الفيسبوك في تونس حجم استعماله في جنوب افريقيا ونيوزيلندا وايرلندا واليابان وتحتل تونس المرتبة 53 دوليا قبل اليابان (المرتبة 54) وبلغاريا (المرتبة 55) ..
في تونس مر الفيسبوك بمرحلتين أساسيتن:
- مرحلة ما قبل الثورة أو مرحلة الاعداد لها حيث كانت الوحدة هي السمة البارزة، أي وحدة أغلبية المشتركين ضد النظام الديكتاتوري المافيوي حتى اسقاطه.
المرحلة الثانية ما بعد الثورة انقسم الفيسبوكيون الى فئات سياسية وايديولوجية لكل منها ارتباطاته وقناعاته الفكرية والايديولوجية والعقائدية وتحولت الحرب من مواجهة ضد خصم مشترك الى مواجهة داخلية بين الفئات التي كانت لها مصلحة في اسقاط الديكتاتور وانجاح الثورة.
وبعد أن كانت المرحلة الأولى كلها ايجابية لأن القوى كلها كانت معبأة ضد نظام الديكتاتورية، فان المرحلة الثانية اختلط فيها الغث بالسمين، فمن ساع الى التصعيد اعتبارا أن أهداف الثورة لم تتحقق ولا بد اذا من مواصلة النضال لاتمامها ومن مهدأ وموفق بين الأطراف السياسية وداع الى ضمان الاستقرار والكف عن المزايدات.
ومن ايجابيات المرحلة الثانية هو الضغط على الحكومة باتجاه تحقيق مزيد من المكاسب لصالح الثورة مثل محاسبة من أذنبوا في حق الشعب وتنقية الادارة ممن أضروا في السابق بمصالح المواطنين، ولكن من سلبياتها الكبيرة ما يمكن أن نسميه الفلتان الاعلامي وتبادل الشتائم والخروج عن قواعد الحوار المتحضر بين الفئات المختلفة سياسيا.
قذارة ؟
++ما هودور المدونين ومديرو الصفحات في المرحلة القادمة اذن ؟
+ المدونون ومدراء الصفحات، كل يتحدث وكأنه ملك العالم..
والبعض من أولئك المدونين ومسيري الصفحات يساهم في شحن الأجواء باستخدام لهجة غير محترمة ضد خصوم أنصاره السياسيين وأحيانا يحاول النيل من أعراضهم وأخلاقهم باستخدام أسلوب متشنج يصل في بعض الأحيان الى درجة من القذارة لم يسبق أن شاهدنا أو سمعنا مثلها سوى في عهد بن علي حيث تجاوزت قلة قليلة من الصحافيين الحدود الأخلاقية المتعارفة واستخدمت الألفاظ التي أقل ما يقال فيها أنها قذرة ضد خصوم النظام الذين لا يتطرق الشك الى نزاهتم وعفتهم ، فكأن أخلاق عصابة بن علي عششت حتى في عقول البعض من خصومه.
استخدامات مغرضة؟
++ هل هناك استخدام او توظيف " سيئ " لشبكة فيسبوك في تونس؟
+نلاحظ على الفيسبوك استخدامات مغرضة وتشويها للمصطلحات، لا يفهم المرء هل هي مقصودة، متعمدة لاضعاف الخصوم المقابلين ولو أدى ذلك الى التضحية بالاعتبارات الأخلاقية والحقيقة الموضوعية في سبيل تحقيق الجدوى السياسية، أم هل هي ناتجة عن جهل وسوء فهم للمصطلحات. مصطلحات مثل العلمانية و"الماسونية" و"الشلائكية" و"الالحاد" و"الشذوذ الجنسي "، تختلط كلها مع بعضها وتتردد بكثرة لتوصيف خصوم الاسلاميين مثلما أن مصطلحات "الارهابيين" و"الظلاميين" و"الخوانجية" و"الخوامجية" منتشرة عبر عديد الصفحات لتوصيف خصوم الحداثيين. وهي توصيفات ليس فيها ما يوحي بنية الحوار بين المختلفين وانما يستشف المرء منها نية الحسم والتنكيل والاهانة والاذلال وكأن نظام بن علي لم يشبع التونسيين اهانة واذلالا طيلة 23 سنة؟
افساد اجتماعات الاطراف المنافسة
++ وما ذا عن توظيف فيسبوك بعد الثورة لتشويه الخصوم السياسيين وافشال تحركاتهم عبر هجمات عنيفة ؟
+ بالاضافة الى الاستخدام المغرض للمصطلحات، نلاحظ تحيزا متعصبا، كل يتحيز لأفكاره وميوله السياسية ويشمت في الطرف المقابل، فالذين يقفون في وجه النهضة في المنستير وقليبية والحمامات يسميهم خصومهم "أحرار المنستير" و"قليبية" و"الحمامات" ومن يتصدى لزعيم الحزب الديمقراطي التقدمي أو التجديد أو "الوطن" أو "آفاق تونس" أو غيرهم يسميهم الطرف المقابل "أحرار كذا" ويشكرهم على يقظتهم، وهكذا دواليك، كل طرف يحتج ويتألم لما يحدث له من مفاجئات سيئة ويفرح لمصائب خصومه، هل هذا هو قانون اللعبة الذي تريد الفئات السياسية والفكرية التعامل به مع بعضها البعض؟
من استفاد من فيس بوك؟
++ومن هي الاحزاب والاطراف السياسية التي استفادت اكثرمن غيرها من شبكة فيس بوك؟
المفارقة الظاهرة للعيان هي أن الاسلاميين هم أكثر تواجدا في الفيسبوك من اليساريين أو الحداثيين عموما، يبدو ذلك جليا من خلال عدد المعجبين بالصفحات ذات التوجه الاسلامي أو بزعيم حركة النهضة أو بحزبها كما تبينه الارقام المرفقة. وكأن الاسلاميين هم العصرانيون واليساريون هم السلفيون.انها مفارقة غريبة أن التيارات المتهمة ب"الرجعية أو الانشداد الى الماضي "هي الأكثر توغلا في عالم النت والأكثر استفادة من الشبكات الاجتماعية والتكنولوجيات الحديثة. هل هناك تزاوج بين أفكار الماضي وأحدث ابتكارات الحاضر والمستقبل؟ وماذا سينتج عن هذا التزاوج الغريب؟ وما معنى الحداثة ان لم تكن الانخراط في مكوناتها ومنها الثورة الرقمية. ولماذا لا يرتاح الاسلاميون لمفهوم الحداثة ويربطونه بالتغريب في حين أنهم يستفيدون أكثر من غيرهم من منجزات الغرب وأبرزها ثورته الرقمية.
تبدو الأمور وكأن البعض يتحدث عن الحداثة والبعض الآخر يمارسها أو كأن البعض يمارس ما يعتقد أنه مفيد منها لاشعاعه ويرفض منها ما يعتبره معاد لمنظومة مفاهيمه مثل الحرية الدينية والحريات الجماعية والفردية عموما والبعض الآخر لا يرى في الحداثة سوى ابعادها القيمية التقليدية التي تأسست ضمن منظومة حقوق الانسان ولا يعير أهمية كبرى لمقومات الحداثة الأخرى .
حاوره كمال

عادل الشاوش رئيس (تحرير الطريق الجديد): صحف المعارضة السابقة مدعوة للخروج من «عقدة الاضطهاد»
«شيوخ المهنة» يمكن أن يساهموا في إنقاذ القطاع
شخصيا أنا متفائل بدور الإعلام في المرحلة القادمة لأن الإعلام هو المستفيد الأول من الثورة ومن توسيع هامش الحريات ..
واعتقد انه لا وجه للمقارنة بين ما حصل في التجارب التعددية السابقة و(1989) والوضع الحالي لان الانفتاح كان وقتها عرضا من الدولة ضمن مساحة مقيدة بخلاف الوضع الحالي الذي فرض فيه الشعب بفضل ثورته الديمقراطية والتعددية.
وبعد اشهر من نجاح الثورة تواجهنا كاعلاميين وسياسيين ديمقراطيين تحديات بالجملة بعضها يواجه بصفة اخص صحف المعارضة السابقة مثل الطريق الجديد والموقف ومواطنون . لقد كانت اولويتنا المطلقة سابقا متابعة أخبار الحريات وضحايا القمع والمحاكمات السياسية إما اليوم فأننا مطالبون بتجاوز عقدة الاضطهاد ومواكبة مشاغل التونسيين والتونسيات في مرحلة بعد الثورة وان نعكس اهتماماتهم ونظرتهم للمستقبل ومقتضيات بناء الدولة الجديدة.
صحيح انه وجد انفلات إعلامي وامني في الأشهر الماضية لكن المطلوب من الإعلاميين والسياسيين ضبط قواعد عمل الصحافة بطريقة توفق بين الحريات واحترام أخلاقيات المهنة الصحفية .وفي هذا السياق اعتبر ان شيوخ المهنة الصحفية يمكن ان يلعبوا دورا دورا اكبر وان يؤسسوا اليات لضمان تاطير مئات الصحفيين والمؤسسات الصحفية دون رقابة لكن مع ضمان وجود مرجعيات يحترمها الجميع.
كما يمكن في هذا السياق التفكير في احداث مجلس اعلى للإعلام او الاتصال مماثل لما هو معمول به في بعض الدول الديمقراطية تكون له سلطة معنوية وراي في عدد من الملفات ضمانا لمساهمة الاعلام قولا وفعلا في إثراء المشهد السياسي والتعددي مع منع كل سيناريوهات اجهاض الثورة عبر الاقصاء والحملات الدعائية التي تنتهك اخلاقيات المهنة .

مصطفى بن جعفر (مدير جريدة مواطنون): الاعلام ليس في مستوى تطلعات الشعب والنخب
ينبغي حسن توزيع الاعلانات العمومية على الصحف
الاحظ ان الانفتاح النسبي في وسائل الاعلام ليس في مستوى تطلعات النخب والصحفيين والديمقراطيين بمختلف مواقعهم وهو ما يفسر ان نسبة مهمة من التونسيين لا يزالون يتابعون اخبار تونس في الفضائيات الاجنبية مثل الجزيرة وقناة فرنسا 24..ونحن نامل ان تتطور القنوات التلفزية والصحف الحكومية والخاصة الى وسائل اعلام عمومية منفتحة على كل الاطراف بما في ذلك حزبنا . في نفس الوقت فان الحرفية واحترام أخلاقيات المهنة مطلوبان بإلحاح بعيدا عن الإثارة والسب والشتم تحت مسميات جديدة . كما ينبغي التمييز بين التحقيقات الصحفية العميقة والموثقة والبرامج " غير المعقولة " التي تبث أحيانا وتتضمن إثارة و اتهامات مجانية لبعض المهن أو الأطراف مما يتسبب في مشاكل عديدة مثل امتناع اطباء زراعة الكلى عن القيام بعمليات زرع مستقبلا احتجاجا على برنامج تلفزي مثير عرضته قناة تلفزية خاصة اتهم فيه اطباء يجرون عمليات الزرع مجانا بسرقة الاعضاء.
كما على الصحف والمؤسسات الاذاعية الخاصة الانفتاح على كل الاطراف السياسية والحزبية دون اقصاء ولا توظيف . ونعتقد ان اقحام الاعلام التونسي في معارك جانبية مثل الصراع بين الاسلاميين والعلمانيين لا يخدم المسار الديمقراطي التعددي ولا مبادئ الثورة .
الاعلام اداة مهمة جدا لتكريس الاصلاح السياسي وينبغي الحذر وتجنب سيناريو توظيفه لاجهاض الثورة وعملية الانتقال الديمقراطي الجديدة .وللاسف فان المؤشرات السلبية عديدة من بينها عدم التوازن في اسناد الاعلانات العمومية لصحف الاحزاب ومن بينها جريدة مواطنون التي عانت كثيرا من الحصار والتهميش في العهد السابق وكادت تتوقف وتابعنا اصدراها بفضل مناضلينا وجهدهم الخاص.

رضا الكافي: سيناريو توظيف الإعلام لمحاولة إجهاض الثورة وارد
الإعلاميون لا يزالون يشعرون بالقمع والاضطهاد
الإعلام بدأ يتغير من حيث محتواه نسبيا لكن الشكل والأساليب والوجوه التي تسير القطاع وتوجهه لم تتغير بالمرة وسيناريو توظيف الاعلام لمحاولة اجهاض الثورة وارد لكنه لن يمر هذه المرة بسهولة بحكم تغير المعطيات على ارض الواقع داخليا وخارجيا .
ومن بين ما يثير استياء الاعلاميين والمثقفين وعموم المواطنين انهم يلاحظون في كثير من وسائل الإعلام تغييرا جزئيا وشكليا في العناوين : استبدال "بن علي" بمسميات أخرى ..اي ان الاصلاحات والتعديلات ليست في مستوى المرحلة وتتم بطريقة لا تضمن حدا ادنى من مصداقية العمل الصحفي أو تغييرا في المشهد الاعلامي بما يتماشى ومطالب الشعب ونخبه في مرحلة انتقال ديمقراطي فرضتها ثورة شعبية.
الآلة الإعلامية الحالية صناعة النظام السابق والقائمون عليها والساهرون على تكريسهما تدعمهم قوى لها مصالح سياسية واقتصادية ولها اجندا مغايرة لاجندا المؤمنين بضرورة وقوع ثورة داخلية في قطاع الاعلام وبدء المساءلة .
وفي الوقت الذي يبدو فيه المواطن غير راض عن ما تقدمه جل وسائل الاعلام شكلا ومضمونا لا يزال الصحفي يخضع للقمع من قبل صاحب المؤسسة وممثليه في الهيكلة العمودية القديمة الجديدة ..العلاقات لا تزال عمودية ومجالس التحرير غير موجودة او صورية والصحفي ليس له رأي في الخط التحريري ..والنتيجة هو ان الأداء الإعلامي مازال ضعيفا وصورة الإعلام مهزوزة . وبالتالي هناك استياء من أداء الإعلام وإحساس في عدة أوساط بان الإعلام يغالط الرأي العام وانه لم يقطع مع الممارسات والهيكلة المغلوطة للمرحلة السابقة . لقد جاء التغيير بسرعة ولم تتمكن الاعلامية من مواكبته على غرار الالة السياسية والنتيجة صورة مهزوزة للاعلام والصحفيين . لكن رغم بعد الاعلام عن الحرفية والمصداقية فان الصبغة الجذرية للتحول الذي وقع منذ 14 جانفي ستفشل جهود القوى التي ستحاول اجهاض الثورة ومسار الاصلاح .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.